

عَرُوسُ الجَنُوب
( ملحمة ٌ شعريَّة ٌمطوَّلة في رثاء الشَّهيدة «سناء محيدلي» - في الذكرى السنويَّة على استشهادِهَا ).
إيهِ لبنانُ أنتَ وَحْيُ نشِيدينبعُ إلياذتِي وَسِحرُ خُلودِيأنتَ تُذكي في عمقِ ِ ذاتي ألهًايتحدَّى اللَّظى وهولَ القُيُودِويَراعي ما زالَ ينطِقُ بالأمْجَادِ والشِّعر ِ فوقَ كلِّ صَعِيدِوَأغانيَّ لم تزلْ تُلهبُ السَّاحَاتِ نارًا تدوي دَويَّ الرُّعُودِعلَّ شعبي يَصحُو مِنَ النوم ِ والإرْهَاق ِ يخطُو لنيلِ حقٍّ شَريدِعَلَّ شعبي يَصحُو مِنَ النوم ِ والإرْهَاقِ ِ يصبُو لأجل ِ عيش ٍ رَغيدِكم نثرنا على ثرَى الوطنِ الغالِي نفوسًا كانت منارَ الوُجُودِإيهِ لبنان أيُّهَا الوطنُ المِعَْطارُ ... لم تنحَنِ ِ جبَاهُ الصِّيدِأنتََ تشكُو وأهلُنا في نضال ٍمُسْتمِتٍ .., يخطُونَ مثلَ الأسُودِفي المتاريس ِ يكبرُونَ شُمُوخًالم يبالوا الرَّدَى وكلَّ السُّدُودِيا تُرابَ الجنوبْأنتَ أغلى وطنْألهبَتكَ الحُرُوبْوَطوَتكَ المِحَنْسأغنِّي هَوَاكْقبلَ ضَمِّي الكَفنْما أحَيلى سَمَاكْفي ليالي الشَّجَنْففؤَادي فِدَاكْللعُلا مُرتهَنْلبنانُنا يبقى مَدى الأزمان ِنبعَ الوَفاءِ ونزهة َ البُلدَانِ ِلبنانُ في القلبِ الجريح ِ مُقدَّسٌوَحْيُ الخيال ِ وقبلة ُ الأوطان ِِِقد فاحَ عطرًا فيي دَمي ولواعِجِيذكراهُ في قلبي وفي وجدَانيلبنانُ جنَّة ُ خُلدِنا فسماؤُهُمِثلُ اللُُّجَين ِ بنورهَا الفتَّانجاؤُوا يُعيثونَ الفسَادَ بأرضِهِكم يقصفونَ روائعَ البنيان ِلكنَّ لبنانَ الأشمَّ على المَدَىيبقى قويًّا شامخَ العُنوان ِهَزَّتْ شعُوبَ الأرض ِ هِمَّة ُ شعبِهِفيرَونهُ صلدًا على الحدثان ِلبنانُ أرض ُ المجدِ فخرُ عروبتيبصُمودِهِ ... برجالِهِ الشُّجعَان ِزَحَفَ الغُزاة ُ على ثراكَ تقدَّمُوافالقصفُ يهوي والقُرَى تتهدَّمُضَنُّوكَ سهلاً فابتغَوكَ مَطِيَّة ًخابَ الغُزاة ُ على ذراكَ تحطَّمُواهذي حُشُودُهُمْ تعُودُ بخِزيِهَانحوَ الجليل ِ، وعارُهَا لا يُكتمُكم مرَّ غزوٌ قد علتْ راياتُهُرجعَ الغُزاةُ بخيبةٍ وتبرَّمُواتبقى عرينا ً للتَّحَرُّر والفِدَاشَهِدَتْ لبَأسِكَ شَمسُنا والأنجمُ"بيرُوتُ" تاجُ المَجْدِ أغنيَة ُ الفِدَا" بيرُوتُ" وَحْيِي والخَيَالُ المُلهِمُ" بيرُوتُ " تبقَى للشُّعُوبِ منارَة ًعرَبيَّّة ً بيروتُ مَهما هَدَّمُوايا أمَّتِي سيري على دربِ اللَّظىدربي تعَبَّدَ بالجَمَاجم ِِ فاعْلمُوافأنا "سناءُ " المجدِ أفدِي أمَّتِيبدَمي ... بروحي ... للفِدَا أترَنَّمُيا رَوَابي العُلاإنَّنا لم نَمَلْسوفَ يأتي ... غدًالا تقولي ارتَحَلْفجرُنا يَجتليوَستَسجُو المُقَلْسَيزُولُ الدُّجَىإنَّ شعبي بطلْقلبُهُ مُترَعٌبالمُنَى والأمَلْإيهِ ريحَ الجَنوبِفََحَيِّي سَناءْإنَّها حُرَّة ٌقد مَضَتْ للفِدَاءْفارتوَتْ غضبًاوَهْيَ رمزُ الإبَاءْيا بني أمَّتِيفلتَصُنوا الوَلاءْكُلُّنا في اللَّظىيا بلادِي سَوَاءْفارفعُوا صوتكُمْطابَ طعمُ الفِدَاءْلن نترُكَ الطغيانْحتَّى يمُرَّ الليلْفَهَوَاكَ يا لبنانْيكوي ضُلُوعَ الصَّدرْقُلْ لي وَكمْ سَجَّانْمِنْ دَمعِنا يَجتَرْيَمضي إلى النيرَانْيُسقى لظى والجَمرْنارٌ على أوتادْفي السَّهل ِ والوادِيإنَّا على مِيعَادْكم طالَ مِيعَادِيفلْيَرْحَل ِ الأوغَادْيا تُرْبَ أجدَادِيدَربي أيَا لبنانْمُعَبَّدٌ بالشَّوكْوَصَعْبُهُ قد هَانْعَيني على عَينَيْكْوَأنتَ في الوجدَانْيا شعبَنا لبَّيْكْأنا بنتٌ جَنُوبيَّهْبنار ِ البُعدِ مَكويَّهْجبيني أسمَرٌ يسمُووَتَعلُو الرَّأسَ كُوفيَّهْلبستُ الحُزنَ مُرغمَة ًفأرضُ الأهل ِ مَسْبيَّهْإلامَ الصَّمْتُ يا شعبيفهَيَّا للرَّدَى هَيَّايطيبُ الموتُ يا أهلي "سناءُ" غَدَتْ ِفدَائِيََّهْأنا سَمرَا جنوبيَّهْ بنار ِ البُعدِ مَكويَّهْجُنوبي كلُّهُ نارٌ وَثُوَّارٌ لِحُرِّيَّهْجبيني أسمَرٌ كالقَمْح ِ كم يَهْوَاهُ أترَابيوَعُنقي تلكَ ما لانتلعاصفةٍ وَحطَّابيهزيعُُ الليل ِ أسهرُهُبلا أهل ٍ وأحبَابِوَغُصنُ الأرز ِ أحملُهُشعارًا فوقَ أهدَابيسأمضي كلَّ مشواريعلى جَبل ٍ وفي غابَهْسَيُذهلُ عَيْنَ أعدَائيصُمُودي خلفَ دَبَّابَهْألا لبنان ما برحَتْدِماءُ الأهل ِ كالنَّهر ِتسيلُ على الرُّبَى هَدرًاألا شُلًَّتْ يدُ الغدر ِيا دَمعَة َ الوجدانِ لا تتساقطيخَلِّيكِ في سِرِّي ولا تسري لتفضَحَكِ العُيُونْكلُّ الجراح ِ تنطيبُ ، والعبراتُ لا تشفي الطعينْإنَّا سنبقى في الخنادق ِ صامدِينْإنَّا سنبقى شعلة ً وضَّاءَة ً...سَتُضيىءُ دربَ الفجر ِ ... إنَّا في خُطانا سائِرُونْنمشي ولا نخشَى المَنونْهذي جذوري يا بلادي في هواكِ تعَمَّقتْفي كلِّ شبر ٍ نحنُ مُنزرعونْسنعيدُ فردوسَ الحياةِ وتنرجعُ الآمالَ سكرَىمثلما كانت بسمة ُ الطفل ِ الحزينْويعودُ أهلي النازحونْلولا عشقتُكِ يا بلادِي كالإلهِ يُظِلُّ أكنافَ السَّمَاءْلولا أخذتُكِ يا بلادِي مَعبَدًاوعشقتُ فيكِ الحُزنَ والآلامَ حتى الإرتواءْوأخذتُ من نهديكِ ألوانَ الحنان ِ وكلَّ أنواع ِ العطاءْوَرَضعتُ عطرَ المجدِ ثمَّ الكبريَاءْما كنتُ أصبو للعُلا يومًا ولارَوَّيتُ لحني من ينابيع ِ الفدَاءْما كانتِ الغيدُ الحسَان ِ تسيرُ في دربِ الشَّهادةِ ثمَّ ما كانتْ " سناءْ "إنِّي سأرحَلُ يا بلادي خَبِّري الأحبابَ عَنِّي ... خَبِّريأمِّي وأهلي ... خَبِّري كلَّ الصِّحَابْلا تذرفوا العَبرَات من بعدي ولالا ... لا تلبسُوا ثوبَ الحدَادْإنِّي أوَدِّعُكُمْ وعيني بالبُكَا لا تدمَعُإنِّي أوَدِّعُكُمْ ولي قلبٌ بصدري أروَعُعزمي يقدُّ الصَّخرَ والآمالُ مابرحَتْ تشعُّ وَمِن جبيني تسطعُأهوَى الرَّدَى كم طابَ لي طعمُ الرَّدَىوَأوَاكبُ الأهوالَ في عتم ِ الدُّجَى لا أفزَعُإنِّي أنا الطيرُ المُغَرِّدُ هَا هُناأمضي وذكري خالدٌ طول الزَّمانِ ويسطعُقُولوا لأمِّي إنَّهَا ذهَبَتْفي دَربِهَا المَزروع ِ بالنَّار ِقولوا لهَا لا تعتبي " فَسَناءُ " سَتُرجعُ الأمجادَ للدَّار ِفإذا قضَتْ فاهدِي الضَّريحَ أكاليلاً مِنَ النِّسرين ِ والغار ِتمشي على الأشواكِ داميَة ًفالهَولُ واكبَهَا ولم تخَفِسارَتْ على عتم ٍ يُشَيِّعُهَاعتمُ الدُّجَى قد مالَ كالسُّجُفِطابَ الرَّدَى فالرُّوحُ قد سئِمَتْإنِّي اشتَهَيتُ المَوتَ يا وطنيأاظلُّ في عيشِي مُعَذبَة ًوالأهلُ في خوفٍ وفي شجَن ِفالموتُ حقٌّ إنَّهُ حُلُمِيسَأقولُها بُشراكَ يا كفنِيإنِّي مَنَ الشَّعبِ الذينَ هُمُ هُمُلبُّوا نِدا الأوطان ِ لم يتثاءَبُواأمضيتُ ستَّة َ عشرَ عامًا كُلهاهولٌ شديدٌ إنَّ أرضي تُنهَبُلم يتركِ الأعداءُ شبرًا واحِدًاكم دنَّسُوا هذي البلادَ وَأرهَبُواالقصفُ يهوي،والبيوتُ تراكمتْأنقاضُها ... فربوعُ اهلي تندبُلا يحملُ الضَّيمَ المُعادي مَنْ لهُعزمٌ بأفكار ِ التَّحَرُّر ِ يُلهَبُفأنا سناءُ بعمر ِ ازهار ِ الرُّبَىتعبُ الحياةَ بلادَهَا فلترقبُواسارتْ "سناءُ " فلا تقولوا إنَّهَابنتٌ " سناءُ" ومع دُمَاهَا تلعبُتمضي إلى دربِ الفدَاءِ صغيرة ًوالغيرُ في ثوبِ التَّزيُّن ِ يُعجَبُكلُّ العذارَى بالحُليِّ تفاخرَتْتبغي الزَّواجَ إلى نوالِه تطلُبُتطلي وبالمكياج ِ وجهًا كالدُّجَىأحلامُهُم دونَ الحَضِيض ِ فأغضَبُوَيَرَوْنَ وجهي مثلَ شمس ٍأشرَقَتْلكنَّ نفسي عن غواهَا تَعزُبُكالقمح ِ لوني إنَّ قلبي أصلدٌتاهَ افتخارًا في إبائي يعرُبُأأُلامُ إن غنَّيتُ فجرَ عروبتيوأبثُّهُ نجوى الحنان ِ وأطرَبُأتلامُ مَن تبغي الشَّهادَة َ سُؤدُدًاوَتخوضُ أهوالَ الحُرُوبِ تُواكبُما أجملَ الموتَ المُشَرِّفُ إنَّهُحُلُمي .. وَإنِّي للشَّهادَةِ اطلُبُفالقبرُ صارَ لغصن ِ قدِّي وردَة ًوَتَرَونَ نعشي بالدِّمَا يتخَضَّبُريحَ الصَّبَا يا ريحُ لا..لن تندُبيقولي لأمِّي نخبَ مَجدٍ فاشرَبُوافترينها مثلَ الجنوبِ بحُزنِهاثكلى على نار ِ الأسَى تتقلَّبُأمَّاهُ لا تبكِ فتاتَكِ إنَّهَافي جنَّةٍ بينَ الخمائِل ِ تلعبُعيناكِ ،عيني، لا تسحِّي أدمعًالولا الفداءُ لما بلادي تُخصِبُهذا الطريقُ يظلُّ أنبلَ غايةٍدربُ النضال ِ إلى وُرُودِ فاقربُواإنِّي اشتهيتُكِ يا بلادي حُرَّة ًتاجًا على هام ِ السُّهَى لا يُثقبُإنِّي أردتُك ِمِشعَلاً في شرقِناوَمَعينَ مجدٍ للعُلا لا يتضبُإنِّي أردتُكِ يا بلادي جنَّةتزهُو على كلِّ البلادِ َوتَعجَبُإنِّي عشقتُكِ يا بلادي فاعلميلولا هواكِ لمَا حَياتي تُوْهُبُليلٌ على " بيروت "وَدَمٌ على " صَيْدَا "المَوتُ في بيرُوتْيحلُو لهَا شَهدَاكانتْ لنا ياقوتْقد زيَّنَ العِقدَاماتَتْ بلا تابُوتْفاسْتَخلدَتْ مَجْدَاسَناءَ العُلا إنَّ قلبي اكتوَىبنار ِ البُعادِ ونار ِ الجَوَىسأمضي سأمضي لنيل ِ الامانيلأجل ِ بلادي يطيبُ الرَّدَىسمعتُ هتافكِ قبلَ الرَّحيل ِبأنَّ الشَّهادة َ ِبدْءُ الحياةإذا كانَ لبنانُ يُغري بحتفٍلأجل ِ فلسطينَ يحلُو المماتْإلامَ العذاب فروحي تلاشَتْوجسمي طواهُ الأسَى والشُّحُوبْخُذيني .. خُذيني لدربِ الفدَاءِسأمضي إليكِ عروس الجنوبوراءَ الضُّلوع ِ َترَيٍنَ فؤَاديمِنَ الحُبِّ والعشق ِ كم يخفقُوتلكَ فلسطينُ تأبَى أذاهُفتطلبُهُ للفدَا يُطلقُغاضَ المُغيرُون عن لبنانَ وانحَسَرُُوافالحقُّ أقوَى على الطغيان ِ ينتصرُحُيِّيتِ "بيروتُ "أنهارُ الدِّماءِ زكتْعبيرُها فوقَ أرض ِ المجدِ ينتشرُحُيِّيتِ " بروتُ " كم ظلِّيتِ صامدَة ًكم تهزئينَ ونارُ البغي ِ تستعرُناداكِ شعبٌ أبيُّ الخلق ِ مُصطخبٌلبَّيكِ .. لبَّيْكِ أنتِ الحُلمُ والوَطرُوَإنَّهُ قسَمٌ بالدَّم ِ نَمْهُرُهُسنجعلُ الأرضَ تحتَ الظلم ِ تنفجرُحُيِّيتِ بيرُوتُ أرضَ المجدِ من بلدٍما لانَ عودُكِ ماتَ الخوفُ والذعرُعلى جبينِكِ تاجُ الغار ِ مُنتصبٌقد تاهَت العُربُ مِن أشبالِكِ انبَهَرُواصُنَّا الكرامة َ لم نحفلْ بوارجَهمفالشَّعبُ إن هَبَّ لا .. لا بُدَّ ينتصِرُ