
«قلق» مسرحية مشوقة تخطف الأنفاس بالدار البيضاء

قدمت جمعية الرواد عرضها المسرحي الجديد «قلق»، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، مساء امس الجمعة 19 شتنبر 2025، على خشبة مسرح عبد الصمد الكنفاوي بمدينة الدار البيضاء، وسط تفاعل كبير من جمهور شغوف بالفن المسرحي.
المسرحية، من إخراج ودراماتورجيا عبد الفتاح عشيق، مساعد المخرج كرم المراني، وتأليف محسن زروال، فيما أشرفت على السينوغرافيا صفاء كريت، وتكفل أحمد أمين فاضيلي بإنجاز الملابس، وأضاء المشاهد جواد احديدو، بينما صمم الموسيقى التصويرية يونس بوجنويت، الذي تولى أيضاً مهام الإدارة والعلاقات العامة، إلى جانب سهيل مستاوي وسفيان ضمير كمحافظين عامين.
أما على الركح، فقد جسّد الأدوار، بشكل لافت وجميل، كل من حسناء المومني، حسين أغبالو، وعبد الرزاق ولد عامر، وذلك في أداء متقن شد أنفاس الجمهور.
تدور أحداث المسرحية في غرفة شبه فارغة إلا من بعض الأثاث، حيث يدخل "مصطفى" متسللاً وكأنه لص، قبل أن يتضح أنه يبحث عن هاتفه المفقود. ظهور "جميلة" يقلب الموازين، لتنشب مواجهة نفسية وعاطفية بين الشخصيتين تكشف ماضيهما المشترك وأسراراً خطيرة يحملها الهاتف الضائع.
ومع تطور الأحداث، يتلقى الطرفان رسائل ابتزاز من مجهول يهددهما بكشف أسرارهما، ما يدفعهما إلى محاولة فك لغز هوية المبتز قبل فوات الأوان. اعتمد المخرج على الإضاءة الخافتة والغموض لخلق أجواء مشحونة بالترقب، كما وظّف تقنية "الفلاش باك" لربط الحاضر بالماضي وكشف أبعاد الشخصيات تدريجياً.
اختتم العرض بمشهد يترك الجمهور في حالة تساؤل وفضول، حيث لم يُكشف نهائياً عن هوية الشخص الذي يقف وراء الابتزاز، مما عمّق البعد النفسي للمسرحية وأضفى عليها طابعاً مفتوحاً للتأويل والنقاش بعد العرض.
وبهذا العمل، تثبت جمعية الرواد حضورها القوي في الساحة المسرحية الوطنية، مقدمة فرجة راقية تزاوج بين التشويق الدرامي والتحليل النفسي، وتؤكد أن المسرح المغربي قادر على ملامسة قضايا الإنسان وهواجسه بأسلوب فني مبتكر.