
ديوان العرب يكرم الفائزين، وكوكبة من رموز الثقافة، والأدب
• جوائز ديوان العرب 2025.. الكلمة تسبق الرصاصة
• حفل ديوان العرب يكرم الثقافة المقاومة وصوت الأسرى
أقيم الخميس العاشر من يوليو، تموز ٢٠٢٥ حفل توزيع جوائز مسابقات منبر ديوان العرب في دورته الحادية عشرة، بقاعة محمد حسنين هيكل بنقابة الصحفيين في القاهرة، مصر.
وجاءت الدورة الحادية عشرة تحت عنوان: «أدب الصمود والمقاومة»، احتفالًا بالكلمة الحرة سردا، وشعرا، وبالصورة الشاهدة.
قدَّم الحفل الناقد اللبناني د. علي نسر، وقال في كلمته التقديمية:
(جاءت هذه المناسبة في ظل عالم يتغير، وأبرز ما يتغير فيه هو منطقتنا، الشرق الأوسط المتعب. هذه المسابقة تؤكد أن النضال والصمود والوقوف أمام الهجمات لا يكون فقط بالسلاح وتقديم الأرواح، بل أيضًا بالكلمة؛ لأن الرصاصة تقتل إنسانًا، أما الكلمة فتقتل أممًا.)
وتابع:
(الأدب لا يجب أن يقتصر دوره على الجانب الفني فقط، بل لتكون المقاومة بالفن، وإن كان الثمن تضحيات وموت. وليست بعيدة عنا النماذج، مثل غسان كنفاني، الذي أوجعت كلمته العدو، فوضعوه على قائمة الاغتيال، وهذا دليل على أن الكلمة تؤلم مثل السلاح.)
الثقافة جبهة نضال
وألقى د. جورج قندلفت كلمة ديوان العرب، موضحًا:
(لقد اخترنا لهذا العام أن تكون المسابقة تحت شعار: (أدب الصمود والمقاومة)، ليس ترفًا لغويًّا ولا تكرارًا شعاريًّا، بل لأننا نؤمن، بكل يقين، أن الثقافة هي جبهة من جبهات النضال، وأن الكلمة إذا صدقت، فإنها لا تقلّ أثرًا عن الرصاصة، بل تتجاوزها في قدرتها على البقاء والتأثير.
منذ تأسيس (ديوان العرب) قبل سبعةٍ وعشرين عامًا، لم نحد عن طريقنا، ولم نتخلَّ عن إيماننا بأن الثقافة رسالة ومسؤولية. كنا ولا نزال نرى في الكلمة وسيلة للدفاع عن الحق، وفي الشعر صوتًا للناس، وفي القصة توثيقًا للذاكرة، وفي الصورة الفوتوغرافية مرآةً للوجدان العربي المقاوم.)
رسالة إيمان بالأمل
ومن أبرز الحضور في حفل ديوان العرب، كان الأسير المحرر أسامة الأشقر، الذي قضى في سجون الاحتلال 23 عامًا، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد 8 مرات، إضافة إلى 50 سنة أخرى.
وقال الأشقر في كلمته:
(وجودي هنا اليوم بعد سنوات الأسر رسالة أن الإيمان بالأمل وبالنصر أمر أكيد، ويجب أن يكون شعورًا راسخًا داخلنا. لقد أصدرتُ في سجون الاحتلال كتابين نُطلق عليهما نحن (أدب السجون)، بجانب عدد من المقالات. وهذا جزء من المقاومة، فالكلمة تسبق الرصاصة.
هناك عشرة آلاف وثمانمئة أسير ما زالوا صامدين، يقدمون نموذجًا لمن يؤمن بحقه وعدالة قضيته. والطاقة التي لدينا لا أحد يتخيلها؛ فهذه المستعمرات زائلة، وهذا ليس مجرد حديث، لأن التحرير سيحدث عاجلًا أو آجلًا.)
تكريم رموز الثقافة العربية
كرَّم ديوان العرب خلال الحفل ثلاثة من رموز الثقافة العربية الذين جمعوا بين الفكر النقي، والموقف الواضح، والعطاء الأدبي أو البحثي الملتزم، وهم:
الباحث والمفكر الفلسطيني د. عادل سمارة (الذي لم يتمكن من الحضور).
الشاعر المصري أمين حداد، الشاعر اليمني د. أحمد الجهمي،
ووجَّه الشاعر أمين حداد الشكر لـديوان العرب على هذا التكريم، وقال:
(أشكر أيضًا الأديب أحمد الخميسي الذي رشحني للجائزة، وأشكر نقابة الصحفيين والنقيب الحر خالد البلشي. أنا ممتن لهذا التكريم وسعيد، لكن سعادتي يشوبها الخجل، فكلما اختليت بنفسي أسأل: هل أنا شاعر؟ وهل هذه قصائدي؟
أسئلة بلا معنى، لكنها سري. كل يوم أكتب كشاعر لم يكتب من قبل، لكنه يريد أن يكتب.
لقد طغى كل ما يحدث حولنا على كل ما نشعر به. لا توجد سعادة كاملة؛ أي ضحكة يصاحبها غصّة في الحلق، وأي قصيدة تصاحبها غزة في القلب. منذ 7 أكتوبر، أشعر أن ما أكتبه أقل مما يحدث.)
ثم ألقى قصيدة بعنوان «ارتباك»، نالت إعجاب الحضور وتصفيقًا حارًا.
الكلمة تهزم الرصاصة
ألقت د. ثريا العسيلي تقرير لجنة تنظيم المسابقة، وقالت:
لقد جاءت هذه الدورة في لحظة عربية فارقة، يتعالى فيها صوت الألم من فلسطين، وتُستباح فيها الأوطان، وتُشنّ الحملات لطمس الهوية وتزييف الوعي. فجاءت المسابقة لتكون منبرًا للكلمة المقاتلة، والقصيدة التي تقاوم، والقصة التي تحفر في الوجدان، والصورة التي تشهد وتفضح الطغيان.
شهدت المسابقة إقبالًا واسعًا ومميزًا، حيث بلغ عدد المشاركات 517 عملًا إبداعيًّا، توزعت على ثلاثة فروع:
264 مشاركة في فرع الشعر (العمودي، التفعيلة، والنثر).
247 مشاركة في فرع القصة القصيرة.
6 مشاركات في فرع التصوير الفوتوغرافي.)
كما أشارت إلى مشاركة مبدعين من عشرين دولة، مؤكدة أن:
«قضايا المقاومة والصمود لا تعرف حدودًا، وأن الوجدان العربي موحد في مواجهة الظلم والاحتلال.»
وقالت: (هذا ما دفع لجنة التنظيم، بالتشاور مع لجنة التحكيم، إلى اتخاذ قرارات استثنائية، بزيادة عدد الفائزين في بعض الفروع، حيث ارتفع عدد الفائزين في فرع القصة القصيرة إلى خمسة بدلًا من ثلاثة، وفي فرع الشعر إلى ستة بدلًا من العدد المقرر، تقديرًا لقوة النصوص وتفردها.)
أدب الصمود والمقاومة
ألقى الناقد د. صلاح السروي تقرير لجنة التحكيم، وقال:
(لقد جاءت هذه المسابقة لتؤكد، بما لا يدع مجالًا للشك، أن الصمود والمقاومة ليسا خيارًا طارئًا، بل حقٌّ أصيل من حقوق الشعوب، وواجبٌ إنساني وأخلاقي في وجه العدوان والاحتلال.
فحين تُنتهك الأرض، ويُستباح الدم، وتُهدر الكرامة، تصبح كل قصيدة تُكتب، وكل قصة تُروى، وكل صورة تُلتقط، فعلَ مقاومة صريحًا، وصوتًا يصدح في وجه القهر والتزييف.
إننا، بصفتنا أعضاء لجنة التحكيم، نُعلن تضامننا الكامل مع الشعوب المناضلة من أجل حريتها، ورفضنا القاطع لكل أشكال الاحتلال والاستعمار، وإدانتنا لكل من يبرر أو يصمت عن جرائم إبادة الشعوب.
ونؤكد أن المقاومة الثقافية ليست ترفًا نخبويًّا، ولا قضية هامشية، بل هي جوهر الوعي، ودرع الذاكرة، وسلاح الحق في معركة طويلة الأمد ضد محاولات المحو والتزوير والطمس والإنكار.
ولا مكان للحياد حين تكون القضية هي الأرض والكرامة، ولا عذر للصامتين عن الظلم، ولا مبرر له.
حلم وهدف مشترك
وألقت الكاتبة الفائزة نسرين ملاوي كلمة الفائزين، وقالت:
"نلتقي اليوم في مصر الكنانة، سيدة الحضارة والتاريخ والفن والأدب، في الحفل الختامي لمسابقة ديوان العرب الأدبية في دورتها الحادية عشرة، أدب الصمود والمقاومة.
نحن القادمون من أقطار الوطن العربي، الذين لم نلتقِ من قبل، نلتقي اليوم في فضاء ديوان العرب، هذا الفضاء الذي جمعنا، ووهبنا مساحة وحلمًا مشتركًا، وبيتًا مفتوحًا نحتفي فيه بالثقافة والأدب.
(ديوان العرب)، هذا المنبر الثقافي الحر، لم يتوانَ يومًا عن دعم الكتّاب والمبدعين منذ تأسيسه قبل سبعة وعشرين عامًا، على يد الأديب الأستاذ عادل سالم، وبجهود نخبة من الأدباء والصحفيين المخلصين للكلمة والأدب.
كان ديوان العرب، وما يزال، وسيبقى منبرًا نبيلاً، تتجاوز رسالته الجغرافيا، وتعلو فوق كل الانقسامات.
فهو لا ينتمي إلا للكلمة الحرة الصادقة، ولا ينحاز إلا للإنسان، يفتح أبوابه لكل صاحب قلم، ولكل صوت مبدع.
ثم قامت لجنة الحفل بتوزيع الدروع، والجوائز المالية على الفائزين الحضور، على أن ترسل للذين لم يتمكنوا من الحضور دروعهم، وجوائزهم المالية. كما قدمت دروعا تقديرية لكافة أعضاء لجان التحكيم حضورا وغيابا، وشكرتهم على جهودهم مؤكدة أن هذه الدورة نجحت بتفانيهم وعطائهم المتميز
مرفق مع هذا الخبر صور مختارة من الاحتفال