| هُنَّا على المُرْتقى فما نصـلُ |
وأسرفتْ في دمائنـا الغِيَـلُ |
| جروحنا يـا زمـانُ مُثْغَبَـةٌ |
تنوّعت في اشتهائها الحِيَـلُ |
| في لمحةٍ من طموحِ صَحْوتِنا |
كِدْنا نظنُّ القـروحَ تندمـلُ |
| والشرُّ قِدمًا أباحَ في غَلَـسٍ |
أرواحَنا يُفْتَـدى بهـا هُبَـلُ |
| واليومَ أبنـاؤُهُ علـى مَهَـلٍ |
يُفنوننا، مَا لنا بِهـمْ عَجَـلُ |
| وأفقنـا صائـلٌ يحرِّكُـنـا |
كأنّنا قد هوى بنـا العَطَـلُ |
| لولا الذينَ ارتضَوْا مَسَاءَتَنَـا |
لمَا شكا من فراقِنـا الجَبَـلُ |
| يا أمَّةً قد غَدَتْ تـرى أُمَمًـا |
في ذروةِ المجدِ وهْيَ ترتحِلُ |
| عجِبتُ من سائرٍ على مَهَـلٍ |
والعمرُ يجري وما بهِ كلـلُ |
| أينَ المعالي التي نروِّضُهـا؟ |
مُذْ مطلعِ الفجرِ أيُّها الأمـلُ |
| والآنَ قد حُطّمَتْ مطامِحُنـا |
وباتَ يسعى بأفقِنـا المَحَـلُ |
| فُتْنَا البحارَ التـي نُفَجِّرُهـا |
عطشى لأجلِ الكؤؤسِ نقتَتِلُ |
| يا مصرُ أين الخُطى وقائدُها |
لا زالِ في سكرةٍ بـه خَطَـلُ |
| يا ليتَ أنَّ الضيـاءَ يُسْعِفُنـا |
بآيةٍ يرتـوي بهـا البطـلُ |
| نُمسي على حُلْمِنـا نهدهـدُهُ |
كأنَّ فينا من الـرؤى ثَمَـلُ |
| والنيلُ يلهو الهوى بصفحتِهِ |
يا طِيْبَ موجٍ كأنَّـهُ الزّجَـلُ |
| علَّمْتَنا يـا هـوىً نغازلُـه |
أنْ يعشَقَ النورَ شِعرُنا الهطِلُ |
| فبُحتُ مِمّا يجيشُ في فِكَري |
بدُرَّةٍ فالْتهـى بهـا الغـزَلُ |
| لكنّني قد صُدِمْتُ مـن فَـزَعٍ |
لمّا تداعتْ إلى دمي الـدولُ |
| كأنني النورُ سوفَ يفضحُهمْ |
ويعرفُ الشعبُ كيفَ يعتـدلُ |
| فأسرعوا في مدى بصيرتِهِمْ |
يُغشونَها الزورَ والخنا جَـذِلُ |
| وجنّدوا حاملـي عروشِهِـمُ |
لكنَّهمْ عن مناكبي ارْتحلـوا |
| وأصبحوا في نعوشهمْ عِبَـراً |
زوالُهم عـن ديارنـا مَثَـلُ |