على حافة الحياة
وقفت بنتٌ تسعى وراء مركب الخيال
تبحث عن رجل ٍ يسقيها من بحر الحبِّ العذب
و حينما هبَّت عاصفة الزواج
سقطت سقطة ً مدوِّية ً على صخرة القاع المرير
و كلَّما أسرفت في نزعة الجموح
كان لوقعتها صدىً في عالم البحار
نكثت بشريعة الأنوثة
فوقعت في محاذير الرجولة الفظَّة
ناورت في بحر البريق
فغرقت في قاعه المظلم
و أخذت تصرخ من عينيها
بلغة الدموع المدرارة
و كلَّما مضت لحظة ٌ
خفَتَ صوتُ البكاء
حتَّى جفَّت لغات الحلم الأعذر
و جرت من بعدها أحلام الأبوَّة القادمة
من تلك الصخرة القاسية
في لُجَّة بحر الحقيقة المرَّة
تخلع عنها رقَّتها العذراء
و ترتدي أمومتها السميكة
فتسحبها نحو قيعان ٍ جديدة
إذ نسيت لباس طفوها على شاطئ الشباب
غارقة ً في أميال العمر الموجَع
تنهل من بؤسه و ليتها ترتوي من فرحه
همُّها أن يكبر طفلها كي تطوِّقه بحلم الياسمين
علَّه يشدُّها بمجذاف الحلم الماضي
نحو شطآن الخلاص المأمول