الثلاثاء ٢٢ نيسان (أبريل) ٢٠٢٥
بقلم أسامة محمد صالح زامل

ذو الأوتاد

فاستخفّ قومَهُ فأطاعوهُ ج إنّهم كانوا قومًا فاسقين

كلُّ ابن آدم خطّاءٌ وخيرُهُمُ
منْ أنفقَ العُمْرَ أوّابًا وما بخلا
ومن بقولِ ابن عبدِالله قالَ فما
لهى بحرفٍ ولا اسْتثنىْ ولا افْتعَلا
قُلْ لابنِ أُمِّكَ أنَّ الخيرَ مُتّصلٌ
ما أُبقيَ الأمرُ في أهلٍ فمَا خَذَلا
ما باحتَ التُّربُ قومًا بالّذيْ شمِلا
لو أنّ ماءً من العلْياءِ ما نزَلا
والماءُ رهنٌ بخيرٍ فيهِ قد أصُلا
والخيرُ بالخيرِ لا بالشرّ قد جُعِلا
هل شذَّ تُبّعُ ذو القرنينِ إذْ عدَلا
عمّن أحاطوهُ إذ أمسى لهمْ مَثلا؟
هل شذَّ فِرعونُ ذو الأوتادِ حينَ علا
عمّن أطاعوهُ واختطّوا لهُ السُّبلا؟
كمْ أغضبَ ابنَ أبي أخٌ قد اعْتقلا
الأجواء والرّوضَ والبيْداءَ والجَبَلا!
أأغضبَ ابنَ أبي فعلُ الذي جَبِلا
فينا وفيْ فجوةٍ من أمِّنا حُمِلا؟
ألا يرىْ أنّه بالنفسِ قد شُغِلا؟
أقبِحْ بها علةً إنْ كانَ قدْ غفَلا
أما اشتكى الحُمقُ منّا حين بانَ لهُ
أنْ لا شفاءَ لهُ منّا فما احْتمَلا
أليسَ يعلمُ أنّ الجهلَ منهَلُنا؟
والعلمُ ما جفَّ بلْ من دوننا شُغلا!
والكِذْبُ موسِرُنا والصِّدقُ مُفقرِنا
والمالُ غايٌ بهِ شانُ اللّئيمُ علا
والعسْرُ صائدُنا واليُسْرُ مُطلِقنا
والموتُ مُنقذنا أكرِمْ بمن عدَلا
والهجْرُ أطولُنا والوصْلُ أقصرُنا
والبغْضُ أسمنُنا والحبُّ قد نحَلا
والعِرضُ أرْخَصُنا والعرَضُ ممتُعنا
والعيْبُ من ثوبِهِ المشقوقِ ما خَجِلا
والبئرُ غالبُنا والرّملُ مُعْجزُنا
والطّفلُ ضاعَ وربُّ البيتِ ما حَفَلا
والهمُّ أكثرُنا إنْ أحصيَتْ مُهَجٌ
والرأسُ في مهدِهِ شيبًا قدِ اشْتعَلا
والدّينُ غائبُنا واللّهوُ حاضِرُنا
والموتُ جارٌ وقلبُ الشّيخِ ما وَجِلا
منّي سلامٌ إليكَ يا ابنَ منْ عرِبوا
أنظرْ إليكَ لِكيْ تستَكْشفَ الخللا
فرعونُ لنْ ينجليْ ما دامَ أشجعُنا
حرفٌ له ننسبُ القتلَ وما قَتلا
فرعونُ لن ينجليْ ما دامَ عالِمُنا
يستلزمُ القتلَ "شرعًا" كلّما سُئِلا
ويسألُ الغيْرُ ما جرىْ لعالمِنا
أفتنةٌ هيَ أمْ من لوثةٍ خَبِلا؟
ما انفكّ يتلوْ عليْنا الذّكرَ مُنفعِلا
معْ أنّه لشياطينٍ قدِ امْتَثلا
فرعونُ لن ينْجليْ ما دام سيّدنا
يردُّ بالقتل غدرًا كلّما ثَمِلا
أعظِمْ بهِ فارسًا ما منْ خُزَعْبلةٍ
إلا وصيّره من بثّها البَطَلا!
وليسَ في الكونِ أقصاهُ وما اتّصلا
أضحوكةٌ ما بدا في متنِها حَمَلا!
فرعونُ لن ينجليْ ما دمنَ نِسوتُنا
يلِدْنهُ وجسومٌ تكتسيْ الحُللا
فرعونُ لن ينْجليْ ما دامَ موقِفُنا
منْ كلّ من بثّ رايًا أنّهُ جَهِلا
فرعونُ يسْكُنُها قهْرًا ويسكُنكم
جهْلًا ولوْ متَّ أو ماتتْ لما ارتحَلا
فانظرْ إليها ترَ الإنسان مُغتَصبًا
وانظرْ إليك ترَ الفرعونَ مُكتملا
فرعونُ لولاهُ تاريخُك ما اكتملا
إنْ يخْلُ مِنهُ فلنْ تلقىْ لهُ بَدَلا
ربّاهُ لا بحرَ في قلبٍ فيغرقهُ
ولا ابنَ عمرانَ كي يُبقي لنا أمَلا
هذا دعاءٌ دعا به لِسانُكَ لَيْ
تهُ دعا قلبُكَ الّذي قسا وقلَى
هذي شعوبٌ إذا ما اصْطدتها بدنًى
شرَّتْ وأغنتْ حديثَ الناسِ والجدَلا
وصارَ ما أنْجَبتْ نساؤُها فُرُعا
تُحتزُّ أرؤسُها فدىً لِمَنْ قتَلا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى