السبت ٨ شباط (فبراير) ٢٠١٤
بقلم
حنين
ومضاتتداعب خياليوتعيدني إلى ماض الحب والأمل والأنينولحظاتٍ عشتُها في دمشقَ الحنينحيث يعانق عبق الماضي أريج المستقبلويحلُم الناس بالمجد والجِدِّ والبنينوتعانق المساجدُ الكنائسَ والمحافلويختلطُ دعاءُ المآذن بأجراس السنينويستريح يحيى المعمدانُ في مرقده الأخيرفي صحن المسجد الأثيرتعيدُني الذكرياتكلما هبت رياحُ العتابإلى مسقط رأسيحضنِ الطفولة ومرتعِ الشبابإلى ليالي دمشقَ الغامرةالباردة في باكر الصباحالدافئة في الهاجرةإلى دهاليز الشام القديمة وأزقتها الثنيةحيث يعانقُ الحاضر الماضي بحنانويحتضنُ الدين الحياة بأمانحيث بردى يترقرقُ عذباً في أزقة الحنينويتسلل إلى البيوتِ القديمةِ بلا استئذانيرقص في صحن الدار عبر النوافرو يشم رائحة الياسمينوعبير التاريخوأريج الليمون والكباد والنارنجوبعض الصريخالذي لا زال يتردد في الأزقة الضيقةرجعاً لصدى لحظاتٍ إليمةٍ مارقةفي دمشقَ أزهرت روحيوغمرني دفقُ الحضوروارتعشت معانيَ الوجودِ في شفوفوتشكلت عميقاً في مكامنِ الوعي الشغوفبحَنجلةِ الصفصافِ الممتد في صفوفوزخات المطروابتسامة القمروحكم القدروجمال الحسن الوافرفي الوجوه وانبساط السرائرالتي تختصر الأعراق والأجناسالمبثوثة في المحاضرفي الدروب وبين المقاهيوعند محلاتِ الحَلوةِ المتفننةالمجدولة بالهوى الشامي والقصب السكريورؤوس الشمندروالقشطة الحمويةوالفستق الحلبيوالحلاوة الحمصيةوالملبن الملفوف بالبندق التركيوالكنافة النابلسيةوالمن والسلوى القادممن بغداد الأبيةدمشقُ يا آية الجمالفي ربوعِكِ طابت السنونوعشعشتِ البلابلُوتداعت الفنونوداعب دفءُ الشمسِ وصفاءُ السماءأحلاميَ وخياليَ والأمانيوشعورٍ غامرٍ بالحنانضاربٌ في عُمقِهِ عبر القرونمحملٌ بكبرياء حضارة باهيةتلألأت من سفوحِ قاسيونواندفعت لتلقى قدَرَها المحتوم بوافر الهممكاندفاع الأمويين لملاقاة الأممقلبي طار إليك اليوم معتَصَرُوالألم يجتاحه والهمُ مستعِرُوهو يرى الطغاة يستبيحون رُباكِ بأنواع الحممفيصرُخُ بأعلى الأصواتدعوا دمشق الفيحاء تمضي إلى القمموكفُّوا أذاكم عن أول حواضر للأمم