سبع رسائل إلى أم كلثوم
أقام نادي حيفا الثقافي مؤخرا، أمسية ثقافية مع الكاتب علاء حليحل تم فيها إشهار روايته الصادرة حديثا عن دار الأهلية للنشر والتوزيع في عمّان " سبع رسائل إلى أم كلثوم".
استهل الأمسية بالترحيب والتأهيل، رئيس النادي المحامي فؤاد نقارة.
وتولت إدارة الأمسية الكاتبة والإعلامية فردوس حبيب الله.
في باب المداخلات، قدم د. رياض كامل قراءة نقدية للرواية جاء فيها أن الرواية لا تميز بين التحرر من نير المحتل والتحرر من ظلم الرجل للمرأة، من حيث المبدأ. فمن يتحرر فكره من أغلال الظلم يرفض القبول بالمس بمبدأ العدل والعدالة. وتشرئب قضايا أخرى من خلال هذه الرؤى المتناقضة والمتصارعة، وتدخل البيوت من أبوابها وشبابيكها ومسامات جدرانها، وتصبح المواقف أكثر حدة وأكثر تحديا؛ مع الحرية أو ضدها، مع الكرامة والعنفوان أم ضدهما في كل المواقف!؟ فمن يرض بظلم المرأة يرض بظلم السلطة. ومن يخفض جناحه للاحتلال يغضّ الطرف عن ضيم الضعيف والفقير.
وأضاف بدوره، أن هذه الصراعات تتسرب وتدخل البيت الواحد، وتأخذ أبعادا شتى ودلالات أكبر وأوسع من مجرد خلاف بين رجل وزوجته بل يتسع ليشمل الخلاف بين الأخ وأخيه، وما يعنيه ذلك من معان وما يحمل من دلالات وإشارات إلى تفكك شعب بأكمله… وبالتالي يصبح الحدث الصغير في الرواية ليس مجرد حدث عابر بل إشارة الى ما هو أوسع من معنى الحدث المباشر؛ هو صراع فكري ورؤيوي بين التخلف والتطور، بين الجبن والشجاعة، بين الاستسلام والتمرد وبين الخنوع والثورة.
تلته الباحثة والكاتبة صباح بشير بمداخلتها بعنوان " سبع رسائل إلى أم كلثوم- رواية تفوز بالحياة والدفء" ذكرت فيها أن النّصّ دُمجَ بسرد السّيرة الغيريّة للسيّدة أُمّ كلثوم، الَّتي تناولها الكاتب فتحدّث عن حياتها وإنجازاتها الفنّيّة. أمّا الأحداث فانطلقت ضمن تسلسل منطقيّ مشَوّق، وظّفَت التّقنيّات السّرديّة وتضمّنت بعض الرّسائل وبعض الحوارات الدّاخليّة الَّتي أطلعَتنا على مشاعر الشّخوص وخفاياها، وكذلك الحوارات الخارجيّة الَّتي ساعدتنا على الإمساك بالحبكة وفَهمِ مُجرياتِها، وحملتنا اللُّغة بسلاستها وصورها ومشاهدها التّصويريّة إلى لقطات منوّعة عاشها الأشخاص، كما تناول النّصّ مفهوم الحبّ والأسرة والتّعاون. وعن المكان فقد حظي باهتمام كبير، مثَّل المحوّر الأساسيّ الذي دارت حوله العناصر الرّوائيّة، كما لعب الواقع الاجتماعيّ دورا في توطين صورته وما دار فيه من أحداث، جاءت أهميته من دلالاته التي قرّبته إلى القارئ فبيّنت خصائصه.
وبدوره عرّج د. رائف زريق في مداخلة له على وصف الرواية أنها سينمائية بمعنى الوصف الحسّي للمكان، وتجعل القارئ يعيش الحدث. كما يرى د. زريق أن هذه الرواية ترجئ الوعظ الأخلاقي أي تتعامل مع الشخوص بضعفهم وتأخذهم كما هم، لا كيف يجب أن يكونوا. كما أنها تأخذ الحياة على سجيتها. ثم ختم مداخلته ببعض الملاحظات حول الرواية قدمها للكاتب منها على سبيل المثال لا الحصر، ماذا سيحدث للرواية لو استخرجنا منها الرسائل؟ وعن لغة هاجر بالرواية أنها ليست لغة ريف - لغة أقرب للحداثة- لا تنلاءم مع شخصيتها كامرأة ريفية. وملاحظة حول نهاية الرواية أنها نهاية صادمة.
وختاما، كانت الكلمة للكاتب علاء حليحل فقدم شكره للحضور والقيمين على نشاط النادي كما تطرق للمداخلات، بما فيها ملاحظات د. رائف التي طُرحت حول الرواية، شاكرا المشاركين.