الاثنين ٢٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٥
بقلم مصطفى معروفي

التمليط

نقول "ارتجال" و"بديهة" و"تمليط"، ثلاث كلمات يكون المنضوي تحت كل واحدة منها شعرا، ونحن في هذا المقال تهمنا كلمة"تمليط"بالضبط، وما تعنيه وإعطاء مثال يوضح معنى التمليط وضوحا وخصوصا للقارئ الذي يقرأ عنها لأول مرة.

التمليط هو أن يجرب شاعران أو شعراء ما يجول بخاطرهم حول موضوع واحد حتى ينقطع نفس أحدهما أو أحدهم، وهو نوع من السجال بحيث يأتي الشاعر بقسم من البيت صدرا أو عجزا ،ويأتي صاحبه بالقسم الباقي، ويكون ذلك في معنى واحد فقط لا يتعدى إلى غيره.

ومن أمثلة التمليط ما كان بين امرئ القيس والتوأم اليشكري واسمه الحارث بن قتادة اليشكري.

قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: كَانَ امْرُؤُ الْقَيْسِ مِعَنًّا عِرِّيضًا يُنَازِعُ كُلَّ مَنْ قَالَ إِنه شَاعِرٌ، فَنَازَعَ التوأَم الْيَشْكُرِيَّ فَقَالَ لَهُ: إِن كُنْتَ شَاعِرًا فَمَلِّطْ أَنصاف مَا أَقول وأَجِزْها، فَقَالَ: نَعَمْ.

فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
أَصاح أُريك بَرْقًا هَبَّ وَهْنًا
فَقَالَ التوأَم:
كَنَارِ مَجُوسَ تَسْتَعِرُ استعارا
فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
أَرِقْتُ لَهُ ونامَ أَبو شُرَيحٍ
فَقَالَ التوأَم:
إِذا مَا قلْتُ قَدْ هَدَأَ اسْتَطارا
فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
كأَنَّ هَزيزَهُ بِوَراءِ غَيْبٍ
فَقَالَ التوأَم:
عِشارٌ وُلَّهٌ لاقَتْ عِشارا
فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
فَلَمَّا أَنْ عَلا كَنَفَي أُضاخٍ
فَقَالَ التوأَم:
وَهَتْ أَعْجازُ رَيِّقِهِ فَحارا
فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
فَلَمْ يَتْرُكْ بِذاتِ السِّرِّ ظَبْيًا
فَقَالَ التوأَم:
وَلَمْ يَتْرُكْ بجَلْهَتِها حِمَارا

أشير إلى أن هناك كتابا طريفا أعجبني جدا وهو كتاب:

بدائع البدائه

تأليف:

جمال الدين أبي الحسن علي بن ظافر بن حسين الأزدي الخزرجي
المتوفي سنة 613 هجرية

في غلاف الكتاب وتحت العنوان مباشرةما يلي:

جمع فيه مؤلفه أخبار الشعراء في البدائه والارتجال و محاسن أشعارهم في مواطن الإسراع والإعجال وأورد منها حكايات لم يسبق إليها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى