

يـــافـــا: بوابـــة البحــــــر
بلادٌ تأخُذُنيولا تَفْهَمُنيثُمَّ تلفُظُنيوتمنَحُني لبِلادٍلا تعرفُنيترتَسِمُ الحُدودُعلى جَسَديوتنتصِبُ العماراتُفي عواصم روحيمن حَجَرٍ وإسمَنْتْمن خَشَبٍ ومن حَديدفأبْحَثُ عنّيفي دوائِرِ الأمْنِوفي سجلاّتِ الحالة المدنيّةفي كلّ دائِرَةٍ ملفٌّ وصورةوفي كلّ حالةٍ حالةوفي كلّ بَلَدٍ حكايةوفي الأصْلِ لي بَلَدٌتدورُ كلُّ الدوائِرِتَدورُ..وأعودُ إلى بَلَديالبلادُ التي أكَلَتْ من لحميملكٌ للآخرينوأنا بلا سَقْفٍوالسماءُ التي تُلاحقُنيفي كلّ البلادِبلا غطاءٍوالبَحْرُ مرتَعٌ للأساطيلِ الغريبَةِفأيْنَ أسْكُنُ إلى نفسيونفسي مُتْعَبَةٌوالنِساءُ هُنا وهُناكلا ترى فيَّإلاّ جَسَدي المُوَزَّعِ في البلادوجَسَدي في الأصْلِغابَةُ مَوزٍوواحَةُ نَخيلٍوكرْمَةُ عِنَبفَكُلي يا نساء الأرضِ كُليمن زيتي وزيتونيكُلي من تينِيَ ساعة الفجْرِومن خُبْزِ طابونيواشْرَبي من نبْعِيَ الرقراقِمن بئرٍ هنا قُربَ خاصِرَتيرُغم الجُرحِ لم تهتَدْ إليهِمعاوِلُ الغُزاةِولا سُمُّهموجَسَدي لو شئتِفي الأصلِ بَلَديفاسْكُني فيهواسْكُني إليهوأنجبي ما شئْتِمن زينة الدُنياولا تبْخَليففي كُلِّ أرضٍ خلّفْتُ زرعاوفي كُلِّ أرضٍ أقمتُ فيهابَيْتالكنّها البلادُ التيأكلت في كُلِّ دَهْرٍمن لحمِيَ جَهْرامِلْكٌ للآخرينوليْسَ ليسِوى بَلَديقلبٌ يَنْبِضُ في دَميودَمي يخْفِقُفي كُلِّ البلادولكنّني....كُلَّما فَتحتُ باب الصباحِفي كُلَّ صباحٍمن هذا العالَمِفي هذا العالَمِعلى وجْهــــــيفأرى ملامحي ملامحيبَلَدٌ من كُلِّ جُرحٍوجُرحٌ من كُلِّ بَلد"مملكة هذا العالَمِ"* في الأصل مملكتيومملكتيتسع العالَمَكُلَّ هذا العالملكن.. حذارِأنا لستُ الملك..وليست لي صفات الملوكولا أباطِرَةُ الزمانِأمنَحُ وجهي للحياةِوأفتَحُ قلبِيَ للناسِولي بِرغم افتراءات الطُغاةِ تاريخٌـ يمتَدُّ من أول التاريخ ـفكيف يُمكنُ أن يُصبِحَ وجهـــــــــيفي أريحا سَراب؟وأريحا فاتِحَةُ الخطابوبواّبَةٌ للبَحر الكبيرفهل يقتَربْ؟القُدسُ ليالقُدسُ ليولا بُدَّ من يافالا بُدَّ من حيفالا بُدَّ من كفِّ أمّــيأقَبِّلُهالا بُدَّ من قَبِرِ أبيفي الٌقُدسِ أو في الرملةأمسَحُ عنهُ الغُبارَوأفتَحُ شُبّاك الذاكرةعلى أديم الأرضِ/ أرضيوعلى سَمَك البحرِ/ بحريلا بُدَّ، لا بُدّلا بُدَّ من أشيائِيَ الأخرىوأسمائِيَ الأولىلا بُدَّ من وقتٍ أكسَبُهُكَيْ أرَتِّبَ ضفاف البَحْرِحَسْبَ مواعيدِيَ القادمةكي لا تتقاطَعَمع عروق دمي الموزّعةفي كلّ البلادِلا بَدَّ من أهل البلادِلا بَدَّ من منازلهمكي تلتقي مفاتيحَهالا بُدَّ، قالت الأشعارُوالأخبارُوالأسفارُلا بُدَّ من يافاوإن طال الطريقلا بُدَّ من وَطَنيوإنْ بَدَّلوا معالِمهوضاعت منّا الطريق!!!؟
* "مملكة هذا العالَمِ" رواية اليخو كاربنتييه، ترجمة محمد علي اليوسفي: دار الحقائق ـ بيروت 1982.
مشاركة منتدى
2 نيسان (أبريل) 2020, 14:12, بقلم احمد ترمس
اريد ارسال والمشاركة بنصوصي الشعرية كيف السبيل لذلك