حزن البلّور..
رغم أنه سؤال معتاد جدًا في مثل هذه الاستمارات..
"هل شغلت إحدى الوظائف من قبل ؟ إن كانت الإجابة بنعم فيرجى ذكر سبب ترك الوظيفة".
إلا أن قلمي اعتبره غير ذلك ووقف وقفة تفكر وتذكر..
اختلست نظرة للجالسين بجانبي يملئون ذات الاستمارة في دقة حذرة.. ويستخدمون كل ما تجود به قريحتهم من تورية على غرار "عملت مديرًا تنفيذيًا من قبل" كتعريض عن "كنت من يدير مقصف المدرسة وينفذ تعليمات الطلبة بشأن مواصفات سندوتشات الهامبرجر التي يريدونها" ثم "تركت العمل بعد أن طلبتني مؤسسة عليا في العمل لديها" كتعريض عن "دخلت الجامعة ووجدت أن مقاصف وزارة التعليم العالي تدر ربحًا أكثر"..
وابتسمت..
طريف حقًا أن سبب التحاقي بعملي السابق كان هدف الهروب من أمثال هؤلاء !
الذين يلعبون بالكلام وينمقونه..
والأطرف.. أن اللعب بالكلام كذلك كان سبب تركي للعمل..!
كنت أعمل كمدرسة في إحدى الجهات الخيرية التي تنظم دروسًا دينية للأطفال.. وكان الأطفال اختياري (رغم أن مؤهلاتي كانت تسمح بأن أدرس لمن هم أكبر بمراحل) طمعًا في يوتوبيا طفولية أثناء ساعات العمل.. فمن يكره "العاملات" ذوات الوجهين مثلي يدرك نعمة أن يكون رفقاء العمل أغلب الوقت من الأطفال بدلاً من العاملات إياهن..
وبرغم أن الأطفال كانوا مقسمين إلى مجموعات (كل مدرسة تتولى مجموعة) إلا أن الأمور كانت تختلط بعد انتهاء الدرس الأساسي.. فكما هو الحال في أي جهة تعليمية.. ينتظر التلاميذ انتهاء الدرس ليلتقوا بأصدقائهم من التلاميذ الآخرين في المجموعات البعيدة.. أذكر أني سمعت طفلاً يقول لصديقه في تقريع يومًا: - " هل كان لزامًا أن يكون اسمك أحمد ؟! ما المشكلة لو كان اسمك محمد لتبقى معي في المجموعة يا عم !"
وبما أني كنت أحب مهنتي قبل أن أؤديها.. فقد كنت أتطوع دائمًا بأن أبقى مع الأطفال -بعد انتهاء الدروس- حتى يلتقطهم ذويهم.. وكنت أتسلى بمراقبتهم يلعبون وأتظاهر بالغضب من مشاكساتهم التي تضحكني في الأكثر.. هذا بالإضافة لرضوخي المستمر لطلبهم أن ألعب معهم شخصيًا ! ويستمر ذلك حتى آخر طفل يعود لبيته يحلم بـ"مشاكسة ما بعد الدرس" في الغد.. وكان الأمر تمثيليًا في ذهني كقطي (شيرا) حين أتركه أثناء ساعات عملي عند جارتي وأعود لألتقطه -بصعوبة- من دوامة اللعب التي يغرق فيها مع قطها (شيكو).. فينظران لبعضهما نظرة أخيرة حزينة.. لقد انتهى وقت اللعب والشراسة ويجب أن نفترق ونعود مطيعين !
وكنت أعرف أغلب الأطفال شكلاً -إن لم يكن اسمًا- بسبب ذلك.. وكان الذين لا يعرفون اسمي منهم ينادونني بـ"يا ميس ياللي بتلعبي معانا" ! وكان هذا يزيدني فخرًا بالطبع.. فعالم الأطفال لا يمكن أن تنشئ لك فيه "مكانة" راسخة كهذه !
لكني لم أرَ هذه الطفلة بالذات إلا حديثًا.. لم تكن في مجموعتي ويبدو أنها انضمت إجمالاً للدروس منذ فترة قصيرة.. وكانت ذلك النموذج للرقة الصامتة التي تسمع أكثر مما تتكلم.. وتبتسم أكثر مما تضحك..
كنت في ذلك اليوم ألعب مع الأطفال لعبة "بدون كلام" الشهيرة.. ولكن مع بعض التعديلات التربوية طبعًا ! فبدلاً من أن يكون السياق العام هو أسماء الأفلام.. جعلت السياق العام هو " صفات إسلامية حميدة " كالصدق واحترام الكبير والعطف على الصغير وخلافه.. وكان يتوجب على كل طفل أن يمثل -دون كلام- مواقف توصل للآخرين الصفة المنشودة.. وكان الأمر مسليًا جدًا ومضحكًا جدًا جدًا وصاخبًا جدًا جدًا جدًا !
كانت الفتاة تجلس على منأى من اللاعبين.. فدعوتها في حماس طفولي - تشربته من المحيط الصاخب حولي- للمشاركة.. فبدى عليها الرفض المهذب بأن نظرت للأرض وشبح ابتسامة يرف على شفتيها مع هزة رأس شبه عصبية.. ولكني كنت مصممة كمحامي يرافع في قضيته الأولى.. وأبى تهذيب الفتاة إلا أن يجعلها تساير المدرسة المتحمسة ! وعرفت منها أن اسمها (رزان) وأعجبني الاسم كثيرًا..
ورغم أنه لم يبدُ عليها أي أثر للحماس.. إلا أني لمحت سرعة معرفة الإجابة (والتأكد منها بعض إعلانها) على ملامحها أكثر من مرة دون تصريح.. فبطول الخبرة مع الأطفال صرت أستقي فكرة عامة لا بأس بها عن مكنون الأطفال من وجوههم.. الشيء الذي لا يحتاج لعناء كثير لما يُتعامل معه من أنفس شفافة بطبعها..
وقد دفعني فضولي الأخرق إلى إحراجها وسؤالها أمام الجميع إن كانت تعرف الصفة "الملعوبة" حاليًا والتي استعصت على الجميع.. وقد أجابت صحيحًا بعدما غرق وجهها في حمرة الخجل العصبي من تركز النظرات الفضولية/الحاسدة/المعجبة عليها..
وصدق حسي.. وظل مبهورًا لدرجة أنه لم يردعني عن سؤالها أن تكون الممثلة القادمة.. وقد حاولت أن ترفض ولكني كنت متحمسة ذاك الحماس الأبله الذي يجعل المضيف يعزم على ضيفه بكميات ضخمة من البسبوسة رغم علمه بأنه مريض سكر !
وكان ديدن الأطفال أن يريحوا رأسهم بجعلي أختار لهم صفة يمثلونها.. ولكن (رزان) همست لي حين هممت باختيار صفة لتمثلها :
– "هل من ممكن أختار وأمثل أنا ؟ "
ابتسمت إعجابًا ببذور الإبداع التي تفتنني دائمًا في قليل أطفال هذا الزمان.. ووافقتها.. فأردفت بمحيى من يتمسك ببارقة حماس واستمتاع أخيرة في بحر من الزهد :
– " ولكني أريد منكِ المشاركة في اللعبة ومحاولة معرفة الإجابة دون أن أخبركِ بها ! "
ابتسمت وضيقت عيناي في دهشة ولم أعترض.. وجلست في صفوف المحاولين وقد قفز طفلان إلى حجري بأسبقية الحجز قبل الجلوس !
وكان ما فعلته (رزان) غريبًا.. فقد كانت لا تبتسم وتنظر إلى السماء مفكرة كما يفعل الآخرون قبيل البدء.. وإنما بدا أنها تعرف بالضبط ما تفعله.. دلل على ذلك أكثر تمثيلها المتقن بشكل غريب لطفلة في سنها.. كنت قد رأيت (داكوتا فاننينج) -الشقراء الصغيرة العبقرية- ولم أتصور أن يكون لدينا واحدة أبدًا ! وقد شد هذا الإتقان انتباهي بعد لحظات لسبب لا أدريه.. سمّه حاسة الأطفال السابعة لدى كل متعامل معهم.. لكني وقتها أدركت أن ثمة شيء ليس على ما يرام بشأن هذه الفتاة..
بقليل من الجهد توقعت الصفة التي تمثل.. ولم أصرح بها رغبة في أن أكسب وقتًا في مراقبتها -وما تمثل- أكثر.. فقد بدأت بتمثيل أنها سعيدة بطفل تهدهده بين ذراعيها ثم تضعه لينام.. ثم تذهب بعيدًا وتعود مرة أخرى للطفل لتحمله مرة أخرى.. فقط ليتغير تعبير السعادة على وجهها إلى جزع تدريجي وصل لدرجة الصدمة (بتدرج عبقري الأداء).. ثم جثت على ركبتيها ووضعت ما تحمله على الأرض.. ثم فتحت كفيها وأغمضت عينيها وأخذت تمتمت بشيء كأنها تدعو...
ثم كان المشهد الثاني به شخصان مثلتهما (رزان).. الشخص الأول كان يمشي بلا هدف بنظرة خاوية كسيرة.. والآخر (والذي عبرت عنه بأن وقفت وقفة مواجهة لوقفتها الأولى) يبتسم ابتسامة مرحة ويحرك شفتيه بثرثرة لا حصر لها.. ثم تعود للشخص الأول وتمثل ببراعة مظهره وهو يضيق تدريجيًا بثرثرة الآخر.. وتعود للآخر لتمثل أنه أوقع شيئًا ما وهو يلوح بيديه في حماس.. وهنا تعود للشخص الأول وترفع ذراعيها لأعلى مستوى ممكن.. ثم تهوي بصفعة هائلة في الهواء...
وبعدها عادت للشخص الآخر بأن وقعت على الأرض وهي تمسك خدها وتنظر في ذهول دامع إلى مكان الشخص الأول كأنها لا تصدق أنه فعل ذلك.. ثم قامت لتجري وتجلس بعيدًا وتفتح كفيها كما في نهاية المشهد السابق..
كل هذا والأطفال ينظرون بغباء إلى المشهدين.. وقد بدأت الثالث ولم ينبس أحدهم ببنت شفة، اللهم إلا بعض المستظرفين الذين ردعتهم حتى يطفئوا جذوة الثقة بالنفس الضعيفة في نفس الفتاة.. ولا الفضول المتأججة في نفسي !
وفي المشهد الثالث مثلت دور شخص يفقد وعيه وآخر يهرع إليه.. وقبل أن تتم المشهد قفز (مصطفى) -أذكى أذكياء والمفضل لدي- الأطفال ليقر أن الصفة هي الصبر.. فتعلقت العيون بـ(رزان) -التي كانت في دور الهارع منذ لحظات- ليجدوها تصمت قليلاً ثم تومئ برأسها.. فتعالت صيحات التهليل وانهالت لكمات التهنئة على (مصطفى) من أصدقائه.. تبًا ! كان لابد لي من أن أحسب حساب طالبي النجيب متقد الذهن وأبقيه بجانبي مخرسة إياه حتى أفهم سر هذه الفتاة !
المهم أن اللعبة انتهت عند هذا الحد لأني كنت قد أصبت بالصداع حقًا وقررت إحالتهم جميعًا إلى مدرسة أخرى.. وقبل أن أتوجه إلى (رزان) وجدتها تجري باتجاه شخص واقف على بوابة المكان يبدو أنه أبوها.. وقد احتضنها بحنان حين جرت إليه وهم بأن يذهب بها إلا أن الفتاة نظرت باتجاهي..
نظرة طويلة جدًا.....
نظرة يمكن أن أصفها الآن بأنها كانت نظرة اتهام وخيبة أمل شديدة.. كنظرة "لماذا..؟" التي تلمع في وجه من خانه شخص يحبه للغاية دون سبب..
وبدا أن أباها يسألها شيئًا ما عني ولم تجبه.. فتركها وجاء لي محييًا ومعرفًا بنفسه على أنه فلان الفلاني والدها.. ثم سألني أسئلة عامة عن مستوى ابنته في حفظ القرآن ودروس الصلاة والوضوء و...
قلت له مستخدمة حيل الأنثى المعتادة (دون أن أنتبه لما يمكن أن ينتج من سوء فهم) :
– "ما شاء الله.. واضح أن والدتها مهتمة بها كثيرًا.."
وللغرابة ابتسم الرجل ابتسامة عارفة حزينة.. كالذي يعرف أن ابنه يسأله أموالاً لشراء السجائر رغم تصريحه بأنها للذهاب إلى السينما.. وقال :
– " والدتها كانت تهتم... "
وقبل أن أقول مثل أي أنثى عتيدة "أنا آسفة..." أردف :
– " قبل أن تفقد أخيها الرضيع.. وتفقد بعدها كل شيء ! "
هنا جلت لي الصورة تمامًا.. فحكيت له بعد تردد عن المشاهد الثلاثة التي مثلتها (رزان).. فقال وقد بدأ الألم يطفو على ملامحه :
– " لم تكن تمثل مشاهد من خيالها يا سيدتي.. هي عاشت تلك المشاهد بالفعل ! فقد كانت مع أمها حين اكتشفت وفاة أخيها ورأتها وهي تنهار.. وصفعتها أمها حين أوقعت مزهرية في البيت دون قصد.. ببساطة لأن نفسيتها لم تعد طبيعية منذ فقدها ابنها الرضيع "..
كدت أسأله عن سبب وفاة الابن ولكن لم أجرؤ.. فبادرني هو قائلاً :
– " سأطلب منكِ طلبًا خاصًا.. وهو أن تشركيها في أي لعبة كما تشائين.. إلا هذه اللعبة بالذات.."
فقلت بغباء :
– " لكني سأقوم بإفهامها أن هذه مجرد لعبة و.."
– " ليست مجرد لعبة...."
لم تكن هذه منه.. وإنما من (رزان) نفسها !! لم ألحظ أنها اقتربت منا وسمعت هذا الجزء من المحادثة ولم ينهرها أباها (وهو الشيء الذي توقعته على كل حال).. وكانت نظرة الاتهام لي في عينيها تزداد....
شعرت بالارتباك نوعًا.. وجثوت على ركبتي في مواجهتها وسألتها -وهو أسلوبي الذي أعتز به في مناقشة الأطفال- عن سبب عدم اعتبارها مجرد لعبة كأي لعبة أخرى.. فقالت لي :
– " لأني تعلمت هنا أن اللعب لا يكون طوال الوقت.. وماما تفعل ذلك طوال الوقت.. ولا يمكن أن تكون ماما تلعب طوال الوقت !! "
هنا وقفت أواجه الأب في حيرة.. فأمر (رزان) بالابتعاد وقال لي بعد أن أخذ نفسًا عميقًا :
– " المشهد الأخير الذي لم تكمله كان مشهد أمها حين سقطت مغشيًا عليها إثر جلطة دماغ.. وكانت هي معها لسوء حظها النفسي -أو للطف الله بزوجتي للدقة- كذلك.. وقد أفاقت زوجتي بعد عناء طبي طويل وهي فاقدة القدرة على النطق... وأصبحت تتعامل معنا تعامل الصم الجدد الذين لا يفقهون لغة الصم والبكم المعتادة، وإنما يستخدمون التمثيل أو الكتابة في التواصل.. وبما أن (رزان) لا تجيد القراءة والكتابة بشكل كامل بحكم سنها.. فقد تشربت موضوع التعبير التمثيلي هذا بالكامل.. بل وصارت أحيانًا تقلد أمها وتكف عن الكلام مكتفية بتمثيل ما تريد كما تقلد أي فتاة أمها في طريقة كلامها أو ترتدي ملابسها ومجوهراتها ! "
هنا فقط أدركت فداحة ما فعلت.. وناديت (رزان).. ثم جثوت لأول مرة بين يدي طفلة وليس نزولاً لمستواها.. ولم أجد ما أقول.. ولكنها وجدت ما تسأل :
– " هل عرفتِ الإجابة قبل أن يعرفها (مصطفى) ؟ "
فأومأت برأسي إيجابًا.. ولعنة الضمير تعصف بي تدريجيًا.. فعادت والألم يقطر من صوتها الصغير :
– " ولمَ لم تقوليها وتجعليني أكف عن إضحاك الآخرين على ما تفعله ماما..؟ "
فتحت فمي محاولة أن أنكر.. ولكن ما كنت أن آمر الناس بالبر وأنسى نفسي.. هل أكذب وأنفي عن نفسي تهمة لصيقة بي ؟ لمَ لم أحاول معرفة دافعها لعدم المشاركة ؟ لمَ سمحت للمستظرفين بتعذيبها أكثر من مرة ؟ لمَ أجبرتها أصلاً على التمثيل ؟ لمَ أحرجتها بسؤالها عن الإجابة ؟
مليون لمَ جلدتني بمليون سوط عذاب لحظتها.. ولم أسمع رنين هاتف والدها المحمول.. ولا كونه يخبر المتصل بأنه آتٍِ في الحال.. ولا تحيته لي وأنه يجب أن يسرع لأن هناك مشاكل في البيت.. تركزت حواسي كلها في محاولات لإبداء أي اعتذار ممكن عما فعلته بالبائسة..
ولكن الأطفال لا ينسون أبدًا.. ولا يقبلون الاعتذار من الكبار على جرحهم أبدًا..
أنا نفسي لم أسامح مدرس الرسم على إجباره لي أن أرسم وأنا صغيرة رغم كرهي للرسم.. فما الحال مع هذه الطفلة إذن ؟! ماذا سيكون شعورها نحوي بعد ذلك ؟! أنا التي اعتبرتني مدرسة القيم الدينية لديها.. أنا التي أحمل النور.. حرقتها به....
وكان غيابها في المرات القادمة إعلانًا صريحًا بفشلي التام كمدرسة.. وقدمت استقالتي في أقل من شهر..
"هل شغلت إحدى الوظائف من قبل ؟ إن كانت الإجابة بنعم فيرجى ذكر سبب ترك الوظيفة".
أعدت قراءة الجملة مرة أخرى.. وقبل أن أفكر في إتاحة الفرصة لدموعي أن تنساب دوى صوت المشرف على ملء الاستمارات :
– " السرعة يا حضرات.. أمامكم دقيقة للإنهاء والتسليم وبعدها لن نقبل بالمزيد من الاستمارات ! "
تصاعد الإدرينالين في دمي.. يجب أن ألخص كل هذا في دقيقة !! استرجعت ما حدث في نصف الدقيقة الأول.. ثم وجدت الكلمات تنسال من القلم مع دموعي كأنها اتفاقية صامتة بينهما :
"نعم، كنت أعمل في مصنع لصنع البلور النقي.. وقد تركت العمل لفشلي فيه إذ أني خدشت بلورة يومًا ما.. وخدش البلورات أثناء صناعتها لا يمحى للأبد.. وما كنت لأجازف بأن أسيء لصناعة البلور بخدش المزيد منه ولو بدون قصد.."
ثم هرعت لتسليم الورقة..