

رسالة إلى سيزيف

جاثياً،
يرمق سيزيف صخرته اللّعنة
يتحسّر، يتألّم،
تضيق الأنفاس الصّلبة
ينزف القلب الشّقاء
والدّمُ،
قطرة قطرة يداعب الحجر العظيم
يتوسّل زيوسَ الرّحمة.
الرّحمة؟ّ!
من ذا الّذي يقف أمام الموت متحَدّياً نشوة الخلاص؟
من ذا الّذي يرجو عناق صخرة في أبديّة هزيلة؟
إنّ الحياة أوهن من نسمة
تلفح ناراً مستعرة
لاشيءٌ يهشّم المعنى
وحلم خجول يشحذه سيف العبث.
صفعة الأقدار ليل عاتٍ
فَقُمْ يا سيزيف واحضن صخرتك اللّعنة
واصعد إلى فوق، ثمّ إلى فوق
التقط أنفاس الأيّام الضّائعة
جُل بطرفك على الخواء المعلّق
ما بين فضاء لانهائي وأسفل عاجز
ثمّ تدحرج وتدحرج وتدحرج
حتّى تنطفئ الشّمس وينتحب البحر زرقته الواهمة.
سيزيف،
صحوة التّمرّد القاتلة
منازع الموت الرّحيم
كبّلتَ الموت فسحقتك الحياة.