| راحوا بسكيـنِ العـدو المُنكَـدِرْ |
وقضى الشباب على ضرامٍ مُنفجرْ |
| تبكي النجومُ على دماءٍ أُهـدِرتْ |
ورأى العدوُّ بمصرنا يومًا يَسُـرْ |
| واختارَ شيطانُ الهوى جمهـورَه |
وغَدَا يُمزِّق في فـؤادي والقمـرْ |
| والملعبُ الظمآنُ للنورِ، ارتـوى |
بدمِ الشبابِ وغابَ في الظمأِ الأَمَرْ |
| كُرةُ اللهيبِ على أكـفِّ شبابنـا |
تغتالُهم حولي وما ابتـدرَ الخَفَـرْ |
| لم يكفِهم هـذا الظـلامُ فأطفـؤوا |
شمعاتِنـا والليـلُ حلـمٌ منكسِـرْ |
| ربطوا على هذي العيون وأذهلوا |
عنا ضميرَ الجندِ فارتبكَ السهـرْ |
| فبأيِّ شعرٍ قد أبوح وفـي فمـي |
مرُّ الكـلامِ مُجلجـلٌ لا يستقـرْ |
| وبأيِّ قلبٍ إنْ دُعيـتُ أزورُهـم |
والقلبُ من هولٍ كنجْـمٍ مُنقَعِـرْ |
| الخابطون على الظلام يسوؤُهـم |
أن يشهدوا مصرَ استنار لها قمَرْ |
| أو أنّ هـذا البرلمـانَ يقـودُهـا |
نحو الأمانِ على فضاءٍ مستعـرْ |
| فغدوْا يدسُّـون السمـومَ بنيلِنـا |
والشعبُ عَبَّ مرارةَ الحقدِ العكِرْ |
| وأراقَ هذا الزورُ مِـن زهراتنـا |
سبعين فجرًا، يا دُجىً: أينَ المفرْ؟ |
| ماذا أقـولُ لأمِّهِـم أم مـا أقـو |
لُ لصبحِنا، أم ما يخبئُـه القـدرْ؟ |
| يـا أمُّ لا نـدري أقاتلُنـا هـنـا |
أم غاب في هذا الظلام المستتِـرْ |
| أهو انفلاتُ الوهمِ أم ظـلُّ الخفـا |
ءِ يدٌ تعيثُ بها خيالاتُ الصـورْ |
| فالمجرم الخافي يرا نـا لا نـرا |
هُ فأمرُهُ يخفى على كـلِّ البشـرْ |
| فاستعـوضـي اللهَ ولا تتألّـمـي |
فلقـد منحنـاهُ جـوازًا للسـفـرْ |
| ولقد منحنـاكِ العـذابَ لتأخـذي |
فيهِ وسامًا، يا لَطيـبِ المفتخَـرْ |
| يا مصر لا تترددي حثي الخطى |
هيّا انهضي، لا تتركي دمنا هـدَرْ |
| قومي احضنيني هدئيني قبل مـا |
يضع الفراق عليّ أوراق الشجـرْ |