عمر أبو ريشة و القـدس
-1-
اشتهر الشاعر عمر أبو ريشة (1910- 1990) بمواقفه الوطنية والقومية الجريئة، فقد قارع المستعمر الفرنسي إبان احتلاله لسورية (1920- 1946)، كما ندّد ببعض المواقف للحكومة السورية بعد الاستقلال (1946)، وكان موقفه الوطني لاينفصل عن موقفه القومي، بل كان شعوره القومي يطغى في كثير من الحالات على شعوره الوطني.
ولقد حظيت القدس من اهتماماته ومشاعره وعواطفه، مثلما حظيت من شعره وقصائده بأكثر مما حظيت به أي مدينة عربية أخرى، حتى مدينته حلب نفسها، التي فيها نشأ وترعرع وأمضى معظم سني شبابه، وفيها دفن (1990).
لقد كانت القدس بالنسبة إليه طوال حياته المنطلق الذي يقوّم من خلاله أي موقف، فهي القيمة التي تثبت مقدار الإيمان بالإسلام، والتمسكِ بالعروبة، والإخلاصِ لهما، والموقفُ منها هو الموقف الذي يثبت مقدار الوفاءِ للشعب، وتحقيقِ أهدافه وأحلامه في الحرية.
وكان الشاعر في كل مناسبة وطنية أو قومية، يذكر القدس، لأنها حاضرة دائماً في وجدانه، وفي وجدان كل عربي، ولأنها اللحمة والسدى أيضاً في كل مناسبة، لأن قضيتها لاتنفصل عن أي قضية عربية أخرى.
وليس ذلك الموقف من القدس بغريب، فالقدس هي قلب العرب النابض، وعاصمة فلسطين، ومهد السيد المسيح عليه السلام، ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، وهي التي دخلها عمر بن الخطاب، فجعلها ملتقى الأديان، وأرسى فيها قواعد السلام، بل جعلها مدينة السلام، ثم غزاها من بعد الصليبيون، وظلوا فيها مئتي عام، حتى حررها فيما بعد صلاح الدين الأيوبي.
فالشاعر يتغنى ببطولات الشعب العربي في سورية، وعلى رأسه المجاهد إبراهيم هنانو وهو يقارع المحتل الفرنسي، وينشد في حفل تكريمه قصيدة مطولة عنوانها قيود (1937)، وفيها يقول (ص552):
وطن عليه من الزمان وقار | |
تغفو أساطير البطولة فوقه | |
فتطل من أفق الجهاد قوافلٌ | |
النور ملء شعابه والنار | |
ويهزها من مهدها التذكار | |
مضر يشدّ ركابها ونزار |
-2-
وفي سياق الفخار بالبطولة وربط الماضي بالحاضر، ينعطف الشاعر إلى القدس، ليندد بالمستعمر الإنكليزي، ويقرنَه بالغزو الصليبي، ويصورَ ماألحقَ بالشعب العربي في فلسطين من أذى، فيقول (ص557- 559):
والقدسُ ما للقدسِ يخترق الدِّمَاأيُّ العصور هوى عليه وليس فيعهد الصليبيين لم يبرح لهوشراعُه الآثامُ والأوزارجنبيه من أنيابه آثارفي مسمع الدنيا صدى دوارصف الملوك فما استباح إباؤهمناموا على الحلم الأبي فنفّرتصلبوا على جشع الحياة وفاءهموبكل كفٍّ غضة سكينةشرف القتال ولا أهين جوارمنه الطيوف بُنَوّةٌ فجارومشواعلى أخشابه وأغارواوبكل عرق نابض مسمار
ثم يتحدث عن دعم الإنكليز لليهود وتشجيعهم على الهجرة إلى فلسطين وإقامة كيان لهم، ويندد بخيانة الإنكليز للعهود التي قطعوها للعرب، ثم يؤكد أهمية الحفاظ على الحق، ويحذّر من الضعف، فيقول (ص559- 560):
مدّوا الأكف إلى شراذم أمةورمَوا بها البلدَ الحرامَ كما رمتوبنوا لها وطناً وعبق محمدأين العهود البيض ترقب فجرَهاولّت وفي حلق العروبة بُحَّةٌإن الضعيفَ على عريق فخارِهضجّت بنَتْنِ جسومِها الأمصاربالجيفة الشطَّ الحرامَ بِحَارُوابن البتول بأفقه زخّاربتلهُّفٍ صيّابةٌ أبراروعلى مراشفها العطاش غبارحَمَلٌ يشدُّ بعنقه جزار
وواضح أن الشاعر يحذّر في البيت الأخير من خطورة الاستكانة والتواكل والنوم على المجد الغابر، لأن الحق لاتحميه إلا القوة، وصاحب الحق من غير قوة حمل ضعيف يقاد إلى حتفه.
- 3 –
ويستشهد في جبل النار بفلسطين المناضل سعيد العاص، وهو ابن حماه، مما يؤكد وحدة الشعب العربي، ووحدة النضال ضد المستعمر، أيّاً كان، وأينما كان، سوءا في سورية أم فلسطين، فهما بلد واحد، والشعب شعب واحد، وتقام له في دمشق وحماه حفلات التأبين، ويقف فيها عمر أبو ريشة ليرثيه بقصيدة مطولة عنوانها شهيد (1937) وفيها يقول (ص569- 571):
ياشهيد الجهاد ياصرخة الهولكلما لاح للكفاح صريختحمل الحملة القوية والإيمانفكأن الحياة لم تلق فيهاهبةً في يديك كانت ولماإذا الخيل حمحمت في الساحصحت لبيك ياصريخ الكفاحأقوى في قلبك المفراحمايروّي تعطش الملتاحرامها المجد عفتها بسماح
ويذكر بوعود الحلفاء للعرب، ووقوف العرب إلى جانبهم في الحرب العالمية الأولى، وتقديم العون لهم، على أمل نيل الحرية والاستقلال، ثم يندّد بنكث الحلفاء لتلك الوعود، وما جرّ على العرب من احتلال أقطارهم، وسلبهم الحرية، يقول مخاطباً سعيد العاص (ص 572- 574):
أي فتى المجد، إنه العمر، يومٌإن من سامك المنون لقومخفروا ذمة العهود وصمُّواكم وعود معسولة سكبوهافحشدنا لهم جيوش ولاءوسفكنا الدم الزكي وزيّنّاوأردنا الأسلاب منهم فكنالخسار وآخرٌ لرباحلم يحيوا على الحجا والفلاحالأذن عن صرخة الهضيم اللاحيفي فؤاد العروبة المسماحومددنا أكفنا للصفاحجبين الرحى بغار النجاحنحن أسلابهم ونحن الأضاحي
والشاعر لايضعف، ولا يدخل اليأس إلى قلبه، بل يظل متمسكاً بالحق، وهو يؤكد أن العرب لن يتخلوا عن فلسطين، حيث استشهد سعيد العاص في جبل النار، بل يؤكد أن مأساة فلسطين ستظل منارة تضيء للعرب طريق الكفاح، حيث يقول (ص 574-575):
جبلَ النارِ لن ننام كما نمتَلك حبٌّ في قاسيونَ وصنينَأنت للعرب كالمنارة في الساحلجريحَ العلى كسيحَ الطِّماحوسَيْناء مالَهُ من براحلاحت لأعين الملاح
والشاعر يبدع في القصيدة نفسها تصوير الصراع بين العرب في فلسطين والعداة المحتلين، ويقدم لوحة فنية متميزة، إذ يصور جبل النار في فلسطين يهتز غضباً من ظلام الطغاة، وتنطلق النسور العربية، تاركة فراخها، لتصارع قوى الظلام، ولكن هذه القوى تسلط نيرانها على النسور، فتحترق أجنحتها، وهي تنشب مخالبها في جسد الظالم، وتأبى إلا أن تسلم الروح وتروي الأرض بدمائها. يقول (ص 564- 568):
ياظلام الأجيال قصَّ جناحيكمرود كحّل الجفون الكسالىفصحا من عليائه الجبل الهاجعوتعالى صياحه يتوالىتركت في الوكون أفراخها الزغبوتبارت عصائبا فالفضا الرحبغضب البغي فانبرى يحشد الهولشقّ فكّي جهنمٍ فأسالتفاقشعرت من وهجة القلل الصمّوتدجّى الدخان يحجب عين الشمسفتهاوت تلك النسور وأزرتتنشب المخلب المعقّف في البغيولسان اللهيب يلعب بالريشغضبة للنسور لا النصر فيهالم تُزَحْزَحْ تلك المخالب إلافتلاشى الدخان عن وَثَبَات البغيوسرى الليل مالئاً جبل الناريادماء النسور تجري سخاءأنبتي العز سرحة يتفياأنت دمع السماء إن لهث الحقلفهذي طلائع الإصباحفأفاقت على السنا اللمّاحواهتزّ مفعم الأتراحفاشرأبت نسوره للصياحوهبت على أزيز الرياحبساط من مخلب وجناحويرنو إلى الأذى بارتياحفي الروابي لعابَها والبطاحوأجّت شوامخ الأدواحعن مأتم الثرى المستباحبالمنايا على اللظى المجتاحوتزجي المنقار في إلحاحويطوي الجراح فوق الجراحبمتاح ولا الونى بمباحبعدما جُرِّدَتْ من الأرواحفي بركة الدم النضاحسكوناً لولا نشيد الأضاحيبغرام البطولة الفضاحبأظاليلها شتيت النواحيوجفت سنابل وأقاحي
فالشاعر يبدع في تصوير الصراع بين قوى الحق والباطل، الخير والشر، العرب والصهاينة، وهو يستعير صورة الليل والظلام والنيران تغالبها النسور وتنشب فيها مخالبها وتبذل الروح والدم لتسقي الأرض العطشى، والشاعر يؤكد أن قوى الحق على استعداد دائم للتضحية والفداء، وإن كانت تعلم أن الغلبة لن تكون لها، وحسبها فخراً وشرفاً أنها تثبت بطولتها، وتؤكد حقها، كما يؤكد الشاعر أن هذا الدم لن يضيع عبثاً فهو الذي سينبت شجرة العزة.
وصورة الصراع مبتكرة، وهي حافلة بالصور الجزئية البديعة، فالبغي يشق فكي جهنم، والثرى في مأتم مستباح، والنسور تنشب المخلب في البغي وتزجي المنقار، والعز بعد ذلك سرحة، والدماء دمع السماء يروي الحقل الظامئ.
إن القصيدة مبنية على فنية عالية، وصور جديدة، ومعان بعيدة، وليس فيها إلا قدر قليل من المباشرة والخطابة ، على الرغم من أنها قيلت في مناسبة، وأنشدت في حفل، وكانت موجهة إلى جمهور حاشد من المتلقين.
وإذا دلَّ هذا على شيء، فإنه يدل على أن الشاعر يأبى إلا أن يجوِّد فنه، ولو كانت قصيدته في مناسبة، فهي تصدر عن موهبة، لايمكن إلا أن تعبر عن ذاتها،أقوى مايكون التعبير.
- 4 -
وفي عام 1945 قبل أن يتم لسورية الاستقلال، تفتتح دار اكتب الوطنية بحلب، وفي حفل الافتتاح يلقي الشاعر قصيدة مطولة عنوانها " هذه أمتي " (1945)، وفيها يعتز بالعروبة وقدرتها على نفض غبار الأيام، والنهوض ثانية لتصنع العزة، ثم يلتفت إلى القدس، ليشير إلى غدر الأحلاف بالعرب، ونكثهم بعهودهم لهم، وتشجيعهم اليهود على الهجرة إلى فلسطين، فيقول (ص526- 527):
وسلوا القدس هل غفا الشرق عنهاأهتاف خلف البحار بصهيونٍومن الهاتف الملح؟ أحرٌّ ؟أين ميثاقه؟ أتنحسر الرحمةيالذل العهود في فم منأو طوى دونها شبا مُرّانهوحدب على بناء كيانهأين صدق الأحرار من بهتانهِفي دفتيه عن عدوانه ؟أجرى على عزّها دما فرسانه
ثم يشيد بطهر الأرض المقدسة، ويستنكر تدنيسها بالعدوان، ويؤكد أن الحق لابد سينتصر، وأن الباطل سيدحر وينهزم، فيقول: (ص725- 528):
أي فلسطين يا ابتسامة عيسىياتثني البراق في ليلةلاتنامي خضيبة الحلم خوفاإنّ للبيت ربّه فدعيهلجراح الأذى على جثمانهالإسراء والوحي ممسك بعنانهمن غريب الحمى ومن أعوانهربّ حاو رَدَاه في ثعبانه
ومما لاشك فيه أن الشاعر لايرفع دعوة التسليم حين يقول إن للبيت ربه فدعيه، بل يعبر عن ثقة بأن الباطل سينهزم من غير شك لأنه يحمل في داخله بذور فنائه بسبب اعتماده على الزيف والباطل، كالحاوي الذي يعتمد على الأفعى في كسب عيشه.
- 5 –
وأقيمت حفلة ثانية في دار الكتب الوطنية بحلب، عام 1947 في ذكرى جلاء المستعمر عن سورية، فيلقي عمر أبو ريشة قصيدة مطولة عنوانها: "عرس المجد" (1947) يفخر فيها بمجد العرب، ويعبر عن فرحة كبيرة بالاستقلال، يقول في مطلعها (ص 437):
ياعروس المجد تيهي واسحبيلن تري حفنة رمل فوقهادرج البغي عليها حقبةفي مغانينا ذيول الشهبلم تعطر بدما حرّ أبيوهوى دون بلوغ الأرب
ثم يخاطب في تضاعيف القصيدة القدس الشريف فيتغنّى بطهر أرضه ثم يؤكد أن المصاب في فلسطين قد وحّد العرب ولمَّ شملهم وأنهم جميعاً لن يتخلوا عن الحق، فيقول (ص447- 448) :
ياروابي القدس يامجلى السنادون عليائك في الرحب المدىلمت الآلام منا شملنافإذا مصر أغاني جلّقٍذهبت أعلامها خافقةكلما انقضّ عليها عاصفبورك الخطب فكم لف علىيارؤى عيسى على جفن النبيصهلة الخيل ووهج القضبونمت مابيننا من نسبوإذا بغداد نجوى يثربوالتقى مشرقها بالمغربدفنته في ضلوع السحبسهمه أشتات شعب مغضب
والشاعر بذلك يدل على رؤية تتمسك بالحق، وتثق بالمستقبل، وترى في المصيبة نفسها مايحقق الخلاص، ولكن من خلال وحدة العرب.
- 6 –
ولكن هذه الرؤية الواثقة المتفائلة، ماتلبث أن تصاب بفاجعة كبيرة، عندما ترتد القوى العربية على أعقابها عام 1947، ويعلن الكيان الصهيوني في 15 أيار 1948 عن قيام دولة إسرائيل، فينفجر الغضب في قلب الشاعر، ويعاتب أمته بقسوة، منكراً عليها تقصيرها في الدفاع عن الحق في قصيدة له شهيرة عنوانها " أمتي " (1947) يقول في مطلعها (ص7):
أمتي، هل لك بين الأممأتلقاك وطرفي مطرقألإسرائيل تعلو رايةكيف أغفيت على الذل ولممنبر للسيف أو للقلمخجلاً من أمسك المنصرمفي حمى المهد وظل الحرمتنفضي عنك غبار التهم
وسرعان مايصب الشاعر نقمته على القادة العرب آنئذ ويحملهم المسؤولية، ويعاتبهم بحدّة بالغة، فيقول عنهم: (ص10)
ربّ وامعتصماه انطلقتلامست أسماعهم لكنهاملء أفواه البنات اليتملم تلامس نخوة المعتصم
ثم يلتفت إلى الشعب العربي ليحمله المسؤولية كلها، ويلومه على سكوته عن حكامه، فيقول (ص10- 11):
أمتي كم صنم عبدتهلايلام الذئب في عدوانهفاحبسي الشكوى فلولاك لمالم يكن يحمل طهر الصنمإن يك الراعي عدو الغنمكان في الحكم عبيد الدرهم
والقصيدة مفعمة بالحدة وشدة الانفعال، وهي تضج بالأسئلة والنداءات، وقد عني الشاعر فيها بالطرافة والإدهاش، وتعدّ إحدى قصائده المتميزة، وقد لقيت في حينها رواجاً كبيراً، وحسبها أنه استهل بها ديوانه الذي أصدره عام 1971.
- 7 -
وينتاب الشاعر بعد ذلك قدر غير قليل من الاكتئاب والحزن، وهو يرى القدس تنتهك، وقوافل اللاجئين تجرّ خطا الألم والشقاء والعذاب، والعرب لاهون عنهم عابثون، فيطلق قصيدة مطولة عنوانها " حماة الضيم" (1948)، وفيها يقول (ص17-20):
هل في روابي القدس كهف عبادةخشب الصليب على الرمال مخضبفإذا سبيل الحق منفض الصوىوإذا قوافله العجاف طريدةكم متعب جرّ السنين وراءهمتلفتاً صوب الديار مودّعاكم حرّة لم تدر عين الشمس ماوبناتها وجلى تضج أمامهابمن استجارت هذه الزمر التيالعري ينشرها على أنيابهتحنو جوانبه على أحبارِهِبدماء من نعموا بطيب جوارهِتاهت به الطلقاء من زوارهِوالبغي يقذفها بمارج نارهومشيبه يبكي جلال وقارهوخطاه بين نهوضه وعثارهفي خدرها أغضت بطرف كارهوالرجس يدفعها إلى أوكارهمد الزمان لها يد استهتارهوالجوع يطويها على أظفارهفلربّ سكير شدا مترنّحاولربّ متلاف أشاح بوجههحسبت بناء العرب مسموك الذرىفإذا البناة على ذليل وسادهاودموعها ممزوجة بعقارهعنها وملء البيد سيل نضارهتتحطم الأحداث دون جدارهتغفو عن الشرف الذبيح وثاره
وعلى الرغم من هذا الألم، وما يراه الشاعر من مظاهر الضعف والبؤس والتشرد، فإنه لايفقد الأمل، ويظل على ثقة بأن فجر الخلاص قادم، فيقول (ص20):
مهلاً حماة الضيم إن لليلنامانام جفن الحقد عنك وإنمافجراً سيطوي الضيم في أطمارههي هدأة الرئبال قبل نفاره
ومما لاشك فيه أن هذه الثقة بالنهوض إنما هي مستمدة من التمسك بالحق العربي، ومن قوة هذا الحق نفسه.
- 8 –
وها هو ذا العيد يمرّ بالشاعر، فلا يهنأ به، ولا يحس فيه بسعادة، لأن روابي القدس مستباحة، ولكنه يثق بأن خلاصها قادم، ويعبّر عن ذلك في قصيدة " ياعيد " (1949) وفيها يقول: (ص 93- 95):
ياعيد، ماافترّ ثغر المجد، ياعيدفكيف تلقاك بالبشرى الزغاريدطالعْتَنا وجراح البغي راعفةفتلك راياتنا خجلى منكسةياعيدكم في روابي القدس من كبدسالت على العز إرواء لعفتهسينجلي ليلنا عن فجر معتركوما لها من أساة الحي تضميدفأين من دونها تلك الصناديدلها على الرفرف العلوي تعبيدوالعز عند أباة الضيم معبودونحن في فمه المشبوب تغريد
والقصيدة تدل على حزن يحزّ في أعماق الشاعر، لما نال القدس من عدوان، ولما هو عليه حال العرب من تقصير تجاهها، كما تدل القصيدة على تضحيات العرب في فلسطين ونيلهم الشهادة، والشاعر يمجّد أرواحهم، ومن خلال هذه التضحيات يمتلك الثقة بالنصر.
إن الحزن حالة لابدّ منها، تزيد الحسّ رهافة، والوعي قوة، ولا تعدم الرجاء، ولا تفني الأمل، بل لعل تلك الحالة تزيد الأمل قوة.
- 9 –
وتمر على النكبة عشر سنوات، ويطل العام الجديد 1959، فيجد الشاعر المأساة ماتزال كما هي، احتلال، وتشريد، وقهر، فلا يهنأ الشاعر بقدوم العام الجديد، ويجد غرفته كئيبة خاوية، على الرغم من امتلائها ببطاقات التهنئة التي يراها فارغة من معناها، وهذا مايعبر عنه في قصيدة عنوانها "عام جديد" (1959) وفيها يقول (ص64):
وحدي هنا في حجرتيوالليل والعام الوليدوحدي، وأشباح السنينكم حطّمَتْ مني ومنوقفت لتنثر كل جرحمن صيحة الوطن الطعينوكآبة الشيخ الطريدوتململ الأحرار فيوتكالب الأقزام فوقوحدي هنا في حجرتيورسائل شتّى تقولالعشر ماثلة الوعيدْزهوي ومن مجدي التليدْكان في صدري وئيدْورقدة الوطن الشهيدودمعة الطفل الشريدأغلال حكام عبيدذيول عملاق عنيدوالجرح والفجر الجديدجميعها عاماً سعيد
إن حزن الشاعر في العيد، وإحساسه بما يعانيه وطنه وأمته من هوان الاحتلال والتشريد والقهر، لهو دليل على أن الشاعر يحمل الوطن والأمة في وجدانه دائماً، وأن فرحة الإنسان لاتكتمل إلا بفرحة الوطن، وتلك هي في الحقيقة معاناة كل مواطن عربي.
إن ذلك كله يؤكد أن القضية الفلسطينية هي قضية كل عربي، يعيش نبضها كل يوم، ويحس بمأساتها، ولا يهنأ في عيشه، والأرض المقدسة مدنسة، والقدس الشريف منتهك، والشقيق الفلسطيني يعاني من التشريد أو الاحتلال.
- 10 –
ولذلك يصعب على الشاعر أن يسمع أن أحد الأغنياء العرب قد أنفق مبلغاً كبيراً على ملذاته، في الوقت الذي تعاني فيه القدس من جراحها فيثور غضب الشاعر، وينقم، ويمضي ليرسم لوحة لذلك الغني، يسخر فيها منه، ويهزأ، في قصيدة له عنوانها "هكذا" (1954) وفيها يصور جود ذلك الغني وإنفاقه على ملذاته، فيقول (ص26-27):
قال: ياحسناء ماشئت فاطلبيأختك الشقراء مدت كفهافانتقى أكرم مايهفو لهوتلاشى الطيب من مخدعهفكلانا بالغوالي مولعفاكتسى من كل نجم إصبعمعصم غضٌّ وجيد أتلعوتولاه السبات الممتع
ثم يعلّق على موقف الغني، ساخراً، في تفجع مرّ، فيقول في ختام القصيدة (ص27):
هكذا تقتحم القدس على | |
غاصبيها هكذا تسترجع |
وفي هذا الختام مايحزّ في الأعماق، ويثير الشعور بالمرارة والألم، بالإضافة إلى مافيه من سخرية وإدانة.
- 11 –
وفي كل مناسبة، ينعطف الشاعر إلى القدس، ليعبر عن واقعها المؤلم، ففي حفل تأبين الشاعر اللبناني الأخطل الصغير عام 1969 يلقي أبو ريشة قصيدة مطولة، عنوانها "بنات الشاعر"، يرثي فيها الشاعر، ويأبى إلا أن ينطق بما في نفسه من حزن وأمل، حزن على واقع فلسطين، والأمة العربية، وأمل في المقاومة الفلسطينية وحركتها فتح التي أعلن عنها عام 1965.
وهاهو ذا يخاطب الشاعر الأخطل الصغير ويبوح له بما في جوانحه من ألم على أمته، فيقول: (ص75- 76):
ياراقداً في حمى النعمى ومضجعهنجيُّك اليوم من أزرى الزمان بهجناحه بعدما طال المطاف بهيمشي الهوينا على صحراء رحلتهكانت له في هضاب الشرق ألويةيسائل القدر المحموم في خجلمازال يندىعليه العشب والزهروردّه عن مدى آفاقه الكِبَرُمخضّب من شظاياالشهب منكسروصحبه الليل والأشباح والسهرنَسْج الكرامة معقود بها الظفرعنها فيغضي على استحيائه القدر
وهذا البوح الحزين لايعبر عن مشاعر فردية خاصة، إنما يعبر عن مشاعر وطنية قومية شاملة، مرجعها الحزن على واقع الأمة العربية وما نالها من ضيم، ولكن الشاعر لايفقد الأمل، فعزاؤه في كتائب الفتح، وأمله في رجال المقاومة، الذين يصنعون المستقبل، يقول الشاعر (ص76-77):
كتائبُ الفتح في إعصار عاصفةمن كلّ أمرد ما أدمى مراشفَهوكلِّ حسناءَ ماباعت أساورهاكتائبٌ بالنضال الحق مؤمنةبالحقد والغضب العلوي تنفــجرفي رعشةالشوق إلا الوحلُ والمدرإلا لتشتري بها ما الموتُ يدّخرإذا الطواغيت من إيمانها سخروا
ولكن، على الرغم من هذا الأمل برجال الفداء والتضحية، يظل الشاعر حزيناً، بسبب يأسه من الحكام العرب، وهو يدين في القصيدة نفسها مؤتمر القمة الذي عقدوه آنئذ في الرباط، ثم يعلن في الختام عن ألمه الشديد لأنه لم يقل كل ماكان يريد أن يقول، فما تزال في الصدر غصة، يقول (ص 78):
عفواً بشارة بعض البوح ضقت بهخنقت بالدمعة الخرساء أكثرهفسال فوق فمي حرّان يستعروأقتل الدمع مالا يلمح البصر
- 12 –
ولذلك يعلّق الشاعر الأمل على الملك فيصل عندما يعلن عام 1975 عن عزمه على تحرير القدس، فيتمثل فيه صلاح الدين محرّر القدس، ويتوجه إليه في قصيدة مطولة عنوانها " أنا في مكة "، فيقول في مجموعة " أمرك يارب " (ص 57):
ربعُ حطينَ موحش ياصلاح الدينسِرْ بنا صوبه وصلّ بنا في القدسإلا من ذكريات غوالواضرب حرامه بالحلال
- 13 –
ولكن فجأة يغتال الملك فيصل عام 1975، فيرثيه الشاعر بقصيدة مطولة عنوانها "أمرك يارب" (1395هـ 1975م)، وهما الكلمتان اللتان نطق بهما الملك فيصل وهو يجود بروحه، وقد جعل الشاعر القصيدة على لسان الملك، وصوره وهو يودّع الدنيا، ويتوجه إلى ربه بالنداء، معبراً عن أمنيته الأخيرة، وهي تحرير القدس، فيقول في المجموعة نفسها (ص14):
لي بعدُ ياربّ من دنياي أمنيةٌأردت أختم فيها العمر مقتحماوأن أصلِّي وكف القدس تحمل ليماكان أكرمها في العمر أمنيةتقتات بالوعد منها كلّ أشجانيأحقادَ حطين في مضمارها الثانيرضاك في المسجدالأقصىوترعانيماكنت أحسبها تمضي وتنساني
والشاعر يدرك أن الملك فيصل لم يفقد الأمل، كما أن الشاعر نفسه لم يفقد الأمل فكلاهما يثق بالشعب، ويعرف أن القوم لن يتخلوا عن الحق، ولن ينسوا الأمانة، ولا بد من تحرير القدس، ولو طال الأمد، يقول الشاعر على لسان الملك فيصل وهو يجود بروحه (ص16):
يارب ماضاع عهد القدس إن لهأمانة لك لن يرموا بحرمتهاأكاد ألمحهمْ في ظل مسجدهاقومي الأباةَ أعادي كلِّ عدوانِولن يجروا عليها ذيل نسيانِوخالدٌ من سنا محرابه دان
وبذلك يعبر الشاعر عن رؤية قوامها التمسك بالحق، والثقة بالشعب، والتفاؤل بالمستقبل، والأمل بتحقيق النصر.
- 14 –
وتلك الرؤية، هي رؤية كل عربي يؤمن بالحق ويتمسك به ويناضل لأجله، وتلك المعاناة هي معاناة الشعب العربي كله، من المحيط إلى الخليج.
وهي معاناة شعب، ورؤية شعب، تعدّ قضية فلسطين بالنسبة إليه قضية حق ووجود، وهي قضية حاضر ومستقبل، ولذلك لايفقد المرء الأمل، ولو وافاه الأجل، لأنها قضية شعب وتاريخ ووطن.
ولعل في هذا كله مايؤكد انتساب الشاعر إلى أمته وشعبه وتاريخه، بل مايؤكد عمق ذلك الانتساب وقوته ورسوخه وصدقه، فهو انتساب شاعر وعى القضية، وعاش تاريخها، وعرف أبعادها، ذاق فيها المرّ، ورأى النكبة والنكسة، ولكنه لم يقنط، وظل متعلقاً بالقضية.
- 15 –
ومثلما أخلص أبو ريشة للقضية في فكره ووجدانه ومواقفه، كذلك أخلص لها في فنّه، فكان يجوّد شعره، ويتقنه، ويعنى بصوره، ويجدّدها، وينتقي ألفاظه، ويجوّدها.
ولعلّ أهم ماسيذكر له جرأته في انتقاد الحكام العرب، وتحميلهم مسؤولية ضياع القدس وفلسطين، والتنديد بحرصهم على عروشهم، كما سيذكر له دائماً ثقته بشعبه، وأمته، وتعليقه الأمل دائماً على الجندي والمقاتل والفدائي، وحماة الوطن، وإدراكه أن القوة دائماً هي السبيل إلى النصر.
ومن أهم المعاني التي كان يردّدها طهر القدس ونقاؤها، وإشارته إلى مكانتها لدى المسيحيين والمسلمين، فهي مهد عيسى ومسرى محمد، عليهما السلام، وكان يراهما دائماً متعانقين.
كما كان يرى في الصهاينة دائماً شرذمة من اليهود الكاذبين الظالمين الطغاة صانعي الأكاذيب مدنسي الحرم المقدس.
وفي هذا السياق كان يندّد دائماً بالإنكليز، لنكثهم وعودهم للعرب، ومنحهم العهود لليهود.
وكان مايفتأ يمجد الشهداء، ويأسى لآلام المشرّدين، واللاجئين، ويؤكد انتصار الحق بالقوة. وما كان يهنأ بعيد بل كان في كل عيد يذكر القدس، كما يذكرها في كل مناسبة، لأنه كان يحمل القضية في وجدانه.
وأمل الشاعر بالمستقبل، وثقته بالشعب، وتفاؤله بالنصر، ماكان ليمحو نغمة حزن كانت تشيع في كل ماقاله عن القدس وفلسطين، مثلما هي شائعة في شعره كله. كذلك لايغيب التاريخ عن شعره في القدس، ففي كل حين تأتلق أسماء خالد وصلاح الدين وكتائب الفتح، مثلما تألقت في شعره قصائده عن محمد وخالد والمتنبي والمعري. وإذا دلّ شيوع الحزن في شعره كله وتألق التاريخ على نزوع رومانتيكي، فإنه يدل على ماهو أهم من ذلك، ألا إنه الصدق والأصالة وتميز الصوت وخصوصيته.
ويلاحظ أخيراً أنه كان يعالج تلك المعاني بلغة شعرية راقية، فيها قوة وفيها متانة، وفيها صور جديدة، وإشارات بعيدة، شفيفة، حتى في القصائد التي يعرف أنه سيلقيها في مناسبة، وأمام جماهير حاشدة.
لقد كانت المناسبات تقدح زناد قريحته، وتثير فيه شاعريته، وتحرضه على القول، فيجود فيها مثلما يجوّد في غيرها، فإذا هو مجوّد في قصيدة المناسبة مثلما هو مجوّد في غيرها، وإذا دلّ هذا على شيء، فإنه يدل على شاعر صادق، مخلص لشعره وفنه، في الحالات كلّها.
- 16 –
ويبقى عمر أبو ريشة بعد ذلك كله واحداً من مئات الشعراء العرب، الذين اعتنقوا القضية الفلسطينية، وعشقوا القدس، وتمسكوا بالحق العربي، وناضلوا بشعرهم وفنهم، وأحياناً بدمهم وأرواحهم، في سبيل النصر، ولم يكن أبو ريشة الصوت الفرد الوحيد.
ولا بد من القول أيضاً إن أولئك الشعراء أيضاً هم ضمير الشعب، وصوت الأمة، وما التزام الشعراء القضية الفلسطينية إلا جزء من التزام الشعب العربي في كل مكان وكل قطر لهذه القضية، التي هي قضية العرب والمسلمين، ومقياس انتمائهم إلى أمتهم وأرضهم وشعبهم وتاريخهم.
وإذا كان الشاعر يمتلك الأمل، ويحمل الثقة والتفاؤل، فلأنه يرى الشعب كله يضحي ويناضل، من أجل تحقيق ذلك الأمل.
المصادر
أبو ريشة، عمر، من عمر أبو ريشة شعر، دار الكشاف، بيروت، 1947.
أبو ريشة، عمر، ديوان عمر أبو ريشة، دار العودة، بيروت، 1971.
أبو ريشة، غنيت في مأتمي، دار العودة، بيروت، 1972.
أبو ريشة، عمر، أمرك يارب، دار الأصفهاني، جدّة، 1398.
القصائد وفق تاريخ كتابتها
1- قيود، (1937)، ألقيت في حفلة الذكرى للمجاهد إبراهيم هنانو، شعر 136/142 الديوان ص 552- 561، من البحر الكامل، مطلعها:
وطن عليه من الزمان وقار | |
النور ملء شعابه والنار |
2- شهيد، (1937) ألقيت في الحفلة التذكارية في حماه ودمشق للشهيد البطل سعيد العاص الذي استشهد في جبل النار بفلسطين ، الديوان ص 562- 575 شعرص 199- 208 من البحر الخفيف، مطلعها:
نام في غيهب الزمان الماحي | |
جبل المجد والندى والسماح |
3- هذه أمتي، (1945)، ألقيت في حفلة افتتاح دار الكتب الوطنية في حلب بعد العدوان الفرنسي، وخروج الشاعر من السجن، شعر ص154- 163 الديوان، (ص 516- 528)، من البحر الخفيف، ومطلعها :
ماصحا بعد من خمار زمانه | |
فليرفّه بالشدو عن أشجانه |
4- عرس المجد: (1947) ألقيت في الحفلة التذكارية التي أقيمت في حلب، ابتهاجاً بجلاء الفرنسيين عن سورية، شعر 145- 153 الديوان (ص 437- 449)، من البحر الخفيف، ومطلعها:
ياعروس المجد تيهي واسحبي | |
في مغانينا ذيول الشهب |
5- بعد النكبة (1948)، ألقاها بعد نكبة 1948 في حفل ضم رئيس الوزراء في عهده وهو جميل مردم بك، وقد هجاه ببيتين لم يثبتهما في الديوان، ولكن الناس يتناقلونهما شفاها، يقول فيهما:
كيف تبغي أمة عزتهاإن أرحام البغايا لم تلدوبها شبه جميل المردممجرماً في شكل هذا المجرم
والقصيدة في الديوان ص (7-11) وهي من البحر الرمل، ومطلعها:
أمتي هل لك بين الأمم | |
منبر للسيف أو للقلم |
6- حماة الضيم: (1948) الديوان ص14- 20، من البحر الكامل ومطلعها:
عاتبته ونسيتِ طيب نجاره | |
وأبيتِ أن تصغي إلى أعذاره |
7- ياعيد، (1949) الديوان ص 93- 95، من البحر البسيط، ومطلعها:
ياعيد ما افتر ثغر المجد ياعيد | |
فكيف تلقاك بالبشرى الزغاريد |
8- عام جديد (1959) الديوان ص 64- 66، من مجزوء الكامل، ومطلعها:
وحدي هنا في حجرتي | |
والليل والعام الوليد |
9- هكذا : (1954) الديوان، ص(25- 27)، من البحر الخفيف، ومطلعها:
صاحَ يا عبد فرفّ الطيب | |
واستعر الكأس وضج المضجع |
10- بنات الشاعر: (1969) ألقيت في حفل تأبين الشاعر اللبناني الأخطل الصغير (الديوان 67-78) من البحر البسيط، ومطلعها:
نديك السمح له يخنق له وتر | |
ولم يغب عن حواشي ليله سمر |
11- أنا في مكة، بلا تاريخ، مجموعة أمرك يارب، 1398هـ، ص 37- 57، من البحر الخفيف، مطلعها :
لم تزالي على ممرّ الليالي | |
موئل الحقّ ياعروس الرمال |
12- أمرك يارب، 1395هـ، مجموعة أمرك يارب، 1398هـ، ص 9-19، ومطلعها:
يا ربّ أمرك هذا لاأطيق له | |
ردّاً فأمرك ياربي تولاّني |
مشاركة منتدى
4 شباط (فبراير) 2008, 17:12
أصلاًأنتو طفرتوبنا مب متفيجين ندرس عنكم لاكن غصب علينا
24 شباط (فبراير) 2008, 13:17, بقلم lovely girl
شكرا اعزائي على هذه و جزاكم الله خيرا وارجو منكم مزيدا من التقدم و الرقي
^.^
9 آذار (مارس) 2008, 12:37
شكرا على الموضوع اللي افادني
24 حزيران (يونيو) 2014, 07:31, بقلم علي القيسي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وال بيته الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين
انا من الناس الذين حفظوا جانبا لابأس به من اعمال الشاعر الكبير عمر ابو ريشة
والاستاذ الفاضل احمد زياد صاحب المقال هذا قد بذل جهدا واضحا في التدقيق التاريخي وتوثيق القصائد والتعليق عليها
انني في الوقت الذي احيي الكاتب الفاضل يسؤوني ان ابيات كل قصيدة قد تداخلت فيما بعضها فضاعت القافية اولا ثم البحر والايقاع الشعري فاصبحت تلك القصائد الرائعة خليطا نثريا مشوها غير متكامل المعنى ا
النقطة الثانية ان هذا العمل الادبي قد نشر في 1 شباط 2005 ولم يتأتى له من يقومه او ينقده وهذا برهان اننا لانعبأ بتاريخنا الادبي والحضاري
قبل ان انهي هذا التعليق كان لزاما علي لن اضرب مثلا على الخلط بتناول الفقرة 7 التي تستعرض قصيدة (حماة الضيم)
لا زلت احفظ بعض ابيات
تقول
كم متعب جر السنين وراءه ****** ومشيبه يبكي جلال وقاره
متلفتا صوب الديار مودعا ****** وخطاه بين نهوضه وعثاره
حسبت بنا العرب ممسوك الذرى **** تتحطم الاحداث دون جداره
كم حرة لم تدر عين الشمس ما*****في خدرها اغظت بطرف كاره
وبناتها وجلى تضج امامها ****** والرجس يدفعها الى اوكاره
بمن استجارت هذه الزمر التي **** مد الزمان لها يد استهتاره
كان الاولى لهذه المقاله ان تنقح قبل ان تنشر بهذا الشكل القبيح جدا بالرغم من جهود الكاتب
واحسب ان هناك خلطا غير مقصود قد حصل بسبب عدم تطابق البرامج ونوع نظام التشغيل للحاسبات اذ ان كاتبا كالاستاذ الفاضل الذي يدل عمله هذا على اطلاع ودراية بتاريخ الادب العربي الحديث من غير العقول ان تفوته هذه النقطة البسيطة الكبيرة التي اخلت اخلالا كبيرا بالقيمة الفنية لهذه المقالة
رجائي لالاخوة القيمون على هذا الموقع اعادة نشر هذه المقاله بعد تصحيح النصوص الشعرية والا حذفها من الموقع لانني لاحظت بعض الاخوة يتخذون معلوماتهم من مثل موقعكم هذا بافتراض صحة ما يرد فيها من مواد وخاصة نحن المغتربون الذين ليس لنا من مصدر اخر للعربية الا الانترنيت
شكرا لكم
29 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014, 16:01, بقلم ابراهيم
هل يوجد شرح كامل لقصيدة عمر ابو ريشة عام جديد وشكرا
3 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015, 13:32, بقلم البنت المدللهه..
بس لو سمحتم ابي الشطر تحليل 3 بيوت من النص :
امتي كم غصه داميه خنقت نجوى علاك ف فمي!
اي جرح في ابنائي راعف فاته الاسي فلم يلتئم
الاسرائيل تعلو رأيه في حمى المهد وظل الحرم
13 آذار (مارس) 2017, 15:43, بقلم اسراء ناصر
الو انكم تتكرموا و تشرحوا ابيات يا عروس المجد تيهي و اسحبي بليييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييز