على شُرفات الدخان والسديم!
هنا في ذروة الحنين والانتظار
أنا وحدي
بين الصفحات أقلبها
بقلبي ووجدي
وليل بهيم كالذئب يُقعي
على شرفات الدخان والسديم
فيشعل اللامعقول
وناري وعشقي
* * *
تعالي .. رفيقة دربي!
نقرأ التاريخ ونعري عرينا!
من حيث ندري ولا ندري
ها أنا وحدي!
أسامر عقم الأفكار
وسكون الليل وعتمة صدري
صوتك يملأني
يعانقني
ويملأ صمت الفراغ من حولي
ويتماهى مع خواء صوتي!!
* * *
في أرض اليباب
أُصبِح وأًمْسِي
احتفيت بالأمس ببؤسي
بحزني وعبثي ومقتي
ثم اجتاحني الضباب
وكسر مني
ساعدي وزندي
ذبابا أرى .. وأغربة تحوم
تغطي ربوعي وشمسي
ودود ينخر غرسي ووردي
* * *
أغذّ السير
صوب الحي
والسراب يجاذبني
أطراف الحديث على الجسر
فأيامي تروح وتًغْدِي
ثم أعود أمامي
لأقتنص مشكاة عمري
كل الأزقة موحشة
تَفِحُّ غثيانا
وتتقيأ صديدا ولهبا
يحرق لحمي ...
استشرى في بلادي
اليباب
واستنسرت بغاث الطير
نهشت لحمي وعظمي
* * *
كذا هم يقتلون الحياة
مُذْ أسرجها لهم
البرصان والعرجان والخصيان
ومن يدري
لقد تعددتْ الأوصاف
والخيانة أصبحت تسري
ما بين الوريد والوريد
وتلاشت زرقة الدماء
وتقيأت خسّة وعهرا
في أقبية التعذيب في السر والجهر
* * *
عدت أدراجي
أُسجٍّي ما تبقى مني
أُدثر نفسي بمعطفِ عُرْيي
قد وهن العظم
واشتعل المغيب
في مفرق أمي
اهترأتْ الدروب
وفُت في عضدي
وأنا أمشي وأمشي ...
أنا من ضيعت أناي!
وأبحث الآن عنّي!
الظهران 7\4\2003