

زمن الأقزام
تساءَل طفليَ الأصغرْونحن نبيت في هم وفي حزنِوما يشعرْلماذا ينشأ الإنسانُ في ضعفٍ وفي وهنِبهذي الأرض يا أبتِرأيت اليوم في التلفاز كرتونَابه بطل يجوب الأرض طيارَايحارب كل جبارٍ فيغلبُه .. ويضحك حين يغلبه .. ولا يبكي .. ولم يُقتَل ولم يمتِأيا أبتِأتسمعنيرأيت يدًا له تمتد ما تمتد ما تمتد كي يرقى بها فوق المباني العاليات فلم يقع أبدًا ولم يَمُتِأيا أبتِوحينَ يريدُ لَفَّ ذراعِه تلتفُّ .. وا عجباوما أقواه حين الخصمُ يوعِدُهيرد بضِحْكَةٍ تعلو بلا قلقٍ ولا جُبُنِيفادِي كلَّ طلْقاتِ الرَّصاص كأنَّها كُوَرٌ من الطينِقويًّا كان يا أبتِ
ففي أي البلاد نراه .. نلمسُه .. نكلمُه .. نغامرُ معْه .. إنْ نسقطْ يقمْنا .. إنْ تخوَّفنا نجدْهُ جوارَنا .. إنْ تحتبسْ أنفاسُنا في ظلمةٍ منْ خَوفِ عِفريتٍ يسارعْ نحوَهُ يمسكْه .. يصبحُ بعدها العفريتُ مسجونا..
أجبتُ الطفلَ والأنفاسُ محتبَسَهْوفي عينِي ترقرَقُ دمعةٌوالطَّرْفُ يجتاحُ الزَّوايا الفارغاتِيجوبُ في أعماقِ أعماقِ التساؤلعندَ راياتِ السكونوهمهماتِ الضعفِيصعَدُ لحظةً للشمسِيهوِي نحوَ آلاف الشخوصِ، وينزوِي في نظرةٍ حيرى ومختلسَهْ:أيا ولدي .. ستعرِفُ حينَ تكبرُ سِرَّ هذا الضعفِ ، فانعَم هذه الأيَّامَ بالأحلامِ في وسَنِ.د/ تامر عبد الحميد أنيس