

منبر الدماء
إلى شهداء البوكمال.. ضحايا المروحيّات الأمريكيَّة الجبانة
إرحَلْ.. فَمِثلُكَ لا يَخافُ رَحيلا | |
واترك لِمِثليَ مِنبَرَاً وهَديلا | |
إرحَلْ.. (وخُذْ مَعكَ الكَرامةَ) كُلَّها | |
واترك دماءَكَ للكِرامِ دَليلا | |
إرحَلْ.. ولكن دَعْ مكانكَ نخلةً | |
لِتظلَّ (فينا) شامِخاً وجميلا | |
رافِق صغاركَ للجنان فإنَّهم | |
يتعجَّلونَ مقامكَ المأَمولا | |
ودَعِ الطُّغاةَ فخيرهم -قُدَّامنا- | |
سيظلُّ دوماً خانِعَاً وذليلا | |
يا أيُّها البطلُ النبيلُ ولا أرى | |
عَبرَ المدى -إلّاكَ أنتَ- نَبيلا | |
قالت دماؤك لليتامى والثكا | |
لى: ويحكم.. لا لا أريد عويلا! | |
أنا منبرٌ والحقُّ فوقي خُطبةٌ | |
قالت لمن رامَ الرحيلَ عجولا | |
إضرب بنعلكَ وجهَ (بوشٍ) واعتذر | |
للنَّعلِ إذْ ذَلَّلتَهُ تذليلا! | |
فَلَأنتَ أَشجعُ من جميعِ جُيوشِهم | |
ولأنتَ أقربُ من يغيبُ طويلا | |
ولأنت أشرفُ مِشعلٍ في دربنا | |
ولأنتَ أكبرُ من يشاءُ رحيلا | |
باللهِ -ربّكَ- يا شهيدُ وأنت مَن | |
قَلبَ الدِّماءَ بِطُهرهِ قِنديلا | |
عَرِّج على نَهرِ الفُراتِ وقُل لَهُ: | |
قِف وانتظرني يا فراتُ قَليلا | |
فلَعَلَّ قربيَ لحظةً من منبعي | |
يشفي من القلبِ العليلِ غليلا | |
أنا ما نظمتُ مَشاعراً جيّاشةً | |
لكن نَظمتُكَ هَادياً ورسولا | |
والآنَ ترحلُ تاركاً إطراقتي | |
وتشتُّتي وتسلُّقي المجهولا | |
يا ليتني كنتُ القريبَ لِرحلِكُم | |
لأعودَ تحتَ نعالكُم تقبيلا |
إلى شهداء البوكمال.. ضحايا المروحيّات الأمريكيَّة الجبانة