

مأتمُ الحروف
حينما لا يبقى للحبيب إلا الرحيل..
فليس للقلبِ إلا أن يتوقف!
في ذكرى رحيل فارس الحرف الأستاذ عبدالله القنبر, رحمه الله.
عزفَ النايُ نغمةَ الأحزانِ | |
وغفا يستعيذُ بالهَذَيانِ | |
والحروفُ التي استراحَ عليها | |
فارسُ العشقِ يزدهي بالمعاني | |
لطَمَتْ وجهها، وأذبلَ منها | |
في فمِ الرُزءِ فاتناتُ الأماني | |
أتُهان الحروفُ بعد أبيها | |
وتذوقُ الصعابَ بالإمتهانِ | |
سافرَ الوردُ عن أنينِ السواقي | |
فغدى الماءُ شاحبَ الجَريانِ | |
واستحالَ الربيعُ صيفَ شجونٍ | |
شاحبَ الجرحِ ميتَ الألوانِ | |
إيه يا شمسنا غربتَ فحتماً | |
سيكفُ الهوى عن الدّورانِ |
** ** **
ساقيَ الروحِ بالمِدادِ، أفَقْنا | |
وعلى الصحوِ تُستباحُ الثواني | |
لذةُ الوصل أصبحتْ سهمَ رعبٍ | |
ينحرُ الأنسَ في شحيحِ الزمانٍ | |
(قنبرَ) العشق في أقاصي دمانا | |
هل سيدنو إليك شوقاً حصاني؟ | |
هل سألقاك في غوايةِ حرفٍ | |
يوسفيَّ الهوى ببئرِ جَناني؟ | |
أو سأعصيكَ في هواكَ دلالاً | |
ليفيضَ الشعورُ بالطّوفانِ؟ | |
أم تجلّيت لي بسيناءَ قلبي | |
وأنا لاهثُ الشعورِ أعاني | |
ويحَ عَينيَّ كم تمنتْ رؤاكا | |
ودمي راقصٌ مع الخَفَقَانِ | |
ثُم أخفقتُ إذ سمعتُ بقلبي | |
عاشقَ الحرفِ قائلاً: (لن تراني)! |