الاثنين ٤ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم
وكانتْ نبوءتهُ أن يموتْ
(السوبرمان)
قال الأعمى"الريحُ تحطُّ على وجهيوالريحُ كما الأصواتِ تنبُّؤني المعنى .. فانتبهوا ليسيعودُ لكمْمسلولاً من زمن الغوغاء يفتِّشُ عن ظلمٍ أفضلْ !يتنقَّلُ في حاناتِ الليل المفتوحةِ صوْبَ الغرباءِ ..ويحملُ حقداً دموياًلا بيتَ لديهِ يعود لهُسيمرُّ على العَتَبَاتِ أمام منازلِكم وسيشعلُهاكي تصحو القريةُ ذاتَ مساءٍ .. تلحظ قاطنها المُهْمَلْسيقاتل بسْماتِ الأطفالِفإن الضِّحْكَ بِعُرْفِ الشارعِ فِعْلٌ مبتذلٌ جداًهو مِنْ أرصفةِ القيظ سينمومن ميْدانٍ في "ديسمبرَ" ضمَّ حطاماًيتدفأ بالورق الناشفِ للأشجارِويتخيَّلُ بلداً أخرى ..من قلبِ الظلم يعود لكم كي يظلمكموسيرثُ الأرضَ الهمجيونْ "(1)للحائط .. أسْلمَ ما يخشىكانوا خمساًبرزوا من حيث أرادَ الليلُوجمّعهم جسدٌ واهٍكالكلب يشمُّ رجالُ الليل الخوفَويلتهمونك حيّْبالحائط .. والحائطُ أعزلْيلتمس النُّصْرَةَ ذات عشيّْهو مِنْ مظهرهِيعرف عن أيّ الأشياء يفتش فيه الهمجيونَولا يعرف كيف على الدرب يغافلهميتحوّل أسمنتاً مصبوباً في خَرَسَانةِ شهوتهمتندلع النارُ إذا ما فرغوا منهُ وتركوه وحيداًلا شئَ هناك يواسيهِغير الإسفلتِ على الطرقاتِ/ الحائطِ يحتجّ وئيداً/ رائحةِ الشهوة في العنّينْ !للحائطِ .. أقسمَ أن يثأرَ مِنْ كل الناس ليوْم الدينْرَجَفَ الأعمىأو غابَ عن الوعي قليلاًوتفرّق عنهُ المستمعونْحتى ارتدَّ الصوتُ الزاعقُ"سيروا نحوي ..أشهدكم في العتمةِ تنمونَوتقتسمون غنائمكمضُمُّوا قوتكم واتَّحدواوانْطَلِقوا تَجِدوا ما تبغونْدكوا غلظتهمقسوتهمسيَّارتهمدكوا أبنيةَ المنعزلينْواجتمعوا في وَسَطِ الميْدانِاقتلعوا قاعدة التمثال لأي زعيمٍ وطنيٍّأو أي أديبٍ قوميٍّما جدواهم والبلدةُ تنجبُ شحَّاذينْسيروا نحوي ..إني أعرفكممولاكمسيدُ نعمةِ آهاتِ الناسوفرعونُ الوجعِ المجنونْ"(2)كانتْ تكرههم بالفطرةِأحزانُ الأعوام العشرين تؤسِّسُ منطقها الصادمَ في الرفْضِفتكرههم أكثرَلم تألفْهم بيْن العرباتِعلى ألواح "الفاتْريناتِ"ولم ترتحْ لأناقتهمهم همجيونَ كأي لقيطٍ في الشارعلكن في الملبس يختبئونَوفي أنماطٍ صادمةٍ يبْنونَ الظلمَ على القانونْهم همجيونَ " فذوقوا البربرَ يا قومي " !قالتْها .. وانطلقتْ تجري بين العرباتِالشارعُ متسعٌ جداً بمدينةِ نَصْرَولا أحدٌ تستوقفهُ بنتٌ سمراءُ تريد نهاية قصتهاوالسيارة إذ دهستْهاأخذت تضحكُتضحكُوتقول لسائقها "ستموت معي "!!..النُّصُبُ التذكاريُّ الباردُ شاهدَ بنتاً تتكسَّرُفتكسَّرَغطَّاها بالطوبِ وقال لها "طوبى للقوم للمنكسرينْ" !كان الأعمى حياً بالأمس قبيْل بدايةِ ثورتهمآخر ما قالْ" الحلُّ هو الجنسُ الأقوىفاغتالوا الضعْفَ على الطرقاتِلكي لا يغتالَ بنيكمهم ينتشرون كما السرطان على الأوطانِويبتكرون مزابلهمهم في همجيتهم حتماً لن يأتونيقد جاءوا من ظُلْمَةِ حلميوانْطَلَقوا في الحلم بدونيلا شئَ يُهِمُّ الآن سوى تصويب الحكمةِتعديل المعلومةِتفصيل القوٍل الأفْصَلْالحقدُ سيولد في الأطفال ويومياً ينمو معهمفاقتلعوهموارموهم في البلد الأقصىفالحلُّ هو الجنسُ الأقوىوالشفقةُ تفجيرٌ .. إذلالْ "(3)في عينيها شئٌ يهتمْارتفعَ الدمْيَرْقبُ سترتهُهيئتهُيتهيأ حتى يتكلمْيخطو قدماًترتجفُ البنتُوتسرعُتعطيهِ نقوداًينكسر الكونُ كلوْحِ زجاجٍ يتشظّاهُ ويتألمْسيكون الآن عليه مواجهة الذكرىتعريف النفس التوّاقةِ معنى الأيام وقسوتهافالقرشُ أهمْ !قُتِلَ الأعمىدهستْهُ جموعُ الهمجيينَوكانَ بطيئاً في الحركةِفهوىواغتالتْهُ الأقدامْصَدَفَ الأعمىثورتُهم ليستْ أسلوباً أو نهجاًبل ثورة أغنامْكذبَ الأعمىلم يرثِ الأرضَ الهمجيونَفإنّ الشرطةَ جاهزةٌكي تقتلهمأو تقتلناوالشعبُ جبانْصدقَ الأعمىالمستقبلُ للسوبرْ مانْلا فيهِ مكانٌ للأعمى !
(السوبرمان)