

مَوعِدٌ مَعَ الفَجر
بَنـِي العُربِ هَذِيْ الرُّبَى مَا لَها
تَجُرُّ مِن العَارِ أَذْيَالَها!
إِلَامَ يُبَاغِتُنَا الظُّلمُ فِيهَا
وَيُلبِسُنَا الليلُ سِربَالَها؟!
إِذَا نَجمَةٌ أَومَضَتْ في سَمَانَا
جَنَينَا مِن الدَّهرِ إِمحَالَها
بَنـِي العُربِ كَمْ غُصَّةٍ في الصُّدُورِ
تُكَابِدُ في وَحشَةٍ حَالَها!
وَكَمْ شَارِعٍ وَشْوَشَتْنَا مَآسِيهِ:
أَحْلاَمُنَا الخُضرُ أَنَّى لَها...؟!
وَ لَو ثَارَ فِينَا الحِمَىْ سَاعَةً
لَـ "زُلزِتِ الأَرضُ زِلزَالَها"
فَنَحنُ الذِّينَ مَنَحنَا البُطُولَاتِ
في سَاحَةِ العِـزِّ إِجلَالَها
وَهَبنَا مُتُونَ الليالِي الصَّبَاحَ
فَأَلقَتْ يَدُ الوَقتِ أَغلَالَها
وَكَانَتْ لَنَا صَولَةٌ مِن ضِيَاءٍ
رَآهَا الزَّمَانُ وَأَصغَى لَها
إِذَا ذُكِرَتْ فَاحَ عِطرُ المَكَانِ
وَأَنشَدَتِ الأَرضُ مَوَّالَها
وَقَد حَانَ أنْ تَستَفِيقَ الشُّعُوبُ
وَتُسرِجَ لِلمَجدِ أَبطَالَها
فَمِنْ حَقِّنَا أنْ نَعِيشَ الحَيَاةَ
كِرَامًا وَنَجنِـيَ آمَالَها
وَأَلاَّ نَرَى حُرَّةً تُستَضَامُ
وَقَدْ أَطفَأَ المَوتُ أَطفَالَها
لَنَا أنْ نُلَملِمَ أَوجَاعَنَا
وَنَنسُجَ بِالضَّوءِ أَسمَالَها
وَنَصهَلَ فيْ شَاطِئِ الفَجرِ خَيلاً
تُتَوِّجُ بِالنَّصرِ خَيَّالَها
فَلَا عَاشَ فِينَا الجَبَانُ الخَنُوعُ
وَلَا نَالَتِ النَّفسُ إذَلالَها
أَيَسكُنُ حُرٌّ دِيَارَ الهَنَاءِ
وَ"غَزَّةُ" تَسكُنُ أَطلَالَها ؟!
أَغَزَّةُ يَا مُهجَةَ البَشَريَّةِ
تَنزِفُ في الشَطِّ آجَالَها:
سَيَأتِيكِ فُرسَانُنَا رُغمَ طُولِ الــ
ـشَتَاتِ، وَتُهدِيكِ أَشبَالَها
وَيَنبَعِثُ المَارِدُ العَرَبِيُّ
بَرَاكِينَ تَنفُثُ صَلصَالَها
غدًا نَهصُرُ الشَّمسَ مِن خِدرِها
ونُلقِي بِوَجهِ الرُّبَى شَالَها
فَتَأوِي الطُّيورُ إلى دَوحِها
مُبرَّأَةً مِن أَسَىً نَالَها
غَدًا يَنزَحُ الجَدبُ عن أرضِنَا
وَتُزجِي السَّمَاوَاتُ أَنفَالَها
وَتَحضُنُ" بَيرُوتُ" أُختًا لَها
وَ"مَأرِبُ" تَسقِي المُنَى آلَها
وَفي رَبوةٍ مِن "دِمَشقَ" الهَوَى
سَتُلقِي الجَوَانِحُ أَحمَالَها