السبت ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧

زواجُ ذاكرتَي الزمن

بقلم: محمد زين الشفيع أحمد

وطَفِقْتُ استخْدِمُ ذاكرتيَ المُوغِـلةَ
في القِدَمِ ،
أُمَارِسُ صَهيلَ المَنافي والتَّجَافـي ،
وقد بارَحْتُ التُّرَابَ بعْـدَ أنْ حاصَرَني
الضَّجيجْ ؛
وكانَ وجْهُ حبيبتي يَـتَّـكِئُ على ذاكرةِ الواقِعِ
وغَيْمِ مُفْرَداتِ الطبيعةِ نَدِيَّاً ، بَهِيَّاً ، جميلا .
وَهِيَ تُلْبِسُنِي قميصَ الزَّمنِ الأعْـرَجِ ،

وقتَها تحديداً كنْتُ بِمَنْأىً عن ادِّعاءِ الصَّوابِ

وتَعَدُّدِ وجهَاتِ النَّظرِ واحتكارِ الحقيقة.

... سألتْنِي ذاكرتي يوْماً ، وهيَ تُبَاشِـرُ
الجُلُوسَ أمــامَ شَجَرِ
النَّسيَان !!! :
"هلْ لِعَقْلِكَ ضجيجُ المعاني ..
وكِبْرياءُ التَّساؤل ؟؟؟
أمْ أنَّكَ تُلاقِـي الجُمُوحَ وتُزَاوِجُ
الأصيلَ بالنَّخيلِ ؟؟؟ ".
.. سبَقَتْنِـي في الرَّدِّ عليْها عينايَ
الواجِمَـتانِ :
بأنَّه نوعٌ من انسجامِ التداخُلِ
و انعتاقِ الضُلوعْ .
... وبِحَسْبِ عِلْميَ أنَّ ذاكرتيَ مُتزوِّجةٌ
سِرَّاً من زمَنِيَ ،
لكنَّهما اختلفا حوْلَ أيديولوجيَّةِ المُصَاهَـرةِ
على أهْدابِ الجسدِ وانعكاسُهُ على فلسفةِ
الأيَّامِ والارتباط المَشيميِّ
للأُنْثَى ،
لاعتقادِها الجازمِ أنَّهُ تَعَــدٍّ واضِحٌ يُغازِلُ
خُطُوطَ الكنْتُورِ لَدَى حُضُورِها المُتَمَـاهيَ
والآمِنْ .
وكانتْ تـَظُـنُّ أنَّ ذلك سَـيُقَوِّمُ ما اعوَجَّ
من جسدِ الطريقِ في المدينة ،
لذا رفَضَتْ بشدةٍ اعتذارَ الزَّمنِ المتكرِّرَ
لِرَأْبِ الصَّدْعِ بيْنَهُما .
... وأنَــــا ...
وحيثُ كنتُ لا أرْضَى حينَها
بالرَّأيِ والرَّأيِ النَّقِـيضْ ،
فَقَدْ شَرِبْتُ ملامِحي ،
وجمعتُ أشْلاءَ ثوْبِيَ الرَّثِّ ،
وتجَشَّـأْتُ فـراغَ جَوْفِيَ
العميقْ ،
وحَنَقَـاً
بِلا ذاكِرةٍ غَـادَرْتُ
المكانْ .
بقلم: محمد زين الشفيع أحمد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى