

غوايةٌ في حضرة الموت
القصيدة الفائزة بالمرتبة الرابعة في مسابقة ديوان العرب رقم ١١ لعام ٢٠٢٥ دورة الصمود، والمقاومة، فئة الشعر
النايُ في خدّيكَ أطول سنبلةْ
واللوزُ في عينيكَ أعنفُ قنبلةْ
العابرون على خُطاك مراحلٌ
وخُطاك تعبرهم وتنهي المرحلةْ
لا شيءَ يُعطي السنديانَ جماله
إلا التفاتَك نحوَه لتجمّله ..
وردٌ من الأشواك،، صرخةُ هادئٍ
وبقلبك اجتمع التصبّر والولهْ
قدماك أشرعةٌ، يداكَ منارةٌ
شفتاك أجوبةٌ، وصمتك أسئلة
كتفاك عاليتان، صدرك عاشقٌ
وهواك سكينٌ، وروحك مذهلة
للصامتين العزفُ، للوقتِ الرؤى
للعالقين غيومُ حبٍ مُثقلةْ
لليلِ نافذةٌ، وللقلبِ الصلاةُ
تحيكُ من رمقِ ارتعاشِك بسملةْ
قدسيّة الأسماءِ أنت ضِمادُها
من طُهرِك التاريخُ عبّأ جدولَهْ
يصفو دخان الحرب فيكَ، كأنما
مدّ السلامُ على ضلوعك أحبلَه
لوّحتَ للأيّامِ حتى حُزتَها
خُلدًا يرمّمُ في جفونك منزلَه
وتركتَ في الكلمات صوتَكَ رافعًا
ترتيل مئذنةٍ وعطر قرنفلةْ
يا موسميَّ الضوءِ، يومَ تركتَهُ
للشمسِ، لم يبرحْ مسافةَ أُنملةْ
متفتتٌ بين الكناياتِ التي
عجزت لفرطِ الحزنِ أن تستقبلَهْ!؟
الجــاذبيـــةُ فيـــك أنك متعــبٌ
وتمارسُ الإغواءَ تحت المقصلة
والحلوُ فيك إذا التفتَّ لفكرةٍ
أربكتَها وبنيت فيها الأخيلة!
لو ضمّك المعنى الأخير لركبهِ
يتفكّك المعنى لتصبح أولَه ...
لا عيبَ فيك سوى اكتمالك في فمِ
الزمنِ المعفَّرِ بالحكايا المُهمَلة
فاصعد وحيداً نحو غيمِ عذابنا
لتحرّرَ المطرَ البعيدَ وتُنزله!!
ما أجمل الرجل الذي اختتمت به
بلدي فصولَ جراحها، ما أجمله!