| جاءتْ إليَّ وفي العينينِ ذا الخجلُ |
|
|
يعلوصِباها جمالٌ ناطقٌ ألِقُ |
| في وجهها الحسنُ كلُّ الحسنِ مضطجِعٌ |
|
|
في الوجنتين ورودٌ زانها العبقُ |
| ضمَّت يديها وأخفت في لآلئها |
|
|
حباً كبيراً ، وعشُّ العشقِ ملتصقُ |
| في صوتها كلُّ لطفٍ كل مأنسةٍ |
|
|
به القلوبُ طريقَ الحب تعتنقُ |
| لكنَّ دمعةَ عينٍ قد كستْ فرحاً |
|
|
بل واكتست تَرَحاً، من بعده الولَقُ (1) |
| قالتْ بهسمةِ حزنٍ: إن لي وجعاً |
|
|
لا زادهُ الدهرُ إلا موجعاً طلِقُ |
| رددتُ: قُولي.. أجيبي، إن لي ألماً |
|
|
أيضاً، وإني كسيرُ الروحِ أختنقُ |
| يا نكهةَ الكرزِ المكنوزِ يا عسلاً |
|
|
قولي بربِّكِ قد أودى بيَ الغسقُ(2) |
| قد غرَّد الهدهدُ المسكينُ في حَزَنٍ |
|
|
يشكونزاعاً لهُ الأبواب تنغَلِقُ |
| أودى بروحي، وألقى فيَّ آفتَهُ |
|
|
حزنٌ ونَوْحٌ وأسرارٌ لها الصَّعَقُ |
| أبقى وحيداً، فلا إنس ولا جنٌّ |
|
|
في كرهِيَ اختلق الأحباب ما اختلقوا |
| يا خمرةً لستُ أدري كيفَ أشربها |
|
|
بالله قولي.. أليسَ الحزنُ مُرتَزَقُ |
| يهوي على القلبِ مثل الصخرِ بل أقوى |
|
|
يبكي العيون دماءً، يختفي الومقُ(3) |
| يأتي إليَّ فَيُبكيني ويقتلني |
|
|
أرى بهِ كل ضعفٍ، إنه الدهقُ(4) |
| قولي، أليسَ لدينا الحزنُ مشتركٌ |
|
|
خوفٌ تلاقى بقلبينا له الأفقُ |
| الحبُّ ساحتنا، والموتُ راحتنا |
|
|
والعشقُ واحتنا، والخوف ذا الرمقُ |
| ماذا نريدُ وفينا الضدُّ يجتمعُ |
|
|
ما كانَ في حب غيرٍ، إنه الشوقُ |
| هذي المواجع تُرسي فيَّ بسمتها |
|
|
تحنوعليَّ بسكناها، كذا الوَدْقُ(5) |
| يكفي فؤادي هواكِ يا منى أملي |
|
|
اثنان كنا، وصرنا واحداً رَتِقُ(6) |