
لاحت لي عذراء
في هدأه الليل
وصمت الظلام
لاحت لي عذراء من بين الأنام
حركت مشاعري الدفينة
ثورت في داخلي بركان !
أتتني . . وبانت عليها علامات السكينة
وأخفت بضعا من معالمها . .
وأخفت العنوان . . ! !
وقالت سألقي بنفسي بين ذراعيك سجينة
فكن لي الإنسان . .
أشعلت من غير أن تدري بجوفي النيران
غيرت طرقي وخرائطي . .
وأدخلتني عالم الهذيان
فكنت بين يديها مجرد بقايا إنسان . .
تفوح من جسده رائحة الدخان !
بعثرتني . . مزقتني . . شتتني . .
لملمتني . . ساعدتني . . ساندتني . .
لأعود كما كنت في بداية الزمان
درستني . . فهمتني . . علمتني نطق الألف باء . .
كلمتني . . ناقشتني . . حاورتني . .
تعلمت منها حب السخاء
حب الصفاء
رسمتها كما هي . . حب وكرم . . عطف وولاء . .
تمنيتها . . .
فأتتني كما تمنيتها . .
الشعر بلون الكستناء
والبشرة . . أهوى . . وأذوب بهوى . . السمراء
لها قوام . . يا له من قوام . .
عجز عن وصفه كل الشعراء !
ارتدت خمارها لتستر ضيائها . .
فزادها ضياء فوق ضياء . .
سألوني أهي بشر ؟ !
فقلت لا أدري
سألوني أهي ملاك ؟ ! !
فقلت لا أدري
سألوني أهي سحر ؟ ! ! !
فقلت لا أدري
سألوني أهي قمر ؟ ! ! ! !
فقلت لا أدري . . .
ولكني أدري بأنها قدري
أنستني عهدا يعرف بالشيخوخة
و أنستني هوى الشباب
وأرجعتني إلى بواكير الطفولة
فكنت الطفل الذي عاش الرجولة !
ونسى أن يلهو مع الأطفال
وسار باحثا عن امرأة تملك الجمال . .
فلما وجدتها . .
رسمت على وجنتيها قبلتين
وبين شفتيها نغمتين
وعلى معصميها اسوارتين
وألبستها أبهى وأجمل التيجان
ورسمت أمام ناظريها خارطة العالم . .
خارطة الإنسان . .
قلب الإنسان . .
وقلت لها . . . أدخلي واسكني مملكتي
يا ملكتي . .
فأنت وليس غيرك يا ملكتي . .
ملكتي . . .