الجمعة ٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم
إِبْحَارٌ فِي هَوَامِشِ الْحُلْمِ
نَزَعَ الْبَرِيقَمِنْ أفْوَاهِ الْأَزِقَةِالْمُتْعَبَةْسَارَ يَهْذِي خَلْفَ ظِلِيويَرْسُمُ دَوَائِرَمَجْدُولَةً بِدَمِيكَاهِنٌ يَعِظُ وَجْهَ النَهَارِوَيُلَمْلِمُ فِي صَدْرِهِأرْصِفَةَ لَيلِيوَأنَا أُقَاتِلُ الصَمْتَ حَتَى يَرْحَلَمِنَ الشُقُوقِ الْمُتَكَاسِلَةْعَارِيَا أَسْبَحُ فِي سَرَابٍ مُوَشَّىبِقَاعَاتٍ خَاوِيَةْوَحْدِي أُقَاوِمُ الْأَلْسُنَ الْمُلْقَاةَعَلَى هَوَامِشِ دَفَاتِرِي الصَاخِبَةْالْجُوقَةُ تَعْزِفُ ذَاتَ رُكُوعٍفِي خَلْفِيةِ مَشْهَدٍ مُلَونٍبِتَقْدِيسِ الْفِرْعَونِ الْمُمْدَدْتَنْمُو تَحْتَ السِيقَانِ أَقْدَامٌتَرْتَكِبُ الرَكْضَفِي أَحْرَاشٍ تَهْذِيتَقُولُ غَيمَةٌ يُعَانِقُهَا اللَيلُ:إنَ الْمَطَرَ يَسْكُنُ عِنْدَنَاوَقَدْ رَأينَاهُ الْيَومَ مُكْتَئِباًبِضْعُ قَطَرَاتٍ فَرَرْنَ مِنَ الْبَيتِوَذَهَبْنَ إلَى السُوقِ الْمُتَهَاوِيةْالْحَانَةُ تَرْقُصُ ابْتِهَاجاًبِعَودَةِ الْحَرَائِقِ الْمُتَوَارِيّةْوَجَاءَ طَيفٌمِنْ أقْصَى الْجُرْحِ يَقُولُ :كَفَاكَ مَا أشْعَلْتَأخَذْتَ كُلَ الْمَاءِوَأودَعْتَ لَدَينَاكُلَ النَارِيُشِيرُ الذِئْبُ بِمَا تَبَقَى لَهُمِنْ الْأصَابِعِ الْبَذِيئَةْيُصَوّبُ إلَى مَسَامِعِي قَيظاًمَمْهُوراً بِأنْيَابٍ لا تَشْبَعُ :الْفَرِيسَةُ لا تَنْضُبُوَالْبَيدَرُ مَازَالَ يَعِجُبِالسَنَابِلِ الْيَافِعَةْمَا رَأيتَ مِنْ خُبْزٍفِي حُلْمِكَ الْمُتَعَجِلِلَيسَ لَكَكَيفَ تَحْلُمُ بِخُبْزِي؟تِلْكَ آخِرُ سُطُورِ الْحُلْمِانْسِجُهَا لَكَ كَابُوساًيُمْطِرُكَ بِلَهَبِيتَفُورُ أَوعِيةُ الطُوفَانِخَلْفَ دَمِيتَمُوجُ بِحَارٌ مُتَرَامِيةُ الصَرَخَاتِ :هَيهَاتَ يَا بْنَ الْفِرْعَونِلَنْ يَسْكُنَنِي كَابُوسُكَأنَا مَنْ يُسَطِرُ الْحُلْمَوَمَا عَلَيكَ غَيرَ قِرَاءَتَهُ