

ثلاثين عاما .. لم أنم !
(مهداة لأرواح شهداء التحرير في وطني مصر)
ثلاثين عاماً .. لم أنمثلاثين عاماً والرؤوس من المهانة مطرقةوتظل في ليلاتها كل القلوب مؤرقةلا حلم بالآتي ولا بشرى بيوم قد يوافي بالخلاص من الصنمثلاثين عاماً والظلام يلفني ويلف بالأحقاد جدران الوطنثلاثين عاماً لم نذق فيها سوى بؤس القناعة بالمحنعشنا هنا في أرضنا العطشى إلى وجه النهارنبكي على الشمس التي شُحنتْ على ظهر السفينةحتى يدوخ الناس في قلب الظلام من المجاعة والتطاحن والدوارعشنا على الأرض الطعينةبخناجر الأوغاد ممن يضرمون النار في كل اتجاهعشنا زمانا للطوائف والسفاسف والزعانفعشنا زمانا للضغينةعشنا زمانا ميتا نحيا الحياة بلا حياةلم ننتظم عبر الطريق برغم زمجرة العواصفمرهونة أحلامنا عند الجبابرة الذئاب وعند قطاع الطريقلكننا – من قهرنا – لم نتحد كي نبعد الأشواق عن عفن المخاوفلم ننطلق كي ننقذ الأحلام من هول الحريقلم نُسقط الصنم المعتق في صناديق الفسادحتى تعود الشمس في غدنا ولا ترضى البعاد****يا أيها الشهداء .. يا حباتِ ماسٍ في السماءفلتصفحوا عنا .. فقد كنا ظلالاً في العراءكنا ظلالاً خائفةفي ليلِ أرضٍ نازفةلكنكم كنتم لنا روح البشارة بالجسارةعشنا بكم رغم الغيابلم ترحلوا سدى .. لم تذهبوا خسارةبدمائكم نحيا .. لنحمي الأرض من بطش الذئابقولوا لمن يتجملونهل ينجب الصنم المعتق غير قبح قد تسلح بالتعالي والضلاليا ويلهم .. كم أخبرونا أنه أبهى جمالوبأنه بدر البدور بغير ريبٍ أو ظنونقولوا لهم ولمن بهم يتجبرون ويخطفون الكحل من أغلى العيونهو والضغينة توأمانهو والخراب يوزعان النار تلتهم الكنائس والمساجد والأمانقولوا( لعز) قد تسلح بالمكائد والحديدما نفعه هذا الحديد !قولوا( لعز) يا شباباليوم يوم الحسم في التحرير .. يوم الشمس تشرق في بلادي من جديدفليرحل الصنم البليد بلا رجاء في الإياب****يا أيها الصنم البليدها قد سقطتَ محطما متناثرا فوق الترابها قد رحلتَ مع الخرابأعلامنا تعلوأيامنا تستعجل الميعاد كي تحلووقلوبنا تصفو .. تغني .. إننا في يوم عيدبشرى لمن يترقبون خلاصهم من كل شيطان عنيدطوبَى لشمس سوف تدخل عنوةً من كل باب