

يا أنبياءَ اللـّـــــه ..!!
تبكي القِبـــابُ الحــانياتُ قِبــــــابي | ونـُواحُ ورقاءِ السَّـلام ِ عـذابي |
وأنا هـُنا .. والموتُ يسكنُ أَضـلـُعي | مُتربِّصا ً قَـدَرا ً عـلى أعـــتابي |
ورصاصُ وحش ِ الغابِ يصطادُ الذي | يبني على الأنقاض ِ بيتَ سِـغابِ |
وسَوامُ جيش ِ حضارةٍ مأســونةٍ | عاثت فسادا ً .... دَمَّرَتْ أَطـنابي |
أَضحى الضَّياعُ مواقفي وعَواصفيِ | والحزنُ أَصبحِ مأكلي وشَـرابي |
أَمسى الدَّمُ الـمُهْراقُ شعلة َ صابر ٍ | في الليلةِ الظلماءِ .. والأَوصـابِ |
قـُلْ للـَّذين على الدِّماءِ كيانـُهم | يُبنى .. بأنَّ الصَرْحَ صَرْحُ خَرابِ |
* * *
يا قدسُ !! إِني في هــواكِ مُمزَّقٌ | ومُقطّعُ الأحسابِ والأنســابِ |
إن جئتُ قــدسَ اللهِ أُقتـَلُ غـُربة ً | فالسّـورُ يحرسُهُ قطــيعُ ذِئـابِ |
مترنـّحا ً بين الحـَــواري.. تائها ً | مُلقىً على الرَّمضــاءِ والأَبوابِ |
قالوا: استجِرْ !! فاللهُ قد خَلَقَ الورى | لن يتركَ الضُّعَفاءَ نَهْـبَ حِــرابِ |
لم يبقَ ملتـَـجَأ ٌ ســوى ربِّ الدُّنى | ناديتـُهُ.. فالصَّــوتُ غيرُ مُجـابِ |
ناديتُ عيسى .. لم يُجِبْ .. ناديتُ | أحمدَ مستغيثا ً، لم أفـُزْ بجــوابِ |
ناديتُ من شَـقَّ المياهَ بضَــرْبةٍ | فوجدتُ موسى يستبيحُ رِحــابي |
يا أنبيــاءَ اللهَ!! إني ريشـــــة ٌ | في الريحِ.. إني زَوْرَقٌ بعُـــبابِ |
يا قادة َ القطعان ِ !! ما أنتم ســوى | قِطَـَع ٍ على قِطَـَع ٍ مــن الأَخشـــابِ |
أضحى كَيانُ عروبتي وعقـــيدتي | تمثالَ شمع ٍ في اللـّـَهيــبِ مـُــذابِ |
يتكلـَّمُ الحَجَرُ الجــريحُ منافِــحا ً | وملأتُمـــو أَفـواهَكُـــمْ بتـُــــــرابِ |
صَمَتَ الزُّناة ُ.. فأرضُـنا محــروقة ٌ | والنارُ تأكـــلُ أحرُفـي وكــتـــابي |
فمــزابلُ التّاريخِ ِ جَوْعــى للـَّذي | يحيـا حيــاة َ مَـذلـَّــةٍ وكِـــــلابِ |
هل تـُصبحُ الأحلامُ بنتَ حقيقة ٍ؟ | أم أن أحلامي خِداع َ سحــابِ ؟ |
فلتسمع ِ الدنيا صهيــــلَ إرادتي | ما كنتُ يوما ً صرخة ً في غابِ |
قـَدَرا ً سأبقى فوقَ صدر ِ ترابها | وسوايَ لا يعدو نعيقَ غـُــرابِ |
إنـّـا لمنتــظرونَ فارسَــنا الذي | سيَدُقُّ بابَ السِّلـْم ِ بعدَ غيابِ |