

أطفال غزّة
كأنّ الأفق لم يتعلّم بعدُ لغة الطفولة،
فتسقط قذائفها بدل النجوم،
ويعلو صراخهم حيث كان يجب أن يعلو الضحك.
أطفال غزّة،
يحملون الدفاتر الممزّقة مثل أجنحةٍ صغيرة
تحاول أن ترفرف وسط الغبار،
ويكتبون على جدران البيوت المهدّمة
حروفًا من فجرٍ لم يأتِ بعد.
أطفال غزّة،
يمشون حفاةً فوق الركام
كأنّ الأرض لعبة من رماد،
عيونهم لا تعرف معنى الاستسلام،
فهي مرايا صغيرة للأفق،
ترى من خلالها النجوم رغم الدخان.
في كل يدٍ جرح،
وفي كل قلبٍ وطن،
وفي كل ابتسامةٍ مقاومة صامتة
أقوى من كلّ السلاح.
يا أطفال غزّة،
أنتم الحكاية التي لا تُمحى،
أنتم القصيدة التي لا تنكسر،
أنتم الجواب الأخير
وانتم سؤال الحياة.