أيهـــا الاكراد مـــاذا بعـــد؟؟؟
كفيل كردي لمنح العرب إقامات في كردستان العظمى:
عندما كتبت مرة حول تعدد ولاءات الاكراد، وحول ما يحدث في شمال العراق ثم سيطرة الاكراد على وزارة الخارجية وسوء تصرفات السفراء هنا في اوربا ومعاملاتهم الخشنة مع العراقيين من غير الاكراد، كل ذلك فتح النار علي من بعض الاكراد موجهين لي الاتهامات مع اني لم اذكر الا اقل من 10% مما يجري، فالشكاوى من تصرفات السفراء وملحقيهم تملأ حقائب المسافرين، وتصرفات ما يمكن ان نطلق عليهم (تجاوزا) تسمية دبلوماسيين تزكم الانوف، والعراقيون يتحملون كل ذلك بنفس رضية عسى ان تسمح الايام القادمة ببعض التغيير، وبحجة ان الديمقراطية في العراق لاتزال فجة وغير ناضجة بما يسمح في تجاوز الكثير الكثير من التصرفات السلبية، واللادبلوماسية.
ويبدو ان الجماعة تصوروا انهم فعلا يعيشون خارج العراق، وان دولتهم المزعومة ((..... العظمى)) قد رسخت قواعدها بشكل نهائي ولذا فكل من ياتي من جنوب تلال حمرين هو اجنبي!! ويعامل معاملة أي اجنبي ياتي من خارج العراق!! ولذا عليه ان يقف طويلا امام بوابات الحدود المزعومة، وان يثبت انه انسان لم يات من خارج مجموعتنا الشمسية، وعليه ان يسمح لرجال الجمارك ان يدسوا انوفهم الكريهة في حاجياته، وان يشرحوا انسانيته، وبقايا كرامة اهدرها الاخرون، عليه ان يقف كمتهم قبل ان يثبت برائته ونقاوته، ان هوسهم بالانفصال عن الجسد العراقي صار هوسا مرضيا، والحقيقة انهم خططوا وهيأوا كل شيء حتى العملة وجوازات السفر، فلذا لايحق لنا ان نتعجب من كل جديد، وربما ليس آخر الاخبار الواردة الينا من شمال العراق، لكنه خبر يستحق ان نقف عليه طويلا، بل ويجب ان يقدم لنا الاكراد في الحكومة تفسيرا لما يجري في الشمال، وعنوان الخبر يقول: (( الحكومة الكردية تشترط كفيلا كرديا لمنح النازحين العرب إقامات مؤقتة))
السليمانية/ صحيفة الحياة
(( قررت الحكومة الكردية منح العائلات العربية النازحة الى شمال العراق (كردستان!!) إقامة مؤقتة الىحين استقرار الاوضاع الامنية في مدنهم. واكدت عائلات تمكنت من الحصول على إقامة " ان الاوضاع الامنية السيئة دفعت بها الى مغادرة منازلها في بغداد ومدن اخرى بعداتساع التصفية الطائفة اخيرا " . وقال مسؤول مديرية الجنسية الكردي (يادكار أنور) للحياة: أن ادارته تواصل منح الاقامات المؤقتة للعائلات العربية بعد احضلر كفيلا كرديا لضمان موقفها الامني، وأن القرار القاضي بمنحاللجوء الانساني للعائلات المسيحية مازال معمولا به بعد تعرض تلك العائلات للاضطهاد والتصفية في الموصل وكانت المحلية في اربيل قد قررت عدم استقبال العائلات العربية النازحة من وسط البلاد وجنوبها، خشية تسلل عناصر من (تنظيم القاعدة) و (جيش انصار السنة) الى المدينة. ويشكل القرار الجديد بالسماح للعرب بالاقامة في شمال العراق(كردستان!!) منفذا لغالبية العائلات العربية التي كانت تامل في الاستقرار في شمال العراق (كردستان) بعدما منعت في السابق من حق الاقامة في الاقليم. وتعتزم عائلات نازحة مطالبة الحكومة الكردية بتوفير أماكن لها للاقامة اوانشاء معسكرات نظرا لارتفاع اسعار الاقامة في فنادق المدينة. وتشدد الادارة الكردية على العرب النازحين ضرورة مراجعة دائرة الاقامة باصطحاب كفيل كردي، ويشترط (تجديد اقامته بين الفترة والاخرى) وتبعا لحالة العربي الاجتماعية، فالشخص غير المصحوب بعائلة تجدد اقامته كل شهر وفي حال تأخره يعاد استجوابه، بينما على العائلة ان تجدد اقامتها كل ثلاثة اشهر)).
هذا الكلام ليس من مبتدعات افكارنا ولكنه لمسؤولين اكراد نشرته صحفهم ومواقع كردية ومما يثير الدهشة التي توقفت عنها منذ زمن ان الحكومة العراقية المركزية ساكتة عن الامر وتغض الطرف عن مساويء وتجاوزات حكومة شمال العراق وكأن الامر قد حسم من قبلها هي ايضا، ولا ادري اذا اردت أن ازور مصايف الشمال العراقي، مثل مصيف (بيخال) او (سرارشت) او (مانكيش) او اذا اردت ان امر على شلال (كلي علي بيك) او(سوارة توك) وغيرها من مصايف الشمال التي حرمنا منها النظام لطاغوتي البائد هل سيطلب مني ان احصل على تاشيرة دخول من المملكة المتحدة، ويا ترى كيف سيتم تفتيشي والتحقيق معي في الحدود الشمالية؟؟ أية مأساة هذه؟؟ أي وجع ان يعيش الانسان الغربتين؟؟ غربة الاغتراب والهجرة، والغربة تحت سماء الوطن، وكم قاسية هي الغربة تحت سماء الوطن.
أليس غريبا ان يتحول حلم البعض كابوسا بالنسبة للاخرين؟! اليس غريبا ان يتم تمزيق انسانية الانسان العراقي ليشرب بعض الاكراد كأس تحقيق دولة مزعومة، ان لهاثهم المستمر نحو الانفصال عن الجسد سيكون ثمنه بالتأكيد اكثر من الدماء التي شاركوا ولو صمتا في اهدارها .
جدار برلين آخر
للرغبات الجامحة انعكاسات سلبية عديدة، فأثناء الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة الامريكية، انشق العالم الى كتلتين شرقية وغربية، وظهر جدار برلين كنوع من الفصل بين الشرق والغرب، وفي الوقت الذي يتحول فيه العالم الى التوحد وتجميع ما تفرق من الشتات يسعى الاكراد الى الانفصال واقامة جدار برلين آخر بين الشمال والجنوب، وربما يراد ان يتحول العراق الى صورة أخرى مشوهة للبلدان التي انشقت مثل كوريا، وفيتنام وغيرها من الدول التي انشقت شمالا وجنوبا او شرقا وغربا، ان الهوس والحلم الزائف جعل الاكراد يتصرفون بشكل تجاوز القيم والمفاهيم الدولية والانسانية، وبالتأكيد ان النتائج المستقبلية ستؤكد مدى تصوراتنا عن الوضع الذي سيؤول اليه مصير العراق بعد الاصرار الكردي على الانفصال الذي يسعون اليه ليل نهار، والصفقات السرية والعلنية تعقد هنا وهناك، والصمت المستمر عن الدماء التي تسيل انهارا كل يوم على ارض الرافدين كل ذلك يشجع الارهاب على الاستمرار، والاستمرار يعني المزيد من الفرص لتحقيق الحلم المزعوم، وبالتالي سنقف طابورا طويلا قبل ان يتمكن احدنا من رؤية الجبال من جديد.