

سؤال القصة القصيرة: أي واقع وأي أفق؟
(أين اختفت القصة القصيرة؟)، سؤال تنثأ لوثته متعالية، ينفثه هنا وهناك بعض الظرفاء، ممن في قلوبهم هوى الرواية. سؤال فقد بوصلة التواضع، ويتعذر قبوله على ضوء تجذر القصة القصيرة في واقع الحقل الإبداعي. ومن اللياقة والذوق تغييره بسؤال (ماذا عن أزمة القصة القصيرة المعاصرة؟) مثلا. لكون هذا النوع السردي المعجز لم يختف، ويظل حاضرا ضمن دائرة الإبداع السردي عربيا وعالميا، لاسيما وأن عمره قصير، بالقياس إلى الشعر والملحمة والمسرح والقصص الشعبي، وأن شروط وجوده راسخة. ومن هنا نسأل: هل يمكن الحكم على القصة القصيرة بالوأد، نظرا لتباطؤ الاهتمام بها نقديا، خلال عقد أو عقدين من الزمن وحسب؟
إن أضغاث الأوهام التي تنعى القصة القصيرة، مستندة إلى أسباب وذرائع غير موضوعية، من شأنها أن تنزع بالمتابع النوعي للحركة الأدبية، إلى إبداء عجبه من هذا الموقف السلبي من القصة القصيرة. لذا سوف نسعى إلى تفنيد الادعاء بوشك اختفائها في عصرنا الحاضر، وذلك بالرجوع إلى مسوغات، تتقدمها العلاقة بروحية العصر. وكيما نقترب من هذه المعضلة، نجد ألا محيص من التسليم أولا، بأن هناك حاليا هيمنة متفشية للرواية، قياسا إلى حظ القصة القصيرة، تفتقت عن مساهمة د. جابر عصفور في إضفاء هالة إعلامية متباهية عليها، باجتراحه مفردة (زمن الرواية)، بل ووضع كتابا له بهذا العنوان، وفي ارتباط بهذه الصيغة، خصص ثلاثة أعداد متوالية لهذا الزمن الروائي من مجلة (فصول) التي كان رئيس تحريرها [1].
وإذ يصعب تجاهل المنسوب المرتفع لحظوة الرواية الماثل في المشهد السردي، فإنه ليس في إمكان أي كان أن يجادل في كونها تقابل بفيض من المواكبة الدؤوب، على مستوى الدراسات التنظيرية والنقدية، ويتسع الترويج لها في مختلف المنابر والمحافل والجامعات، إضافة إلى تجريب حشد من المبتدئين حظهم في الكتابة عنها على سبيل الموضة. لذلك، ليس غريبا بسبب هذه الاعتبارات، أن تكون مفضلة لدى الناشرين، ومدللة في الجوائز المختلفة، وخاصة منها فيض بورصة البترودولار، سواء كان بسبب جدارتها أم لأغراض غير أدبية مضمرة، مع الاعتراف بأن كثيرا من أساطين كتاب القصة القصيرة قد هجروها نحو الرواية، وإن كان الأمر لا يتعلق بها فقط، بل إن من مظاهر هذا الاستقطاب، كون بعضهم قد هجر إليها من عالم الشعر والمسرح والفكر أيضا، فهل تلاشت هذه الأجناس الأدبية هي الأخرى؟. ولنتذكر كذلك، أن مثل هذه الهجرة ليست خاصة بمرحلتنا المعيشة حاليا، بل إن كثيرا من كتاب القصة القصيرة في الماضي قد هاجروا إلى كتابة الرواية، أو راوحوا بين إبداع هذين النوعين السرديين الآسرين، من غير أن يحكم أحد بانحسار القصة القصيرة، ونستدل في هذا الصدد بأسماء وازنة أمثال أنطون تشيكوف وليو تولستوي وفيودور دوستويفسكي و ج. ويلز وجيمس جويس وفرجينيا وولف وفرانز كافكا وإرنست همنغواي ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وإدوارد الخراط وإبراهيم أصلان وعبد الرحمن مجيد الربيعي وعبد الكريم غلاب ومحمد زفزاف وربيع مبارك.
أما وقد تشكلت هذه المكانة الاعتبارية المميزة للرواية في العالم العربي، فيجدر بنا في إطار ركائزنا التفنيدية، أن نشير إلى فرضية تروم الاقتناع بأن مرتكز بزوغ هيمنة الرواية على الساحة الإبداعية العربية، قد يعود إلى تأثير النموذج السردي الغربي، الذي فضلها على غيرها من الأجناس الأدبية، خصوصا خلال العقود القليلة الأخيرة، عكس أمريكا اللاتينية مثلا، حيث ضاهت القصة القصيرة أختها الرواية في شغل نفس المكانة الاعتبارية، بلغت ذروتها في إبداع أمثال هوراسيو كيروغا وخوان رولفو وخورخي لويس بورخيس وأغوستو مونتيروسو وخوليو كورتزار وغارسيا مركيز وسلبانا أوكمبو وباولو كويلهو، علما بأن منهم من اقتصر على إبداع القصة القصيرة فقط، ومنهم من راوح بين كتابتها وكتابة الرواية، لبلاغة آلياتها وشفافية رؤاها ونفاذ دلالاتها. وأيضا واكب النقد الأدبي هناك نصوص ومجموعات الكتاب القصصية. بل والمفارقة أن عددا من كبار كتاب القصة القصيرة في أمريكا اللاتينية، هم من وضعوا أهم القواعد التنظيرية لها، أمثال هوراسيو كيروغا وخوليو رمون ربييرو وخوليو كورتزار. وقد أقر هذا الأخير بحقيقة ولع الغرب بالرواية وتهميشه للقصة القصيرة، متأثرا بتجربته الشخصية، باعتباره كاتبا قصصيا، وذلك حين قال في محاضرة له بمدينة هافانا في كوبا، تحت عنوان (بعض مظاهر القصة القصيرة) [2]:
((أعيش في بلد ـ فرنسا ـ حيث إن هذا الجنس ذو صلاحية قليلة، وإن لوحظ في السنوات الأخيرة اهتمام متزايد بهذا الشكل التعبيري بين الكتاب والقراء. وفي جميع الحالات، فبينما يتابع النقاد مراكمة نظريات ويعضدون النقاشات المتحمسة حول الرواية، فلا أحد تقريبا يهتم بإشكالية القصة القصيرة. وأن تعيش كقصاص في بلد يعتبر هذا الشكل التعبيري فيه نتاجا غريبا تقريبا، يحتم بكل قوة البحث في آداب أخرى عن الغذاء المنعدم هناك)) [3].
وثمة تساؤلات تحضر بصدد عمر (زمن الرواية)، تستأكلُ من ديمومته وامتداده:
ـ فهل سلطة الإعلام والنشر والاحتفاء النقدي، كفيلة بتأبيد المكانة الاعتبارية للرواية؟.
ـ وهل ما ينشر أحيانا من غثاء يندرج ضمن هذه المكانة؟.
ـ وماذا عن الاستغراق في قراءة رواية من 400 صفحة مثلا، خصوصا إذا كانت رديئة، ومختلة اللغة، لكاتب شاب في العشرينات من عمره، لم تكتمل تجربة الحياة لديه، ولا نضجت خبرته الجمالية؟، فهل مثل هذا المأزق مدعم لزمن الرواية؟.
ـ هل كتابة (كاتب) مدع لنص يسميه رواية، فقط من أجل الحصول على جائزة ما، ثم يصمت، هو كذلك من زمن الرواية؟.
ـ ألا يعني تكرار واجترار موضوعات ذاتها نقديا وأكاديميا، عن قضايا الرواية بصورة أضحت مكرورة ومملة، بداية نزول الرواية عما روج لها؟.
ـ وترى، هل كل ما ينشر باسم الرواية رواية؟ وهل لدى أصحابها جميعهم وعي نظري بفن الرواية؟
ـ أليس واردا كون صعوبة كتابة القصة القصيرة الحقيقية، مسؤولة عن التحاق الكثيرين بزمن الرواية، استسهالا لكتابتها؟.
غير أن ما يثير الاستغراب، كون حركة الواقع الكثيفة اليوم، التي لا تيسر كتابة وتلقي النصوص المطولة، تسمح بانتشار الرواية بشكل كاسح؟!. في حين أن المجال الحيوي المتمثل في طبيعة الواقع المعاصر، بما يتصف به من سرعة وكثافة وتعقيدات وتناقضات وصراعات وفوارق ومفارقات واغتراب وتهميش، وغير ذلك من مشاهد روح العصر الضاغطة، أكثر تناسبا وتقاطعا مع إبداع نصوص قصيرة، كالقصة القصيرة، وما ماثلها من أقصيصة وهايكو وقصيدة نثر وما أشبه، بدليل أن مواقع التواصل الاجتماعي، لا تسمح بقراءة النصوص المطولة، بل إن السائد فيها هو النصوص القصيرة سردية ونقدية، مع استثناءات روائية لا يقرأها سوى القلة القليلة أمثال المتخصصين والنقاد.
ثم، أليس من المسلم به، كون استكناه تاريخ القصة القصيرة، يشير إلى أنها قد نحتت مسار حقبتها الجنينية الحديثة، وتمرست على النضارة في مرحلة طفولتها، لتحقق خصوبة نضجها في مرحلة شبابها المعاصرة، في حضن الصحافة منذ ظهورها إلى ازدهارها؟، إلى حد يمكننا معه أن نزعم أن القصة القصيرة، شأنها كشأن المقالة، قد خرجت من مهاد الصحافة. فهل انقرضت الصحافة إذن حتى تختفي القصة القصيرةّ بالتبعية، والحال أنها لا تزال تحتضنها وترعاها؟.
ومن ناحية أخرى، يسترعي انتباهنا أن القصة القصيرة لم تستكن إلى الخمول، حتى تستحق الطمس والإقبار، بل نعتقد أنها مادامت لم تستنفد قوة تأثيرها، ولا استكملت كل منجزها، ولا تخلت عن بلورة رؤاها تجاه مختلف قضايا الإنسان في زمننا، ولا عجزت عن إشباع ذائقة متلقيها المعاصر، فليس من الطبيعي في شيء، التشدق بتجريدها من حق الاستمرار في الحياة، والزعم بأنها آيلة إلى الانحسار، كشأن الملحمة مثلا، التي حلت الرواية محلها، بعد أن جفت شروط بقائها فتوقفت، وصارت قسماتها نهبا لمختلف الأجناس الأدبية؟، بينما حال القصة القصيرة يؤشر إلى ندية محققة مع الرواية وغيرها من الأجناس والأنواع الأدبية، إذ أنها قيمة أدبية سادرة في ارتياد ثنايا النفس، والتفاعل مع منابع العصر وتحولاته، بعد أن تَبَّثت تأصيلها بمراكمة أساليب تعبيرية، وتشكلات بنائية، وطرق فنية، ونصوص مميزة في غاية الإبداع والإدهاش، وذلك عبر مروحة من التيارات والمدارس والمذاهب والاتجاهات، إلى جانب رعاية منابر متخصصة في القصة القصيرة، وجمعيات وروابط أدبية عديدة مختلفة، وإن تكن مع ذلك لا تزال بسبب زئبقيتها وانفتاحها، في حاجة إلى المزيد من جهود المنظرين والدارسين والنقاد، من أجل ترويض تعريفها وضبط مفهومها المنفلتين، استنادا إلى النصوص القصصية الجيدة للمبدعين الأفذاذ طبعا.
وقد يقول قائل عن إخلاصنا للقصة القصيرة في هذه المرحلة، إننا نتجشم السباحة عكس التيار. ومهما يكن، فحسبنا القول عوضا عن ذلك: إننا لسنا ضد استمرار تداول القراء للرواية، وغيرها من باقي الأجناس الأدبية، فقد تعايشت والقصة القصيرة منذ انطلاق نظريتها مع إدجار آلان بو، أواسط القرن التاسع عشر. هذا فضلا عن حقيقة توفر كل جنس أدبي على قيمه الجمالية ووظائفه الفنية وغيرها، رغم ما يقال عن ذوبان الأجناس الأدبية. والحقيقة إننا لا زلنا نعتقد ((أن القصة القصيرة هي النوع الأدبي الأكثر ملاءمة من جنس السرد لعصرنا بامتياز، على اعتبار هذا الأخير المحك الذي تبرز من خلاله قدرتها على استظهار طاقتها البلاغية المتوهجة. وذلك بسبب ما يتصف به هذا العصر من وتيرة السرعة الفائقة، وزخم الأحداث اليومية المتشعبة، ونوعية التقنيات الآلية المتلاحقة الاستحداث في الحياة الجديدة، والقدرة التواصلية الخارقة المنجزة مؤخرا، وغيرها من الظواهر المدهشة التي تسللت إلى حياتنا وصارت جزء من برنامجنا اليومي. إن كل هذه الظواهر تخدم القصة القصيرة، وترشحها لاحتلال الصدارة في التعبير عن روح العصر، حيث سيزداد قصرها، وتتضاعف إمكانية التكثيف فيها، نظرا لتشعب الحياة، ويتطور معمارها وأدوات التعبير فيها تأثرا بالمنجزات التكنولوجية المتلاحقة، وخاصة في مجال التصوير السردي. مما سيمكنها من تفتيق طاقتها التخييلية بتأثير عجائبية العالم الجديد وغرابته الكامنتين في كثير من الاختراعات المذهلة كما في الأنترنيت مثلا، وتتمكن بالتالي من تجسيد نبضات الواقع الجديد وكشف تناقضاته ومعالجة أزمات الشخصية الإنسانية في عالم رقمي صاخب متوتر وتائه)) [4].
ولو احتكمنا إلى تناقضات الواقع الحالي، فسوف لن نمنع أنفسنا من أن نقف مستغربين من تضخيم الحكم بتهميش القصة القصيرة، في الوقت الذي تفرز غابة الحياة البشرية، حتى في الأمم الغنية، فئات واسعة من المهمشين في المجتمعات السفلى، مما يوفر المادة الأثيرة لكتابة القصة القصيرة، وفق ما ذهب إليه فرانك أوكونور، حين اعتبر للقصة القصيرة (("مجموعة من الناس المغمورين" وأنا أستعمل هذا التعبير غير الجيد لأنني لا أجد أجود منه. هذه "الجماعة المغمورة" تغير شخصيتها من كاتب إلى كاتب، ومن جيل إلى جيل، فقد تكون الموظفين العموميين عند جوجول، أو الخدم عند تروجنيف، أو العاهرات عند موباسان، أو الأطباء والمدرسين عند تشيكوف، أو الريفيين عند شيروود أندرسون، وهي دائما تبحث عن مخرج)) [5].
وعليه، فإننا نلح على القول بأن أية هواجس سلبية تجاه مصير القصة القصيرة، إنما هي هواجس وهمية لا أقل ولا أكثر، ويمكن تفنيدها مثلا بحجة مساندة لاستمرار هذا النوع السردي المعجز، في التعبير والعطاء والإضافة وممارسة سحر توهجه. حجة يعتد بها الجميع، ماثلة في دعم حركية هذا النوع السردي، باعتباره فنا جميلا لا يستغنى عنه، وتتجسد في فوز موهبة قصصية مثابرة، نقصد الكاتبة الكندية آليس مونرو، بجائزة نوبل للأدب سنة 2013، في القصة القصيرة حصرا، تنويها بتقنية وأسلوب قصصها. فما كانت لتفوز بها، لو أن لجنة جائزة نوبل لم تتبين ثراء الجدارة الجمالية للقصة القصيرة، وتدرك مدى فاعلية هذا النوع السردي، بوصفه أداة تعبيرية عن روح العصر أساسية، فيما تطلعت مونرو لحظتها إلى "أن يعزز هذا الإدراك بأهمية شكل القصة القصيرة".
ولعله من شأن فحص مشهد القصة القصيرة في المغرب، وما يعرفه من تراكم مطرد مثمر، أن يدحض الادعاء بانحسارها، حيث ينطوي على حركة دائمة مورقة في فيء ساحة الإبداع. ففضلا عن أن كثيرا من كتابها لا يزالون يفضلونها بجانب الرواية، فإن صفحات المجلات وملاحق الجرائد الثقافية، لا تكاد تخلو من قصة أو مقالة نقدية عنها. كذلك، ما أكثر المسابقات والدورات والندوات والمهرجانات الخاصة بالقصة القصيرة في المغرب. ناهيك عن مدونة المجموعات القصصية القصيرة، التي تغتني بوفرة الإصدارات كل عام. ومن شأن مقارنة بيبليوغرافية عابرة بين كم المجاميع القصصية، المنشورة خلال عقود السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، وما صدر في العقدين الماضيين من الألفية الثالثة، أن تبين مدى اطراد ما حققته القصة القصيرة حتى الآن من حضور بالمغرب. وبالطبع، فإن استفحال وجود الجماعات المهمشة، يعد من بين أهم ما يرفد القصة القصيرة في المغرب. ولعل هذه المظاهر وأمثالها هي التي تبقي على استمرار هذا النوع السردي محتفظا ببريقه وتطور تجاربه التخييلية.
وماذا عن مستقبل القصة القصيرة؟. إن أفق استشراف مستقبل تجربة القصة القصيرة، المستعصية على إخلاء مكانها بين أسرة السرد، يمكن من خلال تصور متفائل يضمن استمرار حيويتها الخصبة، الاحتجاج باستقطابها للمزيد من مبدعيها، وبفرادتها المنعتقة من إسار التهجين الأجناسي السردي. فما هي بلقيطة، وما هي بزائدة، وما هي بضيفة ثقيلة، إنما هي سرد نوعي أصيل، متسم بالتطور المستمر والانفتاح على كل الآفاق، راسخ مستقل بذاته، مختلف عن غيره، بما في ذلك الأنواع السردية المجاورة، وبالذات عن معيارية الرواية، رغم ما يجمعهما من أواصر ومظاهر التراسل، إذ ((ليست الرواية والقصة القصيرة شكلين مختلفين فقط من حيث النوع. ولكنهما جوهريا شكلان يقفان على طرفي نقيض. وهما ـ نتيجة لذلك ـ لا يتطوران بطريقة متزامنة وبنفس الدرجة في أدب من الآداب)) [6]. ومن هنا نرى أن عماد عنفوان مناعة القصة القصيرة، يكمن في حفاظها على ومضات توهجها، وتجدد أنساق بلاغتها بتجدد العصر، مسنودة بما حققته من تراكم لدى ذواكر مختلف الشعوب، وبنوعية مكوناتها الجمالية، ومهارة تشكلاتها المدهشة، وشفافية استبصاراتها الموغلة في رحاب النفس الإنسانية، مستعصمة بمؤثرات الواقع وروح العصر، وهو ما يلقي بظلاله على قابليتها للاستمتاع بتجدد انتعاشها الحثيث، ويكفل لها قوة الدفاع الفاصل عن وجودها وتكريس مستقبلها.