تقييم الشاعر والكاتب الحقيقي
إنَّ الشاعرَ والكاتبَ الحقيقي المبدع يُقيَّمُ ويقاسُ من خلالِ مستوى كتاباتهِ الإبداعية وليس لأيِّ إطار ومنتدى وجسمٍ ثقافيٍّ ينتمي أو لأي اتحاد كتاب هو منتسب.. أو إلى كم تكريم وأمسيةٍ وإشهارٍ لكتابٍ عملوا وأقاموا له.
والشاعرُ والكاتبُ الكبير والمبدع في الأصل يرفضُ أن تُقامَ لهُ أمسياتٌ تكريمية من قبل أطرٍٍ وجهاتٍ ومؤسسات عليها الكثير من علامات السؤال (وطنيا وإنسانيًّا ونزاهة وموضوعية وغيرها) ويرفض ان يُقِّيِّمَ كتاباته ويتحدث عنها (نُوَيقِدُون) هم دون المستوى المطلوب. وأنا شخصيا (حاتم جوعيه) الكل يعرفني - محليا وخارج البلاد - إنني اول شاعر وكاتب وناقد وإعلامي محلي وعلى مستوى العالم العربي.. ولكن حتى الآن لم تُقَمْ لي أيةُ امسيةٍ تكريميةٍ لأنني أرفضُ ولا يشرفني ولا يرفعُ من مكانتي هذا الشيء، بل يُنزل من مستواي الأدبي والاجتماعي.. وبإحتصار لأنني أرفضُ ان يُقيِّم كتاباتي الإبداعية - شعرا ونثرا - وأن يتحدث عنها إمَّعاتٌ وحُثالاتٌ وأشخاصٌ عملاء ومأجورون وخونة لا يفهمون شيئا في النقد الأدبي والفني، وهدفهم هو العمل على تشويهِ المشهدِ الثقافي والساحة الثقافية والادبية المحلية وتدمير وواد الأدب والفن والثقافة المحلية الهادفة، وخاصة التي تحملُ البعدَ والطابعَ الإنساني والوطني. هؤلاء النُّويقدون المُستكتبون المشبوهون والإمَّعات والحُثالات المتطفلون والدخيلون على المجال والأدبي والثقافي زيفا.. والذين نراهم دائما موجودين بشكل مكثَّفٍ على المنصاتِ والمنابر في المؤسساتِ والجمعيَّاتِ والأطر والمنتديات المأجورة والعميلة، وهم معروفون للجميع.
وباختصار كل إنسان شريفٍ ونظيف وَحُرّ وأبيٍّ ووطني يُحبُّ شعبَهُ ومبدع ومتألق في كتاباته يرفضُ دائما أن تكرمهُ وتحتفي به وأن تُقيم له أمسيات تكريمية مؤسَّساتٌ وجمعياتٌ ومنتديات مشبوهة ومأجورة وعميلة، وأن يتحدث عنه وعن كتاباتهِ ويقيمها أشخاصٌ لا توجد لهم ايةُ علاقة مع الادب والنقد، وهم في نفس الوقت إمَّعَاتٌ ومدسوسون ومأجورون وعملاء ومعادون له ولشعبه ولقضاياه الوطنية والإنسانيّة والحياتيَّة. وهدفُ ومأربُ هؤلاء الحُثالاتِ المدسوسين الرئيسي - كما ذُكرَ أعلاه - هو تدمير وطمس الثقافة العربية الفلسطينيّةَ المحليَّة الهادفة والقضاء عليها وتفريغها من كل شعور وانتماء وحس وطني وعربي.
وأريدُ أن أضيفَ أيضا : هنالك جائزةُ التفرغ السلطوية التي تُمنَحُ كلَّ سنةٍ لمجموعةٍ من الكتابِ المحليين أنا مقاطعها ولا أقدِّمُ لها إطلاقا مع أن السوادَ الأعظم من الكتابِ المحليِّين يتهافتون ويتسابقون إليها، والسببُ هو:
لأنها تُعطى أحيانا لأشخاصٍ غريبي الاطوار ولا توجدُ لهم أيَّةُ علاقةٍ مع الشعرِ والأدب والإبداع.. حتى أنهم لا يعرفون قواعدَ اللغةِ العربيةِ وكتابة الإملاء. والهدفُ من منحِِ هذه الجائزةِ وهو معروف للجميع كما أظنُّ من الناحية السياسية والثقافيَّة وغيرها.. والسببُ الرئيسي هو تهجين وتدجين عرب الداخل والقضاء على أدبِ المقاومة الفلسطيني والأدب الملتزم وطمس ووأد كل عمل وكل فكر وكل إبداع سياسي ووطني يخدمُ مصالحَ وقضايا الأقليةِ الفلسطينية العربيَّة في الداخل ويعكسُ واقعها وحياتها من جميع الجوانب.. وقضايا الأمة العربية ككل.
