غصونُ امرأةٌ متدلية من روانق سحر عينيها
غصونُ بنتٌ تثمر بين أوراقها زهور الأزل المتفتِّح
غصونُ تسلَّقتني
فَذُبْتُ في رحيق أزهارها
لترتشفني فيجري في عروقها إحساسي الموله بها
و بدأت أخيلةُ غصون تلاحقني
بل بدأت تتربَّص بي في صحوي وفي خَلدي
صارتْ أفنانُ حبِّها تلتف حول رقبة أفكاري
و كادت تخنقها بحلم لقاءٍ تائهٍ في سراب القرب البعيد
عندها صحوتُ متفاجئاً من أحلام اليقظة التي عادت أدراجها
و استعادت أفكاري أنفاسها لبُرهة
بعدها انتكست من جديد بعذاب الحقيقة
لِتصاب بذبول ٍ حاد مع حشرجة اختناق
ناجمة عن غُصَّات بعدٍ متراكمة
و صارت أفكاري تنتح سوائل الحياة
و تجفُّ ذابلة ً في صحراء الأمل الكاذب
و صار رحيقُ إحساسي مرَّاً جافاً دامياً
عندها أحسَّت غصون تلك المرأة الخارقة بطعم الحُرقة الصادقة
و جاءها صوتُ تأنيب ٍ لاذع
من غابات الضمير والهوى والهيام
فقرَّرت أن تعرِّي نفسها من أوراق التكبُّر
و أَنْ تُجري دموع عينيها الخضراوين المزخرفتين بانعكاسات الرمال الصفراء
في صحراء أفكاري
لعلَّها تعيد بثَّ روحها في عروقي اليابسة
لِتنبض من جديد في غصون امرأةٍ
عادت من سراب القرب البعيد!