الأحد ٢٥ أيار (مايو) ٢٠٢٥
بقلم أسعد محسن عبدالله مفتاح

سيرةُ الأرض

الآن أبحثُ عن ضوءٍ وعن قِبَلِ
مللتُ أنقش في جدران معتقلِ

أبحرتُ لم تُرهِبِ الأمواجُ أشرعتي
فقدّها قاصف النكران من قُبُلِ

المنكرون نبوغَ الحدسِ خطوتُهُم
مصابةٌ بعمى الأحلام والشللِ

سفينةَ الحلم سيري في المدى أملاً
سأرسم الشطَّ في عينيّ كي تصلي

أنا المبدد كالأسلاف في ظمأ الدروب،
في عدمي في العيش، في الأجلِ

أراقب الوقتَ من ثقبٍ بذاكرتي
تسرّبت منه أحلامي على عجلِ

وأنفخ الروح في صلصال خارطتي
ليؤمن الدهر أن الأمسَ والغدَ لي

نزفتُ فوق تراب العمر أزمنة
حتى اشتجار بلادي في يد الأزلِ

يا أمة الوحي لي أرضٌ مؤجلة
أنا الفتيل بقشِّ الظلم فاشتعلي

يطاردون خيالاتي التي احترفت
تقمُّص البعث مهما فخخوا سُبُلي

صعدت صخر الأماني حاملاً ألمي
لم تنحدر قدمي في الشاهق الثملِ

رهواً شققتُ ضجيج الزيف مبتكِراً
معنايَ بالصوت بالألوان بالجُمَلِ

ففي فلسطين آياتٌ مرتلةٌ
وواقفون على سيلٍ من الحيلِ

في هذه الأرض أمٌّ كفنت بأسى
أطفالها غيرَ وجه الله لم تَسَلِ

في هذه الأرض طفلٌ فاق مرتجفاً
على يد اليُتمِ غيرَ الحمدِ لم يَقُلِ

في هذه الأرض أجسادٌ مكومةٌ
على الرصيف وعزمٌ غير مرتحلِ

فمن سيُلبس هذي الأرضَ سيرتَها
الأولى ويخلع عهداً بالهوان بُلي

ومن سيحمل عهدَ الله في دمِهِ
في برزخ الحلم بين اليأس والأملِ

ومن سيسري إليها بعدما كشفوا
فيها التباس النوايا دونما خجلِ

ومن.. ومن.. لا ألوم الحظَّ ذا قدري
وأُشهر السيفَ لا أبكي على طللِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى