الاثنين ٢١ شباط (فبراير) ٢٠١١
بقلم
العُبور الثاني
يا مصرُ!أدْهَشَني العُبورُ الثانيفعزفْتُ لحنَ مَثالثٍ ومَثانِوشدوتُ ألحانَ الربيعِ كبلبلٍغَنّى كما يبغي على الأغصانِوغدا ينايرُ باسماً بربيعِهِقكأنّهُ قد جاءَ في نَيْسانِهذا الربيعُربيعُ مِصْرَ تآلفتْفيه طيوفُ السعيِ في الميدانِوعلا الهتافُتعيشُ مِصْرُ وتنتحيعنّا بعيداً زُمْرَةُ الخُذْلانِيا مصرُ!تيهي!وارفعي نحو العُلَى!عَلَمَ التحرُّرِ زاهيَ الألوانِوَلْتَجْمَعي دنيا العروبةِ كلَّهامن كلِّ قاصٍ في البلادِ ودانِهنّأتُ شعبَكِ بانتصارٍ حاسمٍيُعْلي مكانَكِ فوقَ كلِّ مكانِلولا التفافُ الجيشِ حولَكِ لم يكُنْما قد أتاهُ الشعبُ بالإمكانِوتَكاتَفَ الشّعْبُ الأبيُّ وجيشُهُشعبٌ وجيشٌ للوَغَىجَيْشانِهذا العبورُ شجاعةٌ قامتْ بهاتلكَ الجموعُ بقوةِ الإيمانِلا خوفَ بعدَ اليومِصاحَتْ طفلةٌحتى نعيشَ بعزّةٍ وأمانِوأرَى اقتحامَ الهولِ ليس مُقرِّباًأَجَلاً ،ولا يُقصيهِ خَوْفُ جَبَانِستعودُ مصرٌ للعروبةِ مثلَماكانتْ لنا في سالفِ الأزمانِحتى يَصُبَّ النيلُ في بَرَدَى وذافي الرّافدينِ،فيرقصَ الهَرَمانِوتصيرَ قاهرةُ المعزِّ شقيقةًلدمشقَ بالقُرْبَى إلى بَغْدانِولتونسَ الخضراءِ فَضْلٌ سابقٌولها الحضورُ السّمْحُ في الوِجْدانِيا تونسُ الخضراءُ أنتِ قصيدةٌفي الصفحةِ الأولى من الدّيوانِكنتِ المثالَ لمصرَ فاشْتَعَلَتْ لَظَىًلا نارَ إلاّ آذنَتْ بدُخَانِبيتُ القصيدِ «أبو العزيزي» صَرْخَةٌقد رَدَّدَتْها سائرُ الودْيانِوَسَرَتْ بوادي النيلِ نَبْضَاً عالياًكالنّبضِ عندَ الغيظِ في الشِّريانِومضتْ جموعُ شبابُ مِصْرٍلا تني،لتخوضَ حربَ النصرِ دونَ هوانِحتى تحطَّمَ عرشُ نيرونَ الذيحَكَمَ العبادَ بطُغمةِ النيرانِإرْحَلْ أيا نيرون ُمصرٌ أعلنَتْبلسانِ شَعْبٍطافَ كالطُّوْفانِمن عَصْرِ خوفو مصرُ عالٍ شانُهافي الطبِّ والتوحيدِ والعمرانِولشعبِها القِدْحُ المعلَّى في العلىوهو المجلّي عندَ كلِّ رِهانِقد كانَ في سِجْنٍ فَفَكَّ حِصارَهُبحصارِ قصرٍ شامخِ البنيانِوالقَصْرُ إنْ يظلمْ يَؤُلْ قَبْراًوَكَمْقَصْرٍ غدا متقوِّضَ الأركانِوَعَلا هتافُ الشّعْبِ فَلْيَرْحَلْ وقدثارَ الجميعُ كثورةِ البركانِحتى إذا أَزِفَ الرّحيلُ تعاظَمَتْتلكَ الجموعُ تَضِجُّ بالغَلَيانِمصرُ العروبةِ قد أعادَتْ دورَهاوطناً تتيهُ به على الأوطانِوعواصمُ العربِ البواقي دَوْرُهاآتٍلتنسَخَ آيةَ الطغيانِهذا العُبورُ إلى التحرّرِ مُعْجِزٌفيه البيانُ لقدرةِ الإنسانِما خابَ شعبٌ إنْ أرادَ تحرُّراًممّنْ أعادوا الظُّلْمَ للبلدانِحُكّامُنا أقزامُنافَلْيَسْقُطوا!وَلْْيُحْطَمُوا حَطْماًكما الأوثانِ!وَلْيُكْنَسُوا كَنْسَاًفإنَّ بقاءَهُمْعارٌ،وَهُمْ والعارُ للشيطانِ!