

همسة وفاء لأبي الحكم جريس دبيّات
بكلّ الألم والوجع، ننعى قنديل حارتنا الذي انطفأ...
أبو الحكم الأخ الذي لم تلده أمّي وصديق العائلة بكلّ التّفاصيل،ذاك الانسان الذي كان معلّمًا وشاعرًا،
صاحب الحرف الصّادق، والكلمة التي تُشعل المشاعر،
علّم أجيالًا كيف يعشقون اللّغة، كيف يكتبون بقلوبهم لا بأقلامهم،وهم له ذاكرين شاكرين.
كان بيتُه منارةً، ومجلسُه مدرسة، وصوتُه دفء لا يُنسى.
غاب الجَمالُ الذي كان يخطّه بحرفه،
وصمت البيت الذي طالما احتضن الكلمة الطّيّبة.
أبو الحكم...
علّمنا أن اللّغة وطن، وأنّ الكلمة حياة.
مضى بهدوء كما عاش،
ترك لنا صدى صوتِهِ، وعبق حضورهِ،
ذكراه في القلوب لا تُمحى،
وفي عيون أحبّائه، سكنٌ دائم.
يا رفاق الحرف... خسرنا اليوم واحدًا من أهل الدّرب،
من آمن بالكلمة رسالة، وجعل من اللّغة خبزًا يوميًّا يُطعم به الرّوح.
نمْ قرير العين يا أبا الحكم فلا رادّ لحُكم الله.
نمْ قرير العين يا أبا الحكم فمحبّوك كُثْر ودمعهم أخفق في التّعبير.
نمْ قرير العين فصوتك سيظلّ يتردّد بين السّطور،
وقنديلك سيبقى مشتعلاً في ذاكرتنا.
باسم الحرف، وباسم الرّفاق الذين شاركهم المدى والحُلم،
أقدّم أصدق التّعازي لزوجته الرّفيقة في كل الدّروب، تلك التي ساندته بصبر المحبّة ونُبل الرّفقة.
لأولاده الأعزّاء، الذين حملوا بعضًا من نوره في وجوههم،
لأحفاده وهم يبحثون بين الجموع عن جدّهم الحنون.
وختامًا يا أبا الحكم،
سلامي لك من بقيعتي التي احببتها والتي جمعتك بنسب باهلها الطّيبين
من الأرض التي عشقتها،
وتغنّيت بجمالها، بأشجارها وطبيعتها الغنّاء.
هنا ما زال النسيم يهمس باسمك،
والدّروب تحفظ خُطاك.
وقانا الجليل، التي كنت تنسج من ترابها القصائد،
تفتقدك اليوم، كما يفتقدك الأهل والرّفاق.
لكن صوتك باقٍ بين التّلال،
وفي ظلّ ّالتّين والزّيتون،
وفي ضحكة الأطفال الذين أحببت.
سلامٌ لك في مثواك،
وسلامٌ لقلب أحبّ، وكتب، ورحل بصمتٍ نقيّ.
رحمك الله، أبا الحكم، شاعر الأرض والحنين.