

ضوءٌ في آخر النفق
لقد خُدِعتُم.. خُدِعتُم
ثمَّةَ ضَوءٌ في آخرِ النَّفق
يقولُ:
شهيقٌ أخيرٌ قادمٌ،
من أعماقِ ركام.
وَمِثلهُ،
أقولُ:
لي مِثلُ ما لي من الرَّمادِ،
حظُّ طائرِ العنقاء.
إنِّي أصدِّقُ وعدَ الله
سيُهزَمُ الجمعُ، والظُّلمُ، وأنتصر.
وتُهزَمُ كلَّ أصنافِ هذا الظَّلامِ الدَّامس
ويبقى قمرُ حرِّيَّتي،
كما هو.
يا شعبُ:
بيني وبينكَ عهدٌ،
يجهلُ ألفاظَهُ سوانا:
معاً.. معاً.. إلى الأبد
لا يلومُ أحدُنا الآخر.
يهدمونكَ،
أتجدَّد.
يهدمونني،
تتجدَّد.
وإنِّي،
بصمودِ زيتونِكَ،
أبارزُ الوحشَ بسرديَّةِ البطل.
يا شعبُ:
ها قد أَطَلَّتْ برأسِها
معجزاتُ أُكتوبر.
فَلَبسَ التَّاريخُ وجهَ تاريخٍ آخر.
وَتَهَاوَت مثل جدارِهِ العازل،
أسطورةُ الجيشِ الَّذي لا يُقهَر.
ها هي أزهاري
تستيقظُ حُبلى،
بماءِ النَّحل.
وكفُّ شمسي
تخرجُ بيضاءَ من ذِرَاعِ الظِّل.
ها أنا
بعدَ الخريفِ أكلِّمُ الخريفَ،
بِلغةِ القمح.
أنا أجملُ النَّاجياتِ من الذَّبح.
لا مفرَّ
صارَ التَّحريرُ واقعاً،
وَغَدَت،
حُرِّيَّةُ المسرى
والأسرى،
قابَ قوسينِ،
أو أدنى.
تقول غزة.