عاشق الناي
لغة الموسيقى لغة عالمية والتاريخ الفني المصري زاخر بالعازفين المتميزين ومنهم سيد سليم الشهير بـ سيد سالم الذي يعد من أشهر عازفي الناي الذين عملوا مع في فرقة كوكب الشرق أم كلثوم وهو من مواليد 1920م في قرية المنصورية بأسوان ونشأ فى أسيوط وكان وحيد أبويه وكان والده جندى بالهجانة وقد عشق سيد العزف على آلة الناي وهو فى سن الطفولة وصنع ناى من الغاب ولكن والده عارض عزفه للموسيقى لذا انتقل سيد إلى القاهرة وهو في عمر 12 سنة وعاش فى بيت خالته بحى السيدة زينب وكان يتردد على شارع محمد علي وكان يسمع اللحن ويحفظه ويردده وعندما سمع الأستاذ شفيق رئيس معهد الموسيقى عزف سيد سالم أعجب به واهتم وعلمه أصول الموسيقى.
سيد سالم عازف الناي القدير عمل مع عدة فنانين مثل بديعة مصابنى ومحمد قنديل وتحيه كاريوكا ومنيرة المهدية وفريد الأطرش وكان يشترك فى حفلات القصر الملكى وعمل أيضا باﻹذاعة المصرية وفي الأربعينيات كان حسين فاضل يعزف على الناي مع الفرقة الموسيقية المصاحبة لكوكب الشرق أم كلثوم ثم سافر إلى لبنان مع الفنان فريد الأطرش في رحلة فنية ببيروت وعندما كانت أم كلثوم تستعد لحفلتها القادمة لم تجد حسين فاضل وعلمت أنه سافر مع فريد الأطرش فطلبت من عبده صالح والحفناوى إحضار بديلا لحسين فاضل فأخبروها بموهبة سيد سالم الذى كان فى ذلك الوقت ذاع الصيته والشهرة فى العزف على آلة الناي وبالفعل حضر سيد سالم وتقابل مع أم كلثوم ومع أكثر من ناي فقالت له: سمعني وبعد عزفه أعجبت به وقالت تحضر البروفات ولا تتأخر وهات النايات عندي في البيت وبالفعل لبى ذلك وعمل ناي من الورق وعندما أدى معها الحفلة التي غنت فيها أغنية ولد الهدى والتي تعرف بالهمزية النبوية انبهرت أم كلثوم بسرعة حفظه للحن وقررت الاستغناء عن حسين فاضل وأبقت على سيد سالم معجزة الناى بفرقتها وعمل مع أم كلثوم حتى وفاتها يوم 3 فبراير عام 1975 وقد شارك سيد سالم في شييع جثمانها وفي العزاء جلس على كرسي وبكى بشدة وبعد وفاتها رفض العمل مع أي فنان آخر وعمل مدرسا للناي فى اللجنة النقابية العليا وإنضم أيضا إلى فرقة الموسيقى العربية والثقافة الجماهيرية بمسرح البالون واستمر بالعمل حتى سن المعاش وحصل على لقب عازف الناى اﻷول فى مصر والشرق اﻷوسط
الموسيقار سيد سالم وضع اسمه فى كتاب الموسيقى الخاص بالمرحلة الثانوية كأشهر عازف ناى فى مصر هو ومن بعده الموسيقار محمود عفت وفي عام 1994 أصيب سيد سالم بجلطة في المخ وتم نقله إلى المستشفى وفى أيامه اﻷخيرة كان يطلب من إبنته أن يستمع إلى الشريط الذى قام بتسجيله ﻷغانى أم كلثوم بصوت الناى ويتذكر ماضيه فتدمع عينيه ويوم 11 يناير عام 1995 فاضت روح الموسيقار سيد سالم إلى بارئها.