

أم الشَّهيد
(في رثاء الصديقة الشاعرة والكاتبة المصريَّة الكبيرة السَّفيرة الدكتورة نعايم النجار التي عُرفت واشتهرت بلفب"أم الشهيد"– مديرة موقع"إتحاد رجال ونساء يحبُّون الوطن"الشهير -
نبعُ طهر وصَفاءٍ ونقاءْ
رَحلتْ عنَّا وكمْ عزَّ اللقاءْ
رحمةُ اللهِ عليها إنَّهَا
حُرَّةً كانتْ وَعُنوانَ الإباءْ
هي فينا نجمة ساطعة
وَشذاها فاحَ في الكونِ رَخاءْ
شعرُهَا الرائعُ قد هزَّ الدُّنى
بجمالٍ وَشُموخ وَرُواءْ
إيهِ يا أمَّ شهيدٍ خالدٍ
صدقَ: القائلُ"أمُّ الشُّهداءْ"
ملكُ الشعرِ وكم قد قلتِهَا
إنَّ عرشَ الشعرِ لي دون مِراءْ
وَ"هويسُ الشعرِ"يبقى لقبًا
هُوَ يُعطى لِفحُولِ الشعراءْ
كنتِ كالشَّمسِ سناءً وَسنًا
كنتِ كالوردِ جمالًا وَشذاءْ
وبكِ الأوطانُ تزهُو للمدى
وَجبينُ الشَّرقِ يسمُو للعلاءْ
أنتِ نعمَ الخلقِ والأخلاقِ رمْ زَ
سَخاءٍ كنتِ دومًا ووفاءْ
روَّعَ الأهلَ مصابٌ جللٌ
روضة الطهرِ أيطويهَا الفناءْ
كم دموع سُكِيَتْ من بعد فقْ
دِكِ حَرَّى .. لونُها مثل الدماءْ
أهلكِ الصِّيدُ الكرام احترقوا
بلظى الحُزنِ وِما أجدى العزاءْ
إنتِ من قومٍ كشمسٍ أشرقوا
قبلة الأمجادِ فخرًا وسناءْ
صبَّرَ اللهُ جميعَ الأهلِ والْ
إخوةِ الأبرارِ .. كم هُم نجباءْ
أنتِ من قومٍ كرامٍ كلهمْ
قدوة دومًا لكلِّ الكرماء
حسرتي للعُمرِ غضًّا يمَّحِي
لشبابٍ كانَ عنوانَ العطاءْ
لهفي في القبرِ أمْسَيتِ بهِ
والثرى ضمَّكِ قد صارَ الغطاء
أنتِ نبراسُ إباءٍ .. واجبُ ال
شهمِ والحُرِّ رثاءُ الشرفاءْ
وأنا دأبي المعالي والنّدى
صُغتُ شعري لأناسٍ أوفياءْ
وأجبي أرثي التي كانت مثا
لًا لأمجادٍ ... وكلَّ الخلصاءْ
ليسَ يبقى غيرُ فعلِ صالح
قدوةً كنتِ لكلِّ الأنقياءْ
إنما الدنيا متاعٌ زائلٌ
ليسَ بالمالِ سنغدُو سعداءْ
إنّهُ العُمرُ كطيفٍ عابر
كسرابٍ خالهُ الظمآنُ ماءْ
إنّما البارُّ وبالإيمانِ يَحْ
يا ....وخابَ المُلحِدُون الأشقياءْ
يبطلُ اللهُ خططَ الأشرارِ، يَحْ
مِي تُخومَ المُؤمنينَ الودعاءْ
أنا للربِّ سأبقى عابدًا
في صراطِ اللهِ أمشي لا انحِناءْ
زاديَ التّقوَى وفعلٌ صالحْ
لا لمالٍ كالطغامِ البلهاءْ
إنّني الرمزُ ولمَنْ ضحَّى وَكُنْ
تُ لأجلِ الحقِّ قربانَ فداءْ
وطريقي هو دربُ الأنبيا
ءِ ودربُ المُؤمنين الخلصاءْ
والذي يلقى عذابًا من طغاةٍ
ليسَ ينساهُ إلهٌ في السَّماءْ
بيدِ اللهِ سنلقى كلَّ حلٍّ
إذ بإيمان أطلنا في الدُّعاءْ
إنما الإيمانُ يبقى بلسمًا
وعلاجًا لجميع البؤساءْ
عُنصُرُ الإيمانِ يبقى ناجعًا
وَشفاءَ الروحِ ... طبًّا وَدواءْ
ونرى المنعمَ بالإيمانِ يَحْ
يَا ... عبيد المالِ ظلّوا تعسَاءْ
والذي يبني لدنياهُ شقيٌّ
وفازَ المؤمنون الأتقياءْ
أنا للخيرِ أمضي قُدُمًا
وانطلاقي لخلودٍ وَبقاءْ
قد خبرتُ الكونَ غضًّا يافعًا
وَتعمَّدتُ بنهرِ الكبرياءْ
لم أنمْ ليلي ولمْ أغْفُ بهِ
ساهدًا ما زلتُ صُبحًا وَمساءْ
سهدتْ سُهدي الدراري إنما
بسهادي يَستنيرُ العظماءْ
وأنا في كلِّ خطبٍ عاصفٍ
مثلُ حدِّ السيفِ عزمًا وَمَضاءْ
أيُّ مجدٍ أرتقي .. أيُّ عظي
م جليلٍ أتّقِي منهُ البلاءْ
إنَّ جذري أزليٌّ في الثرى
وَغصوني وَهبتْ فيضَ العطاءْ
إنَّ صرحي شاهقٌ نحوَ السُّهَى
كعبة المجدِ مزارُ الشّرفاءْ
جنَّة الشعرِ تضوَّعتُ شذى
وَوُرودي رمزُ سحر وَغواءْ
شاعرُ الأحرارِ أبقى رائدًا
فوقَ هامِ النجمِ رَكّزتُ اللواءْ
إنَّ شعري فاقَ شعرَ"المُتنبِّي"
جمالًا ... روعة الفنِّ بهاءْ
"ونزارٍ"و"نيرودا"شأنهم
"وأدونيسَ"كبارِ الشّعراءْ
ولقد صارَ بهِ العشّاقُ في
كلِّ أرضٍ فتألّقتُ سناءْ
ذلكَ"الدرويشُ"ما جدَّدَهُ
كحذائي لجنونٌ وَهُرَاءْ
وَمُسوخُ النقدِ في الداخلِ هُمْ
عُملاءٌ وكلابٌ جبناءْ
همُ للتطبيعِ أضحَوْا مثلا
زيّفوا التاريخَ جُبنًا وافتراءْ
ونوادي الخزيِ كم قد نضَحَتْ
بالمخازي وبكلِّ السُّفهاءْ
كرَّمُوا كلَّ سَفيهٍ أحمقٍ
وعميلٍ سافلٍ دون الحذاءْ
إنّنا في الداخلِ صرنا مثلا
إمَّعاتُ العصرِ صاروا الأوصِياءْ
إنَّني من قد تصدّى لهُمُ
فافرنقعُوا... سَعيُهُمْ أمسَى هَباءْ
إنّني الشمسُ تراءَتْ للدّنى
وأنا البدرُ فلا أخشى العُواءْ
فيراعي من دمي مُخْضَوضِبٌ
من يراعي يستنيرُ الأدباءْ
وبياني آية الدّهرِ وَكمْ
تحتَ مِحرابي تبارَى الخطباءْ
إنَّ في جسميَ روحًا حُرَّةً
ترفضُ الضيمَ وأهوالَ الشّقاءْ
إنَّني كالسيفِ حَدِّي قاطعٌ
أنا في الجلّى لسمٌّ وقضاءْ
رايتي الشَّمَّاءُ تبقى للمدى
معقلَ النورِ وَشمسَ الفقراءْ
نشرتْ في الارضِ ظلًا وارفًا
واشرأبَّتْ نحوَ أعناقِ السَّماءْ
إنّما نحنُ امتدادٌ للضُّحى
إنّما نحنُ قرابينُ فداءْ
وانطلقنا نحوَ أبعادِ السُّهَى
إنّنا في دوحةِ المجدِ سَواءْ
نحنُ للتاريخِ سِفرٌ خالدٌ
قد كتبناها حُروفًا من ضياءْ
أمرُنا للربَّ يبقى دائما
فبدون الله لا نلقى شفاءْ
كلُ من قد سلَّمَ الأمرَ لربٍّ
سيلتقى المُبتغى كلَّ الرَّجاءْ
خُلقَ الناسُ من الطينِ جمي
عا .. على الأرضِ فهيهات بقاءْ
خُلِقَ الناسُ جميعا للردى
كلُّ حيٍّ سائرٌ نحوَ الفناءْ
إيهِ يا أمَّ شهيدٍ خالدٍ
صدقَ القائِلُ:"أمُّ الشُّهداءْ"
إنّهُ العُمرُ كطيفٍ عابر
كسرابٍ خالهُ الظمآنُ ماء
لم يُخلّدْ كائنٌ قبلكِ ، لا ،
كلهمْ ماتوا وحتى الأنبياءْ
أينَ من شادُوا صروحا للدُّنى
أينَ أهلُ العزمِ أينَ العظماءْ
إنَّ لغزَ الكونِ يبقى طلسمًا
حيَّرَ الناسَ وكلَّ العلماءْ
حلُّ لغزِ الكونِ قد عَزَّ على الْ
إنْسِ والجِنِّ .. وكم طالَ الثواءْ
لكِ قد كانَ طموحٌ رائعٌ
ولأجلِ العلمِ علّيتِ البناءْ
تنشرينَ الفكرَ والآدابَ وال
علمَ والانوارَ في كلِّ فضاءْ
لكِ إبداعٌ وَشعرٌ رائعٌ
يُلهمُ الأحرارَ صبحًا ومساءْ
صرحُكِ الشَّاهقُ قد طالَ السُّهَى
قبلة اليُمْنِ منارُ الأدباءْ
أنتِ للأهلِ ملاكٌ وادِعٌ
كنتِ للناسِ مثالا للسَّخاءْ
وَبكِ الأوطانُ تزهُو للمدى
وجبينُ الشرقِ يسمُو للعلاءْ
أنتِ في الوجدانِ دومًا يا"نعا
يِمُ"أيقونة مجدٍ وعلاءْ
تُهتِ في الكونِ جمالا وشذًا
منطقًا عذبا وَسحرًا وَرُواءْ
جئتِ بدرًا وَهُنا لمْ يكتمِلْ
غبتِ عنَّا يا لأهوالِ القضاءْ
وَرحيلٌ لا لقاء بعدَهُ
جَفَّتِ الأعينُ من فرطِ البكاء
أنتِ في الفردوسِ في الخُلدِ تُقي
مينَ... دومًا في سرور وهناءْ
أنتِ في جنَّةِ خلدٍ فانعمِي
حولكِ الأزهارُ تزهُو والظباءْ
لم تموتي للمدى باقية
ذكركِ العاطرُ يبقى ..لا انتِهاءْ