الجمعة ٢٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
بقلم إمتياز المغربي

الفنانة المسرحية فاتن خوري: "الاحتلال يضطهدنا والرجل يضطهد المرأة"

شقت طريقها الفني بعيدا عن العمل المسرحي المشترك الإسرائيلي الفلسطيني لتعلن عن رفضها للاحتلال الإسرائيلي، في محاولة منها لإثبات الفن المسرحي في ارض فلسطينية، ومن اجل أن تبحث عن وجه مشرق لمرأة فلسطينية مشرقة بعيدا عن كل الرتوش وعمليات التجميل التي تبعدها عن واقعها كفنانة فلسطينية من المناطق المحتلة عام 48.

انطلقت فاتن حبيب خوري 31 عام من مدينة الناصرة والتحقت بجامعة حيفا لدراسة تاريخ الفن وتدرس الماجستير في المسرح بعد أن لاقت دعما كبيرا جدا من قبل والدتها. حملت خوري رسالة تعبر عن وجع فلسطيني بعد أن حاولت أن تثبت هويتها الفلسطينية في الأعمال المسرحية التي كانت تعرض عليها من قبل مخرجين يهود خلال دراستها في الجامعة وتقول: "كنت اشعر بالغربة في الجامعة عندما كنت اشترك في أعمال مسرحية نصوصها إسرائيلية تتحدث عن واقعنا كفلسطينيين ولكنني لم أجد نفسي كفلسطينية ما بين سطور السيناريوهات الإسرائيلية الأمر الذي دفع بي إلى القدوم إلى رام الله من اجل أن أقف على ارض صلبة وان أجسد واقع فلسطيني غير ملوث بتشويهات إسرائيلية في نصوص حياته ومعاناته.

تفرغت فاتن للعمل في مسرح عشتار عام 2003 وكانت قد شاركت في مهرجانات خارجية منها كان في تونس والقاهرة وبلجيكيا والنرويج وتركيا وعمان. عملت فاتن في عام 98 في احدى مشاريع مسرح عشتار في رام الله واشتركت في أعمال مسرحية مع عدد من المسارح الفلسطينية مثل الميدان والظل والسرايا وجوال والمسرح الوطني، وعملت كمدربة دراما مع مؤسسة نخلة الشبر.

اشتركت فاتن في أعمال مسرحية عدة منها مسرحية الشيء وهي مأخوذة من مسرحية القبعة والنبي للكاتب غسان كنفاني، ومسرحيات جزيرة الماعز للمخرج مازن غطاس، وبيت السيدة للمخرج منير بكري، ومشهد من فوق الجسر للمخرج محمد بكري، والرايخ الثالث للمخرج رياض مصاروة وجميعهم في مسرح الميدان.

وفي مسرح عشتار شاركت في بعض مسرحيات المنبر، وشاركت في مسرحية زمن الحيتان من إخراج ايمان عون ومسرحية نساء تحت الضوء ومسرحية عشرين دقيقة للمخرجة الهولندية انا ميكي التي صورت العلاقات الإنسانية تحت الضغط ومنع التجول.

وتؤكد فاتن على أن الفن بحاجه إلى ثقافة ووقت من اجل الثبات على الأرض وتقول: "لكن هناك إحباط كبير بين جمهور الفنانين في المسارح والمؤسسات كما أن وضع البلد صعب والإنسان يجب أن يرى إلى أين سيصل ويعرف مدى إمكانياته ويكمل مشواره".

وأشارت خوري إلى أن اشتراكها بالأعمال المسرحية يعتمد على المخرج والنص، وقالت "النصوص العربية الكلاسيكية عادة لا يوجد بها إنصاف لقضية المرأة، حتى شكسبير الذي هو من الشخصيات العالمية في مجال الكتابة والمسرح أعطى في أعماله الرجل دور القرار وان المرأة تؤثر في القرار وليست صانعة للقرار. وأضافت فاتن: "لا يوجد في النصوص العربية حق كبير للنساء".

وتقول فاتن خوري: "في أعمال مسرحية تتكلم عن المرأة وقضاياها ولكن التغير يجب أن يأتي من الداخل وليس مجرد شعارات، وضع المرأة كان قديما أفضل من اليوم لان المرأة في السابق كانت تمارس دورها في المنزل أما اليوم فهي تمارس دورها في المنزل إضافة إلى دورها في العمل خارج البيت، ولا يوجد مشاركة من الأخ أو الزوج، والمرأة تساعد وتخدم ووضعها يزيد سوءا، والمجتمع تعود أن تكون المرأة ضحية ونحن يجب أن نرفض دور الضحية، في مسرحية نساء تحت الضوء عرضت المرأة على أنها سلعة رخيصة رغم كل عمليات التجميل، وتقول فاتن: "الاحتلال يضطهدنا والرجل يضطهد المرأة". وأكدت فاتن على انه لا يوجد في مناطق 48 نساء يعمل في قطاع الإخراج بشكل ملحوظ.

وتقول فاتن: "في مسرحية نساء تحت الضوء كانت هناك طاقات نسائية وأرضية مشتركة في العمل وتمييز في طريقة العمل وكان التفكير جماعي والمسرحية عبارة عن تجميع لقصص ذاتية".

وأكدت فاتن خوري على أنها تستعمل المسرح من اجل إيصال رسالة وكأداة لتعبير عن شيء حتى ولو واحد في المليون وان تعبر عن القضايا التي تخص المسلمين والمسيحيين على حد سواء وتمنت أن يبقى المسرح مثل صندوق العجب دائما به أشياء جديدة.

وتشير فاتن إلى موضوع رواتب الفنانين فتقول: "ترتفع الرواتب في الشمال وترتفع المعيشة أيضا، أما في الضفة الغربية فتقل الرواتب وتقل المعيشة وقد طلب مني كثيرون من المخرجين اليهود أن امثل معهم ولكنني رفضت لأنهم ينظرون إلى أنني عربية اعمل معهم، ويتحدثوا عن قضايا خاصة بفلسطينيتي وكأنهم متعاطفين معنا، وهم السبب في مآسينا، وبالمقابل يستعملونا كسلعة ويطلبوا أن نتكلم عن العمليات الاستشهادية على أنها إرهابية وهذا بعد من أبعاد السينما المشتركة الإسرائيلية الفلسطينية وكان في حديث عن أعمال مشتركة وقصص التعاون، لكن في عايش، بس ما في حرف التاء، ولا يوجد في مناطق 48 تعايش بل يوجد عنصرية.

وتقول فاتن خوري: "أنا مقتنعة بعملي وبلادنا صغيرة ولا يوجد إمكانيات للتمثيل من النواحي المادية ولكن هنا استطيع أن أتحدث عن سلبياتنا وواقعنا بحرية وعن ذاتنا، واشعر هنا أنني موجودة، وأحببت أنا كفلسطينية ساكنه في المناطق المحتلة في عام 48 أن اعمل في الضفة الغربية وتحديدا في مدينة رام الله لان هذا يعمل توازن واثبات وجود بالنسبة لي كفلسطينية تعمل في مجال التمثيل المسرحي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى