
مختارات من الشعر العبري الحديث

فــي هــذا اليـــوم
شعر: ناتان يونتانْ
في هذا اليوم يقسمون الخبزويجمعون الثمار في السلةفي هذا اليوم يرجعُ الأبناءُ الى بيوتهموالبنات ينتظرن في العتباتفي هذا اليوم تسافرُ الغيومُ في السماءْلتبشرَّ بمطر الشكر للكرمِ والبستانوفي المدينةفي أزقةِ الأسواقتصعدُ رائحةُ الزبدة والزيتوتتوهجُ حراشف الأسماكْويطفحُ النبيذكيفَ تذوين يا نفسي في هذا اليوم ؟ما دامَ جميلاً ومليئاًما دامَ مفعماً وبسيطاًما دامَ ضياءً ما دامَ نهاراًما دامَ يوماً ككل الأيامكيفَ تخلدين للسكونِقبلما تغرق ضوضاؤهُكيف تقولين سلاماً لهُ ؟قبلما ينفضُّ زحامُهكيف تعيشين مفجوعةً ؟قبلما تبلى بهجتهُكيف تقضين ليلك السرمدّي ؟قبلما تلثمين النجم البعيدْ ...!أشعـــار نهـايــة الطـريقالطريق أجمل ما يكون قال الفتىالطريق أصعب ما يكون قال الشابالطريق أطول ما يكون قال الرجلوجلسَ الشيخُ يستريح بجانب الطريقصبغةٌ أغرقت شيبهُ في ذهبٍ وحُمرةٍوالعشبُ ساطعٌ عند قدميهِبندى المساءْوطيرُ أواخرِ النهار سماؤهُ تغنّيأتذكرُ ما جمَّل ، ما صعَّب ، ما أطال الطريققلت : يومٌ يتبعُ يوماً وليلةٌ ليلهها قد تجيءُ الأيامُ بقلبكِ قلتْوترى الأصائِل والأسحار تهجُرُ نوافذكوتقول : ها لا يوجد جديدٌ تحت الشمسْوها أنت تجيءُ مع الأيام ، هرمت وشبتْوأيامكَ معدودةٌ وغالٍ عددها سبعةَ أضعافوتعلم كُلُّ يومٍ أخيرٍ تحت الشمسوتعلمُ ، جديدٌ كلُّ يومٍ تحت الشمسْعلّمني ربي تبارك وتعالىعن سِرّ ورقةٍ ذوت ، عن لمعانِ ثمرٍ نضجعن هذه الحريَّه ، أن أرى وأشعرَوأتنفسَ وأعرفَ وأتأملَّ وأخطىءَعلَّمَ شفتيَّ الشكر وأناشيد التسبيحفي إختلاف ليلكَ ونهاركَكي لا يصبحَ يومي كأمسيكي لا يصبحَ عيشي إعتياداأشعار حب من دفتر قديمولم يكن غيرُ سناً بينناودعةُ الفجرِ في شارعٍ قرويَّوبرعمةُ بستانٍ قبلَ الثمرْببياضِ نوّارهِ الجميلْومهما ضحكتُ كثيراً متباهيةًفكي للفجر الغضَّ كالزهرأقترب وأَقطفهُ للتذكاروأَحفظهُ بينَ صفحات دفتريأتذكرُ إحتوائي ذراعكَ ؟وإرتعاشات غصن التفاح الهوينا ؟وعلى رأسي هطل مطرٌ أبيضَومن ورائكَ تستيقظ القريةوالنوافذُ تصطّكُ في الريحولم يكن غيرُ سناً بيننا(شعر: ليئه غولدبرغ)هنــالك أزهـــــارأريت أيّ جمالٍإهتزَّ في ريحٍ خريفيّةحقلٌ ذهبيٌّ إنطفأ في الظلاموأوقد شموعاً زنبقيّهأرأيتَ أيَّ إحمرارٍصرخَ عبر الآمادحقلُ دماءٍ كانَ هناكَ في الماضيوهو الآن حقلُ خشخاشٍ ملوَّنلا تقطف يا فتايَ لا تقطفهنالك أزهارٌ فانيهوهنالكَ أزهارٌ إلى لا نهايةتظلُّ ريّقةً طريّهأرأيت ما إستيقظ باكراً هناك؟حقلُ أشواكٍ هو يا فتايالذي كانَ منسيّاً في الصيفوالآن هو حقلٌ محروثأرأيت أيَّ بياضٍفتايَ هذا حقلُ باكيندموعُه تحجرّتوحجارته بكت الأزهارلا تقطف يا فتايهنالك أزهارٌ فانيهوهنالكَ أزهارٌتظلُّ إلى لا نهاية ..!الشواطىء أحيــانــاًالشواطىء أحياناً أشواقٌ لنهرٍ أحَبْيوجدُ مكاننا أنهارٌُ خادعةٌرأيتُ مرةً شاطئاًتركهُ النهرُ ونسيَهُفظلَّ بقلبٍ كسيرٍ من الحجارةِ والرمالكذلك يستطيعُ الإنسانْأن يظلَّ منبوذاً وبلا قوّةٍمثل الشاطىءْكذلك الأصدافمثل النوارس أو الشواطىءكذلك الأصداف أحياناً أشواقٌ لبيتٍ كانوفقط البحر يغنّي هناكَ أغانيهِكذلك بينَ أصدافِ قلبِ الإنسانْيغنّي لهُ صباهْ ..!
شعر: ناتان يونتانْ