الكاتبة اليمنيّة أحلام يحيى جحاف

ضيفة فقرة «في رحاب الإبداع» لموقع ديوان العرب

موجز السّيرة الذّاتيّة للضيفة المبدعة:

كاتبة يمنية من مواليد صنعاء.
ماجستير تنفيذي في الإدارة من جامعة مالطا.
بكالوريوس في العلوم من جامعة صنعاء.
مستشارة في قطاع التدريب والتأهيل بوزارة التربية والتعليم.
عملت في قطاع التدريب والتأهيل مدربة ومعدة حقائب وأدلة تدريبية.
عضو في نادي القصة اليمنية.
حاصلة على زمالة مؤسسة الإمارات للأدب.

مؤلّفاتها:

إضرام النيران/ رواية/ صادرة عام 2020

(لستِ سوى امرأة)/ مجموعة قصصية/ صادرة عام 2019

(الخاتم العجيب)/ قصة للأطفال/2019

من أدبها المُقاوِم اختارت لنا هذه القصّة من كتابها (لستِ سوى امرأة):

صديقتي المقدسية

اليوم الأول لالتحاقي بالجامعة لم يكن يوما عاديا، كنت مرتبكة لا أدري ماذا أفعل، لذلك وقفتُ أمام اللوحة التي تعرض أسماء الطلاب المقبولين

في كلية العلوم بالجامعة، كنت أخفي ارتباكي بقراءة الأسماء مرارًا وتكرارا.

عندما لاحظتُها تقترب مني، وتقف لقراءة الأسماء كما أفعل، ترددتُ قليلا قبل أن ألتفتَ ناحيتها، وألقي عليها التحية.
التفتت باتجاهي، وتبادلنا التحية على استحياء.

كانت دهشتي كبيرة وبلا حدود، عندما قالت لي:

أنا من القدس!
من القدس.. قلتُ باندهاش.
نعم أنا من القدس.
توقفتُ كثيرا عند المكان، القدس!

شعرتُ بشيء غريب، مشاعر مختلطة تجتاحني، تزاحمت في ذهني كل تلك الأناشيد، والخطب، والقصص عن القدس التي سمعتها من طفولتي.

عائدون.. عائدون.

عن حكايات الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وأهل الأرض العرب الصامدين هناك.
لكن لحظة.

كيف يعيشون هناك؟

هل يعيشون حياة طبيعية كما نعيش نحن؟

وتتزاحم تلك الصور التي كنت أشاهدها على شاشات الأخبار.

حتى أن صوت المذيع في ذلك البرنامج الإذاعي كان يردد دومًا:

" من أجل تحرير فلسطين، كل فلسطين".

كان يرن في أذني.

وها أنا اليوم أقف أمام مقدسية، أنا لا أستمع لبرنامج إذاعي، أو أشاهد خبرا تلفزيونيا، أو أسمع حكاية عن فلسطين المحتلة، عن القضية الأولى لكل العرب، والمسلمين.
بل إنني أتحدث لفتاة جاءت من هناك، من القدس، ولم أستطع أن أتمالك نفسي، فانهالت أسئلتي المتلاحقة، مما أضحك رفيقتي.

كان ذلك اليوم هو بداية لتعارفنا، ولصداقتنا التي دامت وتعمقت، وكلما نظرت لوجهها كنت أرى ملامح القدس التي لا أعرفها.