أضرار جانبية
٧ آب (أغسطس) ٢٠٠٦،
بقلم جمانة حداد
ماذا تقولين لطفلكِ الصغير عندما يسألكِ ببداهة الأطفال: "ماما، لماذا لا نذهب للعيش في بلد آخر حيث لا قصف ولا تفجيرات؟". ماذا تقولين له عندما يفكّ شيفرة الرعب في عينيكِ، عينيك اللتين تفتّحتا على جهنّم الحرب مذ كنتِ في الرابعة من العمر، ففسدتا ولا تزالان فاسدتين، مسكونتين بالبارانويا، لا تريان إلا النصف الفارغ من الكأس في كل شيء؟ ماذا تقولين له، هذا الأمير الخائف، عندما يشاهد صور أطفالٍ في مثل سنّه نائمين بين الأذرع الباكية، ويطالبكِ بأن تشرحي له لماذا لا يستيقظون؟ كيف تحمين ولدكِ من أرضه، من هويته، من جغرافيته، من نفسه؟ كيف تحمينه من عدوى شياطينكِ الخبيثة؟