

هُلاميات البَوْح الأوَّل
نصوص على بعد ساعةٍ رملية وثلاث أمنيات
كبوحٍ بات يهذي في مساءٍ تعّكروالبوح في ذات المساء رجاءٌيتقلب.. علّ الرجاء من محراب عينيك قادمٌيلاحقُ الخيال البعيدفلا يتركني أتحيّر- جنوني أنتَ في صَحوتيوصَحوتي في جنونِ تمرديسَقْفٌ من الجنون أنتَأتمرنُ على وجودِك معيفتدهشني أذرعك في لقاءِموجٌ على ساحلِهِ يتكسر- فلتركبي طروادتيلتخدعي كل هذيانيلتلغي كل تاريخي الآفللتسجلي انتصاركِ على كيانيوأن التائهات على أسوارِ مدينتي عابثاتوأنكِ الرجاءُولولا أن حُبّكِ طهرٌمدعاةٌ للنساء أن تتمرمر- كلما كَبرتُ أناكبرتَ أنتَ فيّ حلمًا هاربًاينمو بألقٍ عند حافة بئرٍ تركه الجنودلمساءٍ ناعسيمشي حافياً لاحقاً بالضوء لا يتقهقر- تعالين أيتها النساءوافترشن أهدابكنَ بساطاً من حريرلأجلكِ النساء يُمشطنَ طريق الفلاةلأجلكِ يراوِدُ الكحل عينين عن نفسهِ في ذات الوجه الأسمرمليكتي بسيقان سنابل لامعة آتيةٌعلى درب العنبر تتبخترمَررتِ على دربي ولم تمريلذتُ في هَمي وهياميولم أكد أعقِلحتى الفتُ الجنونَ من قفصك الصدري لا يتحرر- فَككْتُ أزرارَ الليلِ قبل أن يأتي الفجرُ زاحفاًوأشعلتُ أعواد كينا وبرتقال وعنبروأطلقت العنان لحبات كستناءٍراحت تطلب دفء موقدكقبالة الجمر الأحمر- منذ أدركتُكِأدركتُ أن البحرَ الذي خُضته مستنقعٌوان أحشاءَ بحركِ موغلة في البعدواني لم أرَ مرجاناً ولؤلؤاً بَعدْوكلما لفظني الموج إليكِ.. ابتعدْأدركتُ أن مَدي على بُعدِ جَزْرِكِ يتحسر- منذ أدركتكَأيقنتُ أن زمن الأنبياء قد ولّىلكن المعجزات قد تتكررولولا أن حُبكَ كمالٌمدعاةٌ للبوح أن يتحرر- أتعلمين أنكِ واقعٌ في حلمياقترب منكِ فتهربين- أتعلم أنكَ حلمٌ في واقعيأهربُ منك فتقترب- لما قرأتُ تراتيل الصلاة في المعابدِوأدركتُ نوراً من مآقي دعوةٍ عبر زجاج من مرمرجئتكِ طالباً العفو عن خطايايفي جنة أنتِ على الأرضكنتُ حينها أخطئ واستغفر- قرأتُكَ في عصوري الوسطىفأدركتُ ظلاماً دامساًورُحتَ تُبشر بحملاتكِ الحميميةقاصداً محرراً قوس النصرعنده فقط سأعلن انتصاركَ على النبلاءحينما تقاسموا الجسد مارين بدرب القمح إلى الجنوبوان الطريق ذاتها لم تتغير- والنهر الدافق من منبع سحركِسيلٌ جارفُ عارمٌ من وراء جيش عرمرمكنت قد تركته لكليحلي أمنياتي بحبيباتِ سكر- عَرفتكَ قبل أن أعرف أبجديتيوراحت حروفي تطلب عناقَ يراعككي تنمو على السطور شعراً ونثراًببعدك جني الشوق يتحير- دعيني....- دعني....- دعينيأطاردُ الهَمَ قبل أن يطاردني الهَمُفي قدوم طيفٍ لم ألمس مِنهُ سوى وشوشات عند زقاق الضوءكلما ابتعد عني اقتربْفأكاد لا اصدق أن المسافة بينناصيد حرفين يأسرني فاتأثر- سجلتُ على دفتر جنوني ذكرياتي مَعَكوفي أولِ السطر لقاء لساعةٍ هاربةسرقتها من أجندة الزمانعلى السطر الأول لوعةوعلى السطر الثاني حيرةوغرستُ أصابعكَ على هوامش الشوقِ أوتادًاوتركتُ لفكري فراغاً حتى آخر الدفتر- أنتِ أشبه بعالم مُتخيَّل لا سقف له سوى الجنونوانطباعي غير المنضبطكلما أردتُ أن أفهَمكِأعياني فكُ هُلام بوحكِِوأعود إلى تيهي في تكوينِكِِ الساحر أتفكر- أنتَ...منذ انقسام المجرةِ الأولىوترتيب النجومِ في المداراتنجمة ٌ أنا في مداركونجمٌ أنتَ في مداريسنلتقي عند حافة قمرٍفي هدي الدب الأكبر- استوطنتِ مساحات البوحوعلى الحدود الشرقية نهران دافقانوجندُ رغبتي يحومون في المعسكرينتظرون دخول المعركةكي يعلنوا الانتصارعلى من أعلنوا حرباً ضد الكمالقبلَ أن يصادروا أحلاميولن أعد أراكِ كما أتصور- الفراق الذي بينناتأبين لمدادي على رحيلكَ المفتعلِ حتماًوالفراق إن لم يكن آتياًعلى صهوة الصمتفلينتحروليقرأوا من السور القصارالفاتحة والكوثر
نصوص على بعد ساعةٍ رملية وثلاث أمنيات