العض على الأصابع ٨ حزيران (يونيو) ٢٠١١، بقلم غزالة الزهراء اعتدلت شهيرة في وقفتها أمام المرآة وهي تلقي نظرة فاحصة، عميقة على ذاتها من فوق إلى تحت، ومن تحت إلى فوق، شعيرات بيضاء برزت بشكل جلي تزاحم الشعيرات السوداء، هذه العلامة من علامات التقدم في السن، (…)
في القطار ٣٠ أيار (مايو) ٢٠١١، بقلم غزالة الزهراء انطلق القطار المارد يحتضن السكة الحديدية في هوس عجيب. بحركة آلية من يدها سحبت كتابا من جوف حقيبتها الرمادية الملساء، وأنشأت عيناها العسليتان تلتهمان السطور الموازية بمحبة خالصة، هذا الكتاب حظيت به (…)
أحلى أيام العمر ٢٢ أيار (مايو) ٢٠١١، بقلم غزالة الزهراء مدينتي الخجولة تستكين لمشيئة القدر، الذكريات الصاخبة الملونة كقوس قزح تعلو الأرصفة، وهدير السنين، الزمن المشاغب يثرثر بلا حساب، يغازل نشوة الصبا، وأحلام الشباب . مدينتي العذراء تنفض عن كاهلها (…)
ثرثرة ١١ أيار (مايو) ٢٠١١، بقلم غزالة الزهراء القاعة الفسيحة الأرجاء تعج بالنساء من مختلف الأعمار، قدمن إلى هذا المكان من كل حدب، وصوب قصد العلاج، كل واحدة منهن تغوص في برك الانتظار الآسنة حتى القاع، حياتهن كلها محطات انتظار، فما أعسره حين (…)
وداع مبكر ١٠ آذار (مارس) ٢٠١١، بقلم غزالة الزهراء بعد انتظار رتيب طويل استغرق تسع سنين أنجبا بقدرة الخالق الوهاب صبية مباركة عمرت أجواء حياتهما الجدباء، الموحشة أمنا وسلاما وسعادة، سعادتهما الجوهرية تكمن في أنهما بقربها الحميمي ينعمان، ويتطلعان (…)
امرأة من نار ١ آذار (مارس) ٢٠١١، بقلم غزالة الزهراء ساقتك قدماك اللتان لا تقويان على حملك إلى ذلك المقهى الذي يقبع شاردا باتجاهك على بعد أمتار، انزويت وحيدا، مذبوحا حتى العظم كأنما العالم برمته تقيأك من مداره، ونبذك في قلب العراء لينفخ في شرايينك (…)
ورفع الستار ٢٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١، بقلم غزالة الزهراء سيدات متباينات في الأعمار يندلق من سماوات وجوههن رذاذ مكثف من الحيرة الشنعاء الناطقة، والتوهان المحدودب المريع. في أدغال انتكاساتهن يفتشن عن أشلاء أنفسهن المبعثرة هنا وهناك جراء الزيف والنفاق (…)
في منتهى الشجن ٢٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠، بقلم غزالة الزهراء الدنيا شتاء قاس ومريع. القرية الهرمة عابسة تحتضن علامة استفهام كبيرة، الريح عاتية، غاضبة، تزمجر بصوت مخيف كأنما تنذر بوقوع خطر جسيم. هذه القرية شبه مهجورة تحلم بأعمدة كهربائية منيرة، وماء صاف (…)
لا للصمت ١٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠، بقلم غزالة الزهراء إنها السابعة تماما. تعودت فاطمة النهوض مبكرة في مثل هذا الوقت الشهي الثمين، عليها تحضير قهوة الصباح، وإيقاظ فلذات كبدها تأهبا للذهاب إلى مدرستهم، فتحت علبتي القهوة والسكر، شعور فظيع بالامتعاض (…)
العم أيوب ١٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠، بقلم غزالة الزهراء من منا لم تكن لديه معرفة سابقة بالعم أيوب؟ إنه رجل ناضج، متزن، متخلق، يبدو أنه شارف على الخمسين عاما أو تجاوز ذلك بقليل، فارع القامة، عريض المنكبين، ناتئ الجبهة، نظراته حادة كما نظرات الصقر، (…)