يا حُلْوَةَ العَيْنَيْنِ ما الخَبَرُ ؟
إنْ غِبْتِ عَنَّي يَذْبُلِ الزَّهَرُ !
عُوْدِي إليَّ !
أنا على أَرَقٍٍٍ
وَالليلُ طالَ ،
وما بهِ قِصَرُ
ما الشِّعْرُ ؟
ما الألحانُ أسْمَعُها ؟
من دونِ مُوسيقاكِ
ما الصُّوَرُ ؟!
قد صُنْتُ سِرَّكِ في الهَوَى حَذَرَاً
فإذا بهِ
لا ينفعُ الحذَرُ
قد باحَ شُحْرُورٌ بِقِصَّتِنا
ممّا يثرثرُ فانتشى الوَتَرُ
حتى فَراشاتُ الحِمَى كَثُرَتْ
تحكي ،
ومَنْ أصْغَوْا لها كَثُرُوا
هذا يَقُولُ :
الآنَ قد طَلَعَتْ
شمسٌ ،
وَذاكِ يقولُ : بلْ قَمَرُ
وأراكِ في القَمَرينِ ماثِلَةً
وَيَرى النُّهَى
إنْ أخْطَأ النَّظَرُ
وَأرَى البِحَارَ لديكِ قد خَشَعَتْ
أمواجُها
وَارْتاحَتِ الجُزُرُ
وأرى النُّجُومَ لديكِ قد سَجَدَتْ
ممّا يُلامِسُ كفُّكِ العَطِرُ
وَأرى السَّماءَ ازْدَادَ رونَقُها
وأطَلَّتِ الأكوانُ تنْتَظِرُ
والغيم وَشِّحُ أفقَهُ قُزَحٌ
فبكى له من وَجْدِهِ المطرُ
أمّا أنا فالسُّكْرُ خامَرَني
حتى هَذَيْتُ فَقالَ لي الشَّجَرُ
قُمْ واعْتَذِرْ عَمّا هَذَيْتَ بهِ
فأجَبْتُ كَلاّ !
لَسْتُ أعتَذِرُ !!
فأنا إذا ما جِئْتُ معتذراً
عَمَّا هذيتُ فَسَكْرَتي هَدَرُ
فإذا صَحَوْتُ أنتابني سَكَرٌ
وإذا غَفَوْتُ أصابني سَكَرُ
والعذرُ لي حَجَرٌ فإنْ دَعَسَتْ
عَفْواً عليهِ يَسْكَرِ الحجرُ