الثلاثاء ٥ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم مُختار الكَمَالي

منبر الدماء

إلى شهداء البوكمال.. ضحايا المروحيّات الأمريكيَّة الجبانة
إرحَلْ.. فَمِثلُكَ لا يَخافُ رَحيلا
واترك لِمِثليَ مِنبَرَاً وهَديلا
إرحَلْ.. (وخُذْ مَعكَ الكَرامةَ) كُلَّها
واترك دماءَكَ للكِرامِ دَليلا
إرحَلْ.. ولكن دَعْ مكانكَ نخلةً
لِتظلَّ (فينا) شامِخاً وجميلا
رافِق صغاركَ للجنان فإنَّهم
يتعجَّلونَ مقامكَ المأَمولا
ودَعِ الطُّغاةَ فخيرهم -قُدَّامنا-
سيظلُّ دوماً خانِعَاً وذليلا
يا أيُّها البطلُ النبيلُ ولا أرى
عَبرَ المدى -إلّاكَ أنتَ- نَبيلا
قالت دماؤك لليتامى والثكا
لى: ويحكم.. لا لا أريد عويلا!
أنا منبرٌ والحقُّ فوقي خُطبةٌ
قالت لمن رامَ الرحيلَ عجولا
إضرب بنعلكَ وجهَ (بوشٍ) واعتذر
للنَّعلِ إذْ ذَلَّلتَهُ تذليلا!
فَلَأنتَ أَشجعُ من جميعِ جُيوشِهم
ولأنتَ أقربُ من يغيبُ طويلا
ولأنت أشرفُ مِشعلٍ في دربنا
ولأنتَ أكبرُ من يشاءُ رحيلا
باللهِ -ربّكَ- يا شهيدُ وأنت مَن
قَلبَ الدِّماءَ بِطُهرهِ قِنديلا
عَرِّج على نَهرِ الفُراتِ وقُل لَهُ:
قِف وانتظرني يا فراتُ قَليلا
فلَعَلَّ قربيَ لحظةً من منبعي
يشفي من القلبِ العليلِ غليلا
أنا ما نظمتُ مَشاعراً جيّاشةً
لكن نَظمتُكَ هَادياً ورسولا
والآنَ ترحلُ تاركاً إطراقتي
وتشتُّتي وتسلُّقي المجهولا
يا ليتني كنتُ القريبَ لِرحلِكُم
لأعودَ تحتَ نعالكُم تقبيلا
إلى شهداء البوكمال.. ضحايا المروحيّات الأمريكيَّة الجبانة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى