يَا أَيُّهَا الْقَلْبُ الْمُمَرَّدُ بِالْهُدَى
أَخَشِيتَ بَوْحًـــا يَسْتَثِيـــرُ تَفَــــرُّدَهْ
يَا أَيُّهَا الْعَالِي وَتَخْضَعُ مِنَّةً
أَتَخَـــــــافُ مَيْلًا تَحْتَوِيــهِ الأَوْرِدَةْ
يَا أَيُّهَا الْمَفْتُونُ بِالْحُسْنِ اتَّئِدْ
أَمَضَيْتَ تُبْحِرُ فِي الدُّرُوبِ الْمُبْعَدَةْ
مُتَمَرِّدًا قَدَّمْتَ عُذْرًا وَاهِيًا
هِىَ رَاحَـةٌ تُرْجَــى! وَغَيْرُ مُؤكَّــدَةْ
هَلْ تَنْطَلِي الأَعْذَارُ حِينَ تَعُدُّهَا؟
هى فِعْلُ مَنْ جَمَعَ الخَيَالَ وَعَـــدَّدَهْ
هَذَا اعْتِزَالٌ جَاءَ دُونَ مُرَادِهِ
فَاللَّحْنُ دَرَّبَ نَبْضَــهُ كَــيْ يُنْشِـــدَهْ
فَإِذَا ارْتِجَاجُ الْقَلْبِ يُدْمِي نَفْسَهُ
نَفَــدَ اصْطِبَــارٌ كَــانَ قَبْــلُ مُقَيِّـــدَةْ
وَاحْمَرَّتِ الْمُقَلُ المُدَلَّى سِتْرُهَا
فَجَنَتْ عَلَى هَذِي الْعُيُونِ مُسَهَّـــدَةْ
وَاسْتُنْفِرَ الطَّيْرُ الَّذِي فِي سَكْرَةٍ
عَصَفَتْ بِهِ رِيحُ الشَّمَــالِ مُعَرْبِــدَةْ
وَالشَّامِتُونَ الشَّامِتُونَ وَوَيْلَنَا
مِـــنْ غَمْزِهِ مِنْ لَمْزِهِ مَــا أَسْعَـــدَهْ
يَنْسَوْنَ أَنَّ الْعُمْرَ سَاعِدُهُ التُّقَى
وَلِكِبْرِهِـــــمْ نَـــارٌ عَلَيْهِمْ مُؤْصَــدَةْ
فِي سَجْدَةِ الْقَلْبِ الَّتِي يُهْدَى لَهَا
نُورُ الَّذِي سُبْحَانُـــــهُ قَدْ أَوْجَــــدَهْ
لَوْلَا رَأَى الْبُرْهَانَ لَأخْتَلَفَ الْهَوَى
هُوَ ذَا الْهُدَى، وَالشَّرُّ رَبِّي أَخْمَـدَهْ