

فارسُ الشِّعر
(هذه القصيدة قديمة كتبتها وأنا في بداية العشرينات من العمر، وهي رد على قصيدة وصلتني من شاعرة شابة توقفت عن الكتابة وهي في أوج العطاء.. ولو أنها استمرَّت في مشوارها الأدبي لكانت اليوم شاعرة كبيرة وفي طليعة الشعراء المحليين المبدعين. وقصيدها هي :
(يا حبيبي كَّما حانَ اللقاءإفترقنا في متاهاتِ الجفاءْ)سادَنا صمتٌ رَهيبٌ قاتِلٌيطبقُ الجفن على مُرِّ البكاءْوَشَكونا من تباريحِ الهوىوتلاشينا بأعماقِ الشّقاءْثمَّ عُدنا نشتهي حُلوَ المُنىبعدَ أن تهنا وما تمَّ اللقاءْكم بعثنا في الدُّجى آهاتناوَدُموعُ الهَجرِ في طيِّ الخَفاءْكم مُحِبٍّ جاءَ يشكو حُبَّهُألنا يشكو وَهل فينا العَزاءْ ؟أم غدَونا يا حبيبي في الهوىقبلة َ الحكمِ وأعلامَ القضاءْعَبرَتْ فكري خيالاتُ المُنىبينَ أشتاتٍ وأطلالِ الهناءْهاتفات.. لا تسَلْ أينَ الهَوَىفي ظلالِ الحُبِّ قد طابَ الغناءْإسهَرِ الليلَ ولا تخشَ النّوَىإنّما الخوفُ سلاحُ الضعفاءْلا تنمْ ليلكَ واسْهَرهُ إذاكانَ في السُّهدِ طموحٌ وَإباءْأيُّها النائي وما من مُلتقىكيفَ أنساكَ وهل ضاعَ الوفاءْكيفَ أنسى ذكرياتٍ عبرَتْفي حياتي كلما حَلَّ الشتاءْذكريات خلَّدَتْ معنى الهوّىجعَلتْ قلبيَ يسخُو بالعَطاءْإنّها الأيامُ نعدُو خلفهَاكسرابٍ خالهُ الظمآنُ ماءْ
وأما قصدتي (فارس الشعر) فهي:
عاشِقَ النُّورِ سأبقى والسَّناءْفوقَ هامِ النَّجمِ رَكَّزتُ اللِّوَاءْفارسُ الشِّعرِ أغنِّي للفدَا..وَأغنِّي لخلودِ الشُّهداءْإنَّ جذري أزليٌّ في الثَّرَىوَغصُوني وَهَبَتْ فيضَ العَطاءْإنَّ صَرحي شاهقٌ نحوَ السُّهَىكعبة ُ المجدِ مزارُ الشُّرفاءْلم يزلْ شعري منارًا للدُّنىقبلة َ اليُمْنِ ورُؤيا الشُّعراءْجنَّة ُ الشِّعرِ تضَوَّعتُ شَذىًوورُودي رمزُ سحر ٍ وغوَاءْإنَّ شعري فاقَ شعرَ "المُتنبِّي "جمالاً... روعة َ الفنِّ بهاءْ" ونزارٍ " "ونيرُودَا " شأنِهمْ" وأدونيسَ " كبارِ الشُّعراءْولقد سارَ بهِ العُشَّاقُ فيكلِّ أرض فتالَّقتُ سَناءْذلكَ " المأفونُ " ما جَدَّدَهُكحذائي... لجنونٌ وَهُراءْأنا للفنِّ سَناءٌ وَسناوأنا للشِّعرِ رَبٌّ وَسماءْكم دَعيٍّ تحتَ أقدامي انحَنىكم رسول يبتغي منِّي الدُّعاءْأيُّ مجدٍ أرتقي.. أيُّ عظيمٍجليلٍ أتقي منهُ البلاءْإنَّي الحقُّ تجلَّى فاسجدُواعالمُ الزِّيفِ بعيني كالحذاءْأنا فوقَ الشِّعر والفنِّ وفوقَالنُّهَى.. أختالُ فوقَ الخيَلاءْكلُّ شعرٍ غيرُ شعري ناقصٌكلُّ قولٍ دونَ أقوالي هَباءْكلُّ مَن يرفضُ أن ينشرَ ليدُرَرَ الشِّعر لكلبُ العُملاءْوَمُسوخُ النقدِ في الدَّاخلٍ هُمْعُملاءٌ وكلابٌ جبناءْوَإذا ما رَامَ ذمِّ ناقصٌفأنا الكاملُ من غيرِ مِرَاءْإنَّني الشَّمسُ تراءَتْ للدُّنىوَأنا البدرُ فلا أخشى العُواءْفيراعي من دمي مُخْضَوْضِبٌمِن يراعي يستنيرُ الأدباءْوبَياني آية ُ الدَّهر وكمتحتَ محرابي تبارى الخُطباءْإنَّي ما زلتُ طودًا شامخًالم تزعزعني أعاصيرُ الشِّتاءْقبِّليني في جبيني تجديمَنبعَ الحقِّ ونورَ الأنبياءْوانظري النارَ التي في أضلُعينشرت في الأفقِ فجرًا وضياءْقد خبرتُ الكونَ طفلا يافعًاوتعمَّدتُ بنهر الكبرياءْوانطلاقي حارتِ الدُّنيا لهُوطموحي... إنَّهُ دون انتهاءْإنَّما الدُّنيا خطوبٌ لم تزلْإنَّما العيشُ همومٌ وشقاءْفاطلبِ العزَّ ولو خُضتَ اللظىوانزع الصَّمتَ ثيابَ الضُّعَفاءْفابتغي المجدَ وغنِّي للعُلاإنَّما المجدُ طموحُ الأقوياءْلم أنم ليلي ولم أغفُ بهِساهدًا ما زلتُ صبحًا ومساءْسَهُدَتْ سُهدي الدَّراري إنَّمابسُهَادي يستنيرُ العُظماءْوأنا في كلِّ خطبٍ عاصفٍمثلُ حدِّ السَّيفِ عزمٌ وَمضاءْداعبي روحي بأنغام المُنىأسكري القلبَ بآمالِ اللقاءْأجملُ الحُبِّ وصالٌ دائمٌوَعطاءٌ وسَخاءٌ وَفاءْوعذابُ الحُبِّ هَجْرٌ ونوًىوبُعادٌ... فدموعٌ فشقاءْلذة ُ الحُبِّ بأن نروي المُنىمُهَجًا حَرَّى وانفاسًا ظِمَاءْوالتقينا آهِ ما أحلى الهَوىوتهامسنا سكونا وَصَفاءْفاستاقت من جفاءٍ أعيُنٌوتلاشتْ كلُّ أشباح الشَّقاءْخفقَ القلبُ وغنَّى للهَوىوانطلقنا في متاهاتِ الفضاءْأسدلَ الحُبُّ علينا ظلَّهُوجرى الدَّهرُ لنا كيفَ نشاءْفملأنا الأرضَ شعرًا وَهَوًىوَسحرنا الكونَ شدوًا وغناءْقصَّة ُ الحُبِّ التي نحيا بهاسوفَ تغدو وحيَ كلِّ الشُّعراءْإنَّي دُونجوانُ عصري لم أزلْتشتهيني كلُّ أصنافِ النساءْفجميعُ الغيد ِ قد تُيِّمْنَ بيلحياتي اطلقوا أحلى دُعاءْكم فتاةٍ لجمالي سجدَتْبسكون وخشوع ٍ وبَهاءْوالتي تعشقُ حُسني إنَّهاتعرفُ الكشفَ وأسرارَ السَّماءْسائلي الأنجمَ فحوى طالعيفأنا فوقَ الثريَّا والسَّناءْوَضمَمتُ المجدَ من اطرافهِسُؤدُدَ العلم ِ ووَحيَ الأنبياءْيا فتاة ِ العُمر ِ هل أجدَى البُكاءْضاعتِ الأرضِ وصرنا غرباءْكيفَ أغفو وبلادي لم تزلْتحتَ نير الظلمِ تجثو والشَّقاءْكيفَ أنساها وقلبي مولعٌلستُ أسلوها صباحًا وَمساءْفي خيام ِ الحُزنِ شعبي صامدٌعُنفوانُ المجدِ عُنوانُ الرَّجاءْهُوَ في الجُلَّى أبيٌّ شامخٌمأثلُ الأجيال ِ رمزٌ للفدَاءْيا فتاة َ الدَّربِ قد طابَ الرَّدىفي سبيل الحقِّ أرخصنا الدِّماءْأنا قربانُ فداءٍ لم أزلْأنتِ عندي وبلادي لسَواءْأشتهي الموتَ في ساح الوَغىأروعُ الموتِ لمَوتُ الشُّهَداءْهوَ يومٌ خالدٌ طولَ المَدَىوعذارى الخُلدِ تشدُو بالغِناءْإنَّ في جسميَ روحًا حُرَّة ًترفضُ الضَّيمَ وأهوالَ الشَّقاءْإنَّ في برديَّ رَبًّا ثائرًاشعَّ نورًا وسناءً وَرُواءْفـأنا كالسَّيفِ حدِّي قاطعٌأنا في الجلَّى لسُمٌّ وقضاءْيا فلسطينُ تبارَكتِ حِمًىقِبلة َ الشَّرق ِ وَمَهدَ الأنبياءْسنعيدُ الحقَّ حتما بعدماندحرُ المحتلَّ نسقيهِ البلاءْرايتي الشَّمَّاءُ تبقى للمَدىمعقلَ النورِ وشمسَ الفقراءْنشرتْ في الأرض ظلاًّ وارفاواشرأبَّتْ نحوَ أعناقِ السَّماءْإنَّما نحنُ امتدَادٌ للضُّحَىإنَّما نحنُ قرابينُ فداءْوانطلقنا نحوَ أبعادِ السُّهَىإنَّنا في دوحةِ المجدِ سَوَاءْشَيِّعي الأمسَ وقومي استقبليفجرَنا السِّحريَّ في أحلى رُواءْنحنُ للتاريخ ِ سفرٌ خالدٌقد كتبناها حُروفا مِن ضياءْ