«كل القلوب تغمرها الفرحة عندما يكون الحب هو الوطن والوطن قمة الحب»
| الحب مملكتي ولحن أذاني |
ومذاق حسي وانتشاء بياني |
| والحب أنساني الذي في داخلي |
فأسمع غناء العشق من إنساني |
| والحب إمضاء يوقع نبضتي |
فأقرأ خطوط الكف في عنواني |
| فرض عليا الحب مذ كان الهوى |
سحر القلوب ونغمة الآذان |
| كالطير أرتشف الغناء بوقته |
كمواسم التفاح في الأغصان |
| أنى يداعبها النسيم ترنحت |
للقطف في شوق من الهذيان |
| هذي دناني للهوى عبأتها |
فتألقت طهرا من الألوان |
| كنوارس الشطآن يخفق جنحها |
كبيادر الأنهار بالجريان |
| تتلوا الغرام على ارتعاشة موجة |
حلم الضفاف بريشة الفنان |
| ما هزّها في الحب غبّ لحونها |
أو عاقها وخز على جنحان |
| زغبُ الصباح يرفّ في أنحاءها |
وهجا يناغم لوحة الخلجان |
| وصدى السلام خرائط رسمت |
على قمم السماء ونشوة الأكوان |
| وطن بمعنى الشوق يغزل معطفي |
دفء الشراع بجولة الرّبان |
| أثثته للقلب في إملاءة |
للفجر رسم الرائع الريان |
| ونقشته نبضي، ارتعاشة |
أحرفٍ هي للرؤى للحب للتحنان |
| وسكبته للسادرين سلافة |
طافت بكأسٍ مولع سكران |
| شدت تغاريدَ الصباح بأضلعي |
في رشفة من عاطر جذلان |
| فنمت وضلع الشوق ينسج لحظة |
وبيادر الرعشات نقش جفان |
| كنسائم العشاق ترفل بالوفا |
كزنابق الأفراح تأتلقان |
| لمعت على حدق يرفّه بوحه |
غصن المساء الراقص الرنان |
| وأنا كمد البحر في شرفاته |
توق النهار لقصة الشطآن |
| وأنا الأصالة "كالقطيف" وتربها |
لم ترتشف إلا بترب حنان |
| جاءت تغنيك النخيل كلهفة |
الأطفال في عيدٍ على الأجفان |
| أنى يراقصها الولاء تعشقت |
وحي الرمال يبوح بالهيمان |
| ألقٌ بها كالماء يغسل قلبها |
طهرا من الإحباء والرضوان |
| نشر الغناء عليها من أسراره |
ثوب النقاء وحكمة التبيان |
| ولكم تعمّدها الوشاة بحبرهم |
فأبت تجفّف نبضة لرهان |
| ومضت تعبّ الحب في أشذاءها |
عبّ القلوب بنشوة الولهان |
| وتعملقت والأمس عطر سلالها |
تقضي حقوق النبض للخفقان |
| كم تزدهي والشوق في جنباتها |
ينمو بغصن الحب للإخوان |
| سُكُب التراب فكأسها حيث |
انتشت روح المروج ورقة الغدران |
| ريانة الخفقان تسكر بوحها |
ترى هل يجوز السكر بالأوطان |
| ثملت بمعناه اللحون وتيمت |
رغم الرماد ولوثة الدخان |
| لم تذخر في العشق لحظة عاشق |
تهدي الأصيل لشهوة الأزمان |
| تلك القلوب بنقش حب بلادها |
وطن من الآمال والالحان |
| لأخوة في الحق ترسم ثغرها |
لشراكة في الفكر والإنسان |
| غرست جذور نمائها بعقيدة |
لله ,للإيمان, للأديان |
| وتورقت والروض بوح عدالة |
تضفي الوداد مساحة لجنان |
| كم أودعت لغة المحبة قلبها |
واعشوشبت بلمى الهوى الوسنان |
| "شرقية" الآمال توقد زيتها |
فلقا يجيد حكاية الذوبان |
| مهما تقاذفها العتاة بظنهم |
أو حدّها جوّ من الغليان |
| جادت بحب الأرض في قاموسها |
وتلت فؤادا مرهف الوجدان |
| هذي ضفافك يا بلاد نقية |
كالتبر تلمع بالهوى الفتّان |
| بلد لعمرك لو نثرت جمانه |
لحسبته كونا بكل جنان |
| خضراء تغرس في النفوس حنينها |
مذ رفرفت عشقا يلم كياني |
| هي أمة التوحيد بلّ حروفها |
النهج السويّ بجوقة الميزان |
| فمتى نخيط الحب في وجداننا |
ألقا يمجّ قطيعة الإخوان |
| ومتى نعانق بالمحبة بعضنا |
ونصد أقبية من الغثيان |
| ثغر إلى الوطن الكبير يضمنا |
وهج الحضارة رائع العنوان |
| وطن كأن الفجر لون دمائه |
رمز الوفاء بعزة الأركان |
| ما أجمل الوطن الذي في قلبنا |
أتراه يغسل لوعة الحرمان |
| بجميل قلب قد تورق نبضه |
رأي الحكيم بصحوة الفتيان |
| ما غرّهم في الحب ظفرُ توهم |
للبغي يبدي غضبة العدوان |
| حرُ الجنان ينثال من أفضاله |
كالطهر يمحو عثرة الأقران |
| إنّا ليجمعنا التراب وكلنا |
وطن من الإسلام والإحسان |
| وطن يمدّ الخير نحو كرامة |
تقضي حقوق الدار للإخوان |
| وطن بحجم الحبّ نعشق أرضه |
فرض على الأبناء والخلان |
| حتى كأن الوقت في أفياءه |
لغة تخصُّ فضائلُ القرآن |
| فله تسال الروح ذودا للفدى |
أمر القلوب على وفاء رهان |
| فابقوا لدين الحب خفقة عاشق |
تهب الإخاء مودة الوجدان |