ما زال عمرك حتى اليوم عشرينا
| قد يُسكر الخمرُ صبا حين يشربه | ويَسكر الخمرُ من عين المحبينا |
|---|---|
| وكم سكرت بلا خمر ولا قدح | فلحظ عينك خمر الحب يسقينا |
| ولمسة منك طول الدهر تنعشنا | ككهرباء سرت في الجسم تحيينا |
| وقد عرفنا أن الماء من عطش | يروي وماؤك بعد الشرب يظمينا |
| لا تتركينا عطاشى ونار الحب تشعلنا | ومن شفاهك صبي الخمر واروينا |
| وكلما الكأس من عينيك قد ملأت | جربت إطفاء نار أشعلت فينا |
| إذا سكبنا عليها كأسك اشتعلت | زادت لهيبا فمن يا قلب يطفينا |
| إن تطلع الشمس غاب الليل منكسرا | لكن شمسك قد أحيت ليالينا |
| وزينت دائما في الليل ظلمته | وفي النهار غيوم الحب تحمينا |
| إذا عطشنا سقتنا من أشعتها | وإن بردنا بأنوار تغطينا |
| أنوار حبك عن بعد تظللني | لا الأرض تحجبها عنا وتخفينا |
| إنا نرى القدس في آذار باسمة | والورد يرقص والعصفور يشجينا |
| كأنه فرح والناس في طرب | عقبال ألف فقولوا اليوم آمينا |
| حتى الشوارع تبدو اليوم باسمة | كأن (باراك) ماض عن أراضينا |
| عام يمر وأعوام تلاحقه | ما زال عمرك حتى اليوم عشرينا |
| أنت الربيع حياة كلها ثمر | جنات عدن بأزهار تنادينا |
| إذا سكرنا فكأس منك أسكرنا | وإن صحونا فألحاظ تناجينا |
| وقبلة منك فوق الخد نطبعها | كأنها الروح تسري خفية فينا |
