

عــــــــــــــــــــــودة
حـلـقـت تـطـوي الأرض والأجــواءوالــى الـــديــار تـسـابــق الأنــواءحـيـث الـشـهـامـة والـكـرامة والندىمــدّت ذراع الأمــهــــات لــقــــــاءأن كـنـت في لبنان كنت بموطــنمـتـأهـل في قــلــبــه الــفــيــحــاءأو كنت في بغداد كنت بأمـــــــةرفعت لها فوق الكويت لــــواءفانزل على ارض الحجاز وحـيـّهــامــجــدا وقـبـل تـربـهـا آبـــــــــاءواترك لجرحك في الـفـؤاد لـسـانـــهقــولا يـنـبّـه فـيـهـم الأحــيــــــاءقـل (يارسول الله) كيف عــروبـتــيضـلـّت سـبـيلك في الهدى أســــراء؟أ طـلـقـتـهـا فـي ا لعـالمين تـديـنـهـموثـــنا، وتعلي ا لراية ا لعــر بــــاء( والله أكبر) في الـشـفـاه رســـالـــةأذكت صـدور الـمؤمـنـيـن حـــداءلمعت على حــدّ الــسـيوف نفوسهــمأمـلا بـهـا عـنـد الأ لــه جـــــــزاءفـأذا الحـيـاة مـنـــاهــل ومــــواردفــرشــت لهم أرض العداة ســمـــاءالمسجد الأقصى وأولى القــبـلتينغــدا لـشـعـبي مـنـدبـا وبــكـــــاءفي كـلّ يــوم لــلـمـكـبّر دعــــــوةمـن فـوق مـأذنـه تـضـيـع نـــــداءلـم يـبـق مـن مـلـك ولا من سائـسفـي ذكـر أسـمـك يـحســن الأصغاءيـا سـيـد الـدنـيـا وأطـهـر مــرســـلطــوّع بـنـيـك شــريــعة ســمــحاءيستنكر الماضي نــعــيــم ملــوكـهموشـيـوخـهـم ويـعـنـّف الــرؤســاءفـاقـذف بأمواج الرمال على العدىوادهـمهـم الـبـيـداء والــصـحـراءبـيــت الـنـبـوة يـســتــعـيـذ وأنـنــيأخشى على الحرم الشريف عفاءمـنيــت نفسك يا حـزيـن بـعـــــودةوصرفت عـمـرك لـلسـنين دعــاءواليوم أقرب ما تكون الى الحمـىوبــأم عــيـنـك تـنـظـر الأشـيــاءفهناك عند الجس ترقب طـاغيـامـتـغـطـرسـا.. لا يسـتـفـزّ حـيـــاءفضحت وقاحته سـريـرة عــــارفأن الــديــار تــعــيـدهـم أبـنــــــاءوتــردّ عـنـهـا غــاصبا مـسـتوطنافيها.. ويـحـسـب اهلـهـا الـغـربـاءوهـنـاك يـنـتـقـم الـحنـيـن كـراهةلفحت عـيـون الـمجـرمين ضيـاءتـسـطـو على نـظـراتهم وتذرهــاحـقـدا..فتستجدي الأ كــف وقــــاءفلأنت في الأردن تندب أمـــةحمـلـت مـذلـتهـا غـنـى وثــــراءكم يسأ ل الماضي وتـسـأ لـك العلــىهل كان أ شـجـع مـنـكـم الـفـقــراء ؟؟تشتاق رؤية موطـن وتـحـبــــــهحـبـا تـجـاوز في الـحـياة بـقـــــاءطرحت لك الأعوام كل مسرةفاخترت منها ما تـضـن عــطـاءلو تستطيع الى شبابك وقـفــةفي بئرزيت [1] وروضــة غـــنــاءتستعذب الماء القراح وترتويأد بــا تــغــنــيــه الــحـسان رواءهل في ينابيع العيون [2] مـنـابعتنصب في أزهى الـثـغـور نــقــاءفاشرب هواك وذكرياتك علقماوانثر د مـوعك نـحـوهــا أ صـداءهذي السفوح وأنت من أطيارهاغمـزتك تحـذر بـطشـهـم أعــــداءفرجعت تشكوها النوى وتبثهاشـوقـا ومـا عـنـيـت مـنـه الـــــداءما كان أروعها وكان أ رقّـهـالــو كــان بـيـنـكـمـا العناق شـفـــاءتأبى المرؤة والكرامة أن ترىذاك الـلـئـيـم يـسـرّح الـكــرمـاءأقسمت لا لمست يـداك ترابهاألا لـحـفـر قـبـورهــــم أعــــــداءوتظـّل في دنيا اغترابك حاملاعلــم الجـهـاد عـقـيـدة وو فـــــــاء
عاد الشاعر إلى العالم العربي لأول مرة بعد غياب زاد عن خمسة وعشرين عاما فنظم القصيدة التي عبّر فيها عن ألمه الشديد لما يرى من تهاون الأنظمة العربية ورفضه الدخول الى دياره بحسب وعد قطعه على نفسه، ان لا تطأها قدماه وعليها الغاصبون المجـرمون من بني صهيون لكنه راى الأعداء من على الجسر في الأردن وذلك في خريف 1973 ونشرت في عدة صحف في لبنان ولندن.